الاثنين 25 نوفمبر 2024
كتاب الرأي

أحمد بومعيز:..و بعد الصحراء .. التعليم أيضا قضية وطنية ..

أحمد بومعيز:..و بعد الصحراء .. التعليم أيضا قضية وطنية ..

السنة الدراسية الحالية  في دورتها الأخيرة ... و أساتذة الغد في ذروة نضالهم ... و الحكومة في ورطة لا تعترف بها ... و الموسم الدراسي المقبل مهدد ... و الوزارة الوصية تعد وعودا من فراغ  ... و الداخلية تتوعد و تقمع من حين لحين ... ورئيس الحكومة يعاند ...  فالتعليم إذن ليس قضية وطنية .

جميل جدا أن نناضل من أجل قضية الوحدة الترابية . و جميل جدا أن نعلن التعبئة القصوى . و قد لا أجد حرجا لو كنت في مراكز قرار السلطة أن أعلن القدرة على التعبئة .

  أضن أن المطلب الأساس من المسيرة هو أن يرجع بان كيمون إلى حياده و معه الأمم المتحدة ، و إعطاء انطلاقة لمسلسل التسوية في المنطقة  ، و إنهاء الملف الذي يهدد السلم الإقليمي . و النتيجة المرجوة  التي تتوخاها الحكومة و المتظاهرين و المناصرين للقضية الوطنية من خلال المسيرة و غيرها من  " التعبئة  "هي أن يجد المغرب آذانا صاغية من الأمم المتحدة  ، و المنتظم الدولي  ، و مجلس الأمن ، و الدول المؤثرة على المشهد و القرار السياسي العالمي . كلها انتظارات قد يطول تحقيقها خصوصا إذا لم ترمم الدبلوماسية المغربية شرخها  ، و تصحح مسارها  ، و تحسن  من أدائها . و كان  الأمر طموحا مشروعا ، بل مطلبا صار ملحا بالنسبة للوطن و المواطنين .

 لكن ، و موازاة مع ملف الصحراء  ، وملفات و أشياء أخرى في ذات الأهمية ، ألا يمكن اعتبار التعليم أيضا قضية وطنية بعد ملف الصحراء وفق تصريحات السلطات العليا ؟

 والآن و نحن نقترب سريعا من نهاية الموسم الدراسي ، و أساتذة الغد لا زالوا ينفذون اعتصاماتهم  و مسيراتهم الوطنية والتي كانت بالفعل حاشدة رغم غياب قضية التعبئة الرسمية ، فهل ستستمع الحكومة لنبض الشارع ، و نبض الوطن  ، و نبض حاجة الأطفال إلى أستاذ قار اليوم و غدا ، وبنفس  الدرجة التي تحتاجها  و ترغبها الحكومة كي يستمع بان كيمون و المنتظم الدولي لقضية الوطن الأولى ؟

أكيد أن الجواب قريب بالنسبة لقضية التعليم و مشكل أساتذة الغد ، فغدا لناظره لقريب ، ولم يبق من الوقت  و من الموسم الدراسي إلا القليل كي يتم إنقاذ الموسم القادم .

و أكيد أيضا أن الجواب على قضية الوطن الأولى سينتظر وقتا مقتطعا آخر قد يطول إذا لم تعد الدولة النظر في أداء دبلوماسيتها و مهندسيها ، و إعطاء الفرصة لدبلوماسية موازية فاعلة و راشدة ، وليس في مقاس ما يحتاجه أصحاب القرار في فترة شدة يعتبروها عابرة ، ليتم الرجوع بعد الزوبعة لنفس المنهجية السابقة التي أدت إلى جل متاهات الملف .

فعفوا حكومتنا الموقرة و أصحاب القرار في الوطن أن نذكر بأن الصحراء قضية وطنية  ، و التعليم قضية وطنية ، و الصحة قضية وطنية  ، و التنمية قضية وطنية ، و الأمن و السلم قضية وطنية ، و الديمقراطية قضية وطنية  ، و حقوق الإنسان قضية وطنية ...و ملفات أخرى تنتظر أن نعتبرها في العلن ، و بالفعل و الملموس ، و بالممارسة، و بالتبني الرسمي و الشعبي ...  تنتظر بالفعل و الضرورة و الإلحاح  أن نعتبرها جميعا ، وكلها... قضايا وطنية .