البيض و البصل صارا عملة صعبة هذه الأيام في الأسواق المغربية . وكثيرة هي التساؤلات و التأويلات المؤطرة لوضعية سوق الاستهلاك المحلي و الوطني . هناك من يرجع أسباب الغلاء إلى الأحوال الجوية و ظرفية السنة الفلاحية ، و هناك من يتحدث عن مرض و نفوق الدجاج بسبب مرض غريب ، وهناك من ينسبها لنشاط التسويق الخارجي إلى دول أفريقيا ، وهناك من يتحدث عن المضاربات و استغلال الوضع من طرف السماسرة من أجل الربح السريع على حساب جيوب الفقراء من المواطنين كالعادة ... وهناك من أرجع الأمر إلى نقمة إلهية بسبب غضب رئيس الحكومة على المواطنين و الموظفين الذين يسرفون في أكل البيض و البصل ولا يشكرون النعمة ، و يقومون بإضرابات مجانية ، و بذلك يغضبون الله وقبله بنكيران ، فقرر بنكيران الاقتطاع من أجورهم لأن الاقتطاع من الأجور مذكور في القرآن الكريم و كذلك البصل ، فابتلاهم الله بالاقتطاع من الأجور و الحرمان من البصل و البيض .
ثمن البصل تجاوز ثمن البترول و قيمة الدولار و الأورو ، تجاوز بالفعل عتبة 10 دراهم للكيلو غرام الواحد . و الارتفاع مستمر و عدواه ستصيب لا محالة المواد الأساسية الأخرى . فالزيادات و الغلاء بالمغرب يتم بقرار حكومي و بقرار من المضاربين وبقرار من الطبيعة ... و الابتلاء سيد المشهد ، و السوق و جيوب الفقراء شاهدة . و الدليل على عزم الحكومة على قهر الخارجين عن الطاعة ، و رضاها على الوضع ، أنها لم تكلف نفسها التصريح بما يقع و تفسير أحلام المتكهنين . فلا الناطق الرسمي باسم حكومتنا الموقرة نطق و لا وزير الحكامة أطل بقفشاته المراكشية كي ينذرنا بالمزيد من العقاب بسبب تعنتنا ، و تنكرنا لخير حكامنا ، و عدم طاعتنا لأولي أمورنا . فنحن شعب غضب الله عنه ، و نستحق الجوع ، و البراهين صارت أكيدة .
عفوا أيها الفقراء ، و المواطنون ،و الموظفون المارقون ، سيقتطع من أجوركم ، و من محتويات مطبخكم البئيس أصلا . فلا مال و لا بيض و لا بصل بعد الآن حتى تعودوا إلى رشدكم و عن غيكم . فلا سعادة بعد اليوم حتى ترضى عنكم الحكومة الحاكمة باسم الله .