الاثنين 25 نوفمبر 2024
كتاب الرأي

أحمد بومعيز:عتابو و بنكيران ، عشق السياسة و الغناء و الفلفل في قناة " الدوزيام "...

أحمد بومعيز:عتابو و بنكيران ، عشق السياسة و الغناء  و الفلفل في قناة " الدوزيام "...

لم أصدم في برنامج رشيد شو ، فهو يمثل و يجسد بالفعل و من البداية المستوى الذي بلغه تردي مشهدنا الإعلامي المرئي . لكن هناك منزلة قد تفوق الصدمة ، حين تحس بالغثيان وأنت أمام الشاشة ليلا  ، و أنت المرغم على وهمك بأنك تتابع ما يجري في الوطن  ...

رشيد بوسامته المشبوهة و هو يأكل الفلفل  "الحار" بأفواه المشاهدين ، ويتهكم و يضحك بركاكة باذخة . و المغنية الشعبية جدا تجادله و تتحداه في كونها صادقة وجريئة جدا . لم أصدم أيضا في سذاجتها لأنها على فطرة و لا تفقه في السياسة و لا في أمر الحكومات . هي تفقه في أشياء أخرى تغنيها و تغنيها عن الخوض في أمر رؤساء الحكومات  و السياسة .

هو يجرها من لسانها و هو يتجرع الفلفل و يتلذذ بمازوشية .. هو كان نبيها في استدراجها ، وخبيثا في قصده .. أكل هو الفلفل و صرحت هي بأن حكومة بنكيران أحسن حكومة في تاريخ المغرب ... ولا مشكل لديها إن قالت أنها أقوى حكومة عرفها التاريخ ..لا مشكل لديها في أي شيء تقوله ، فهي على  تنطق على عواهنها  بأمر الحكومات و السياسة وبنكيران و التلفزة و المال و الأعمال و السهرات و الكاشيهات السمينة ...  لكن في تلك اللحظة ، كانت هي و هو ينطقان عن علم و بلساننا و لسان كل المغاربة  ، و أمام أعينهم  ، و في  عقر و قعر دارهم . لا عورة لهما حتى و إن تعريا . نحن العورة ...

  أما أنا فأنتظر من جهابذة وعلماء القبيلة ، و حتى الفقهاء  منهم ، أن ينتفضوا غدا و يصدروا الفتاوى في مغنية شبقة ، أو ما تبقى من أنوثتها . فهي لطخت اسم و شخص رئيس الحكومة المبجل بنجاسة لا تليق به و بمقامه . و أنتظر من رئيس الحكومة ووزيره في الإعلام أن يطالب بإغلاق القناة الثانية ، وهم أصلا يكرهونها  ، و يقولون أنها تنفلت من سلطتهم . كما أنتظر ردة فعلهم و استنكارهم علنا على تصريح مغنية لا يتفقون مع شكل و مضمون عملها و شغلها .  أليسوا هم من لا يحب التبرج و الرقص النسوي العلني و الغناء بكلام ناب ...

سأنتظر اليوم و غدا موقف المسؤولين على الإعلام في البلاد وتقييمهم لما يبث من تفاهات يهندس لها عنوة و بغباء .  و سأنتظر أيضا من سيبايع بنكيران على الهواء حتى و إن كان عن جهالة و عن غير قصد . كما سأنتظر أيضا سيناريوها عقلانيا يليق بسياق الأحداث و السياسة، وهو أن يعين  السيد رئيس الحكومة السيدة عتابو مديرة لحملته  الانتخابية المقبلة ، أو يجد لها مقاما مريحا في ديوانه كي يزداد  شعبية وشعبوية و طربا و نشوة ، وبذلك سيكون قد كفر عن زلة لسانه حين نوىالاستغناء عن الشعراء و الفلاسفة و القضاة .