الاثنين 25 نوفمبر 2024
كتاب الرأي

مصطفى المنوزي:عودة السياسة إلى نبلها خالصة من الديماغوجيا والتقية

مصطفى المنوزي:عودة السياسة إلى نبلها خالصة من الديماغوجيا والتقية

الدولة والحكومات المتعاقبة تعاملت مع الطبقة الوسطى كفأر للتجربة بتوجيه من المؤسسات المالية الدولية ...من التقويم الهيكلي إلى تخفيض كتلة الأجور عبر الخوصصة وتقليص النفقات الاجتماعية والمغادرة الطوعية ؛ فكبرت الهوة بين الطبقة العليا وبين الطبقة الكادحة ...ولكن الخطير في الأمر أن الحكومة الحالية مستعدة لتخضع نفسها لأي تجريب مقابل بقاءها في سدة تدبير الشأن الحكومي بعلة أنها تستمد شرعيتها من رضا الناخبين والملك والعالمين .

أغلب المثقفين استقالوا أو انحازوا أو انضموا أو انخرطوا، في التيه ولا مناص من الاصطفاف. لكن ليس بين القطبين ولا في الوسط ، لابد من الاصطفاف إلي جانب المعرفة وحب الحكمة والتنوير ، لقد انتهى عهد العمالة للخارج ، حتى الدولة نفسها ، استفادت من دروس الربيع العربي . فكل من ذكروه في ويكليكس وفي أفلام الخيال العلمي ، قضى حكمه وقضي الأمر في حقه ، وهاهي وثائق جديدة تسرب من بناما ، وشرعت في تخريب الصف الحقوقي المنهك بنضالات الوكالة ، قبل الائتلاف الطبقي الحاكم ، ورغم تصحيح الأمور من قبل بعض الأحزاب التي قومت اعوجاج البوصلة وأصلحت المسار المستهدف ، فلا زال هناك عمل كثير ينتظر جميع الفاعلين السياسيين ، فالشارع فعلا يحرك ولكن مطبخ صناعة القرار الأمني هو الحاسم ، ولا أحد منهم ضابط بالمطلق إلا المؤسسات . فلنحول بياناتنا إلى أطروحات ومنها إلى إستراتيجية للنضال الديموقراطي ، تستقطب جميع الأحرار والشرفاء في صيغة جبهة عريضة يقودها السياسي بتأطير من الثقافي . فهلا أحصينا عدد الأطر الذين لا زال يحضنهم حزبنا وحينا وجامعاتنا وإعلامنا . لم تنته الحرب ولن تنتهي الجراح ولا الانتهاكات إلا بتمثل مطلب القطع مع الماضي ، ماضي سنوات الرصاص وماضي المغامرة وماضي القصاص . وبالنقاش الموضوعي النزيه والخالص من الشعبوية نستطيع استدراك ما فاتنا من وقت ضائع ، ومن تخلى عن قانون الجدل التاريخي غير معني بالمقال ، سيظل يمارس لعبة التكيف دون التحول ، يصارع الأشخاص بالأفكار والأفكار بالأشخاص ، فيكرر التاريخ نفسه في شكل جغرافيا التجريب والانتظارية .