الأحد 22 سبتمبر 2024
رياضة

الأستاذ محمد النوري: الرياضة المغربية ومكر التاريخ (8)

الأستاذ محمد النوري: الرياضة المغربية ومكر التاريخ (8)

الحلقة الثامنة من سلسلة كتابات الأستاذ النوري محمد نتناول من خلالها مجموعة من المواقف والقراءات عبر عنها بصدق ووفاء وإخلاص ذات الفاعل المدني والجمعوي والرياضي، تقدمها "أنفاس بريس" للقراء لإنعاش ذاكرتنا الرياضية الوطنية ونستخلص منها العبر، هي مواقف تتضمن قضايا الرياضة والرياضيين، استحضر من خلالها الأستاذ محمد النوري مسار الرياضة عبر التاريخ والذاكرة الشعبية مرورا على النبش في كونها كانت مدخلا نضاليا للوطنيين ضد المستعمر بعد أن حولتها مافيا الريع لمستنقع متعفن تستفيد منه "نخبة الرياضة" ضدا على تطلعات الشعب المغربي وإقصائه من التمرين على الآليات الديمقراطية بواسطة الرياضة وإشراكه في قراراتها مما انعكس على جميع الرياضات الجماعية سلبا وتدحرجت من الريادة نحو الردة. فما هي إذا خلاصات الفشل الرياضي حسب النوري؟

- سماسرة الرياضة والضريبة على الدخل

في الثمانينات من القرن الماضي أثرت إشكالية عدم تطبيق الضريبة على الرياضة والرياضيين، وكان وقتها عددهم قليل وما كانوا يربحونه أنذاك لم يكن بالحجم الذي نعيشه الآن، ومع ذلك تصدى لي عدد كبير من المدربين ومن العدائين، وقد كانت حجة العدائين أن ذلك مجهود شخصي ومعاناة جسدية ونفسية لا تقدر بالنسبة لهم بثمن، أما المدربون فكان بعضهم يزاوج بين التدريب والوظيف ويحصل على الزبدة وثمنها ومع ذلك كانوا يترجوني بأن أتركهم يعيشون. الآن تدحرجت كرة الثلج حتى أصبحت جبلا، أضحت الرواتب خيالية تفوق رواتب مدراء الشركات وخريجي المدارس العليا .

هل يعقل أن تصل أجور المدربين واللاعبين الملايير بين التوقيع والراتب؟ هل بالفعل تمثل هذه الحصة القيمة الحقيقية للاعب أو المدرب ولو أننا نعيش في بطولة هاوية يسمونها ظلما احترافية؟

لن أتكلم الآن على بعض العدائين الذين استفادوا من منابع متعددة، ومع ذلك لا تعرف إليهم الضريبة طريقا، لكن سأتكلم عن مافيات موجودة في كرة القدم هي من ساهمت في ارتفاع مستحقات التوقيع والرواتب لأن الأمور تسير بـ "نعطيك اعطيني" وكثرة المتدخلين من وسطاء وسماسرة .

هل يعقل أن يشتري فريق اللاعبين والبدلاء وهو لا يطمع لا في بطولة ولا في كأس؟ والأكثر من ذلك وهو يتوفر على مركز لتكوين اللاعبين ومدرسة، أكيد أنهم سايروا موضة البطولات الأوروبية شكلا، أما المضمون فبقي عند درجة الصفر.