لم أصدم في برنامج رشيد شو ، فهو يمثل و يجسد بالفعل و من البداية المستوى الذي بلغه تردي مشهدنا الإعلامي المرئي . لكن هناك منزلة قد تفوق الصدمة ، حين تحس بالغثيان وأنت أمام الشاشة ليلا ، و أنت المرغم على وهمك بأنك تتابع ما يجري في الوطن ...
رشيد بوسامته المشبوهة و هو يأكل الفلفل "الحار" بأفواه المشاهدين ، ويتهكم و يضحك بركاكة باذخة . و المغنية الشعبية جدا تجادله و تتحداه في كونها صادقة وجريئة جدا . لم أصدم أيضا في سذاجتها لأنها على فطرة و لا تفقه في السياسة و لا في أمر الحكومات . هي تفقه في أشياء أخرى تغنيها و تغنيها عن الخوض في أمر رؤساء الحكومات و السياسة .
هو يجرها من لسانها و هو يتجرع الفلفل و يتلذذ بمازوشية .. هو كان نبيها في استدراجها ، وخبيثا في قصده .. أكل هو الفلفل و صرحت هي بأن حكومة بنكيران أحسن حكومة في تاريخ المغرب ... ولا مشكل لديها إن قالت أنها أقوى حكومة عرفها التاريخ ..لا مشكل لديها في أي شيء تقوله ، فهي على تنطق على عواهنها بأمر الحكومات و السياسة وبنكيران و التلفزة و المال و الأعمال و السهرات و الكاشيهات السمينة ... لكن في تلك اللحظة ، كانت هي و هو ينطقان عن علم و بلساننا و لسان كل المغاربة ، و أمام أعينهم ، و في عقر و قعر دارهم . لا عورة لهما حتى و إن تعريا . نحن العورة ...
أما أنا فأنتظر من جهابذة وعلماء القبيلة ، و حتى الفقهاء منهم ، أن ينتفضوا غدا و يصدروا الفتاوى في مغنية شبقة ، أو ما تبقى من أنوثتها . فهي لطخت اسم و شخص رئيس الحكومة المبجل بنجاسة لا تليق به و بمقامه . و أنتظر من رئيس الحكومة ووزيره في الإعلام أن يطالب بإغلاق القناة الثانية ، وهم أصلا يكرهونها ، و يقولون أنها تنفلت من سلطتهم . كما أنتظر ردة فعلهم و استنكارهم علنا على تصريح مغنية لا يتفقون مع شكل و مضمون عملها و شغلها . أليسوا هم من لا يحب التبرج و الرقص النسوي العلني و الغناء بكلام ناب ...
سأنتظر اليوم و غدا موقف المسؤولين على الإعلام في البلاد وتقييمهم لما يبث من تفاهات يهندس لها عنوة و بغباء . و سأنتظر أيضا من سيبايع بنكيران على الهواء حتى و إن كان عن جهالة و عن غير قصد . كما سأنتظر أيضا سيناريوها عقلانيا يليق بسياق الأحداث و السياسة، وهو أن يعين السيد رئيس الحكومة السيدة عتابو مديرة لحملته الانتخابية المقبلة ، أو يجد لها مقاما مريحا في ديوانه كي يزداد شعبية وشعبوية و طربا و نشوة ، وبذلك سيكون قد كفر عن زلة لسانه حين نوىالاستغناء عن الشعراء و الفلاسفة و القضاة .