حينما عنونا مقالنا بالأمس بـ "اليوسفيون يتنفسون الصعداء ويتمسكون بمناخ بيئي متوازن بمدينتهم"، لم نكن نمارس الترف الإعلامي أو نعبث بالكلمات، بل كان هدفنا هو تبليغ رسائل الساكنة التي تؤدي الضرائب لخزينة الدولة كي تنعم ببنية تحتية (طرقات، حدائق، بيئة نظيفة،....) تتوفر على كل شروط العيش الكريم وتضمن كرامتهم وفق مضامين الدستور الذي أعطى أهمية قصوى للجانب البيئي بعد الميثاق الوطني للبيئة. لكننا صدمنا ليلة أمس الأربعاء 18 ماي الجاري، لما قامت "أنفاس بريس" بجولة خارج المدار الحضاري في اتجاه طريق قرية لمزيندة المنجمية التابعة لتراب جماعة الكنتور، وتحديدا بالقرب من مجال المنجم رقم 01 المهجور والذي حول سابقا لمطرح للنفايات سمي بـ "لغشيوة "، حيث وجدنا حوالي الساعة 7 مساء شاحنة نقل الأزبال لشركة "أوزون"، والتي حظيت بصفقة التدبير المفوض ترمي بالنفايات والأزبال على قارعة الطريق بشكل عشوائي إلى درجة قطع الطريق على شاحنات نقل الفوسفاط وسيارات الخواص والدراجات النارية العابرة، التي استنكر سائقوها هذا الفعل الشنيع المنافي للالتزامات البيئية والتعاقدات المبرمة بين أطراف عملية التدبير المفوض.
فالصورة الحصرية تعفي عن كل تعليق، لكن لا بد أن ننبه المسئولين على القطاع بأن هناك أياد تعبث بالحقوق البيئية التي ضمنها المشرع بالعديد من القوانين وتريد أن تخلق مجددا مشاكل اجتماعية وبيئية لساكنة المنطقة التي حاصرتها "أوزون" بالأزبال والقاذورات بالقرب من قرية لمزيندة التي تشكل ذاكرة المناجم الفوسفاطية.
فهل ستتخذ شركة "أوزون" إجراءاتها التدبيرية والوقائية وفك الحصار المضروب على المنطقة بالأزبال التي رمت بها شاحناتها بالقرب من مطرح "لغشيوة" وعلى قارعة الطريق، أم أنها ستحول هوامش المدينة إلى مطارح للأزبال؟؟؟