Wednesday 14 May 2025
فن وثقافة

محمد عدلي "نجم برنامج ذو فويس": أنا مستمر في الغناء تحت شعار "استمرْ أو توقفْ"..

محمد عدلي "نجم برنامج ذو فويس": أنا مستمر في الغناء تحت شعار "استمرْ أو توقفْ"..

المطرب الشاب "محمد عدلي" صاحب "حالة خاصة" وهو عنوان الفيديو clip الغنائي الذي طرحه مؤخرا. "حالة خاصة" تنطبق على مسار هذا الفنان الشاب الذي حقق الشهرة خلال مشاركته في سنة 2012 بالبرنامج الغنائي التلفزيوني "ذو فويس" النسخة العربية وتم اختياره ضمن 165 ألف صوت "حالة خاصة"، ورغم وصوله لمرحلة النهائيات لم تنصفه آلية التصويت. يؤكد أنه قبل المشاركة في "ذو فويس" كان قد شارك في عدة برامج مثل "استوديو دوزيم" وكان يتم إبعاده بشكل غير مفهوم "حالة خاصة"، كما يُضيف أنه  من الضروري تأسيس قناة "حالة خاصة" عفوا قناة خاصة بالأغنية للانفتاح على الطاقات الشابة. يتحدث أيضا مُحاورنا عن مشاركته في مسلسل تلفزي وعدم مرور هذا العمل التلفزيوني في طلبات عروض القناة الأولى رغم حصوله على تتويج بمهرجان مونديال القاهرة بمصر سنة 2015 (حالة خاصة). كما يشارك نجم "ذو فويس" جمهوره ومتتبعيه جديده الفني..

"أنفاس بريس" التقت بالمطرب الشاب "محمد عدلي" وخصنا بهذا الحوار متحدثا عن أحداث ومواقف أثرت بشكل كبير في مساره الفني..

متى كانت بدايتك في مجال الأغنية؟

 منذ صغري كنت ألاحظ أن الناس يقولون "صوتك جميل جدا"، كنت لا أعي ذلك بحكم صغر سني حيث كنت أغني في البيت وفي الشارع وأنا ألهو مع أقراني كما كنت أشارك في  الحفلات المدرسية. لكن مفهوم الغناء لم استوعبته إلا في سن 14 سنة، أتذكر أني أخبرت أبي أني سوف ألتحق بالمعهد الموسيقي فأجابني : تريد أن تصبح "شيخ" ورفض وأمرني بإتمام دراستي والاهتمام بها والابتعاد عن الغناء، المهم التحقت سرا بالمعهد، وتعلمت "الصولفيج" و"المقامات العربية" و"الموشحات" وأسست فرقة لا علاقة لها بالطرب بمفهومه الأكاديمي، كانت عبارة عن فرقة تعتمد على "الراي" وأيضا تقنية دمج الإيقاعات والأساليب الموسيقية المتنوعة "fusion"، لكن كنت أعشق الطرب بحكم أن والدي كان مهتما به، إذ كنت أجد بالمنزل العديد من أشرطة "أم كلثوم" و"عبد الحليم حافظ" وكنت أجد صعوبة في ترديد أغاني الطرب لكن كنت أستمع لهذه الأغاني بشغف وأجد أنها خيال علمي بالنسبة لي في صغري. شاركت ضمن الفرقة المذكورة في بعض المهرجانات الصغيرة في المغرب إلى أن التحقت بـ "الفرقة المغربية للموسيقى العربية" ضمن أعضاء "الكورال"، ولا يخفى أن هذه الفرقة اشتغل معها كل نجوم الطرب في العالم العربي، تحت قيادة المايسترو صلاح الشرقاوي وتتضمن أمهر العازفين.

كيف ومتى عرفت أن صوتك يؤهلك للغناء بشكل فردي؟

كان المايسترو صلاح الشرقاوي يقول لي : "صوتك ليس كورالي، أنت مطرب"، وقبل شهر من قدوم الراحل وديع الصافي أو كاظم الساهر أوصباح فخري أو هاني شاكر،  للعمل مع "الفرقة المغربية للموسيقى العربية" كان المايسترو الشرقاوي يمدني ببرنامج أغاني هؤلاء النجوم لكي أؤديه مع الفرقة، وكان يمنحني تقريبا 50 أغنية لكي أتدرب عليها مع الفرقة، فكنت أبدل جهدا كبيرا للغناء والحفظ وكانت هذه المرحلة بالنسبة لي المحك الحقيقي والتجربة التي حصلت فيها على الاحترافية في الأداء.

من المعلوم أنك بادرت بالترشح للمشاركة في عدة برامج تلفزيونية للمسابقات الغنائية مثل "ستار أكاديمي" و"استوديو دوزيم" ولم تكن تمر لمرحلة "البرايم" أي النهائيات التي تبث على الشاشة.. ما السبب في ذلك؟.

حقيقة لا أملك جوابا مقنعا، كنت أمر في كل المراحل وخلال المرحلة الحاسمة يتم إبعادي بشكل غير مفهوم، أتذكر مثلا خلال مروري من "كاستينغ" برنامج "ستار أكاديمي" اتصلت بي "رولا سعد" هاتفيا، وطلبت مني أن أحكي لها  عن طفولتي وفترة المراهقة، فأجبتها أن طفولتي عادية، فقالت لي : هل حدث لك حادث صادم في الطفولة، سواء إيجابي أو سلبي؟ وكان ردي أني عشت العديد من الأحداث العادية كأقراني في فترة الطفولة والمراهقة،  ولا أتذكرها بتفصيل، بعدها لم تتم المناداة علي، فقلت مع نفسي أنها كانت تريدني أن أتصنع في الحكي أو أقول مثلا أني عشت طفولة صادمة أو مضطهدا، أو مثلا "قصة حب عنيفة وتخلت عني محبوبتي" (يضحك). علمت أنهم في مثل هذه البرامج يعتمدون على مثل هذه الحكايات، لكي يظهروا بصورة منقذي الشباب من الضياع، وهي سياسة تعتمدها مثل هذه البرامج في العالم بأسره، كنت حينها أشتغل بشركة خاصة ولكن لم ابتعد عن الغناء لأنه أصبح جزءا من حياتي، كنت ولازلت أكتب وألحن وأستمع للكثير من المدارس والأساليب الغنائية. تأثرت بمدرسة "الرحابنة" في لبنان وكل مدارس مصر، مثلا: أسلوب بليغ حمدي ومحمد عبد الوهاب وكنت أطرح على نفسي أسئلة مثل : لماذا يلحن هذا الملحن أو ذاك بهذه الأسلوب؟ لماذا نجحت أغانيه؟.. وأظن أن ذلك ماساهم في تغذية خيالي الفني الغنائي.

ماهي ظروف مشاركتك سنة 2012 في برنامج "ذو فويس"؟.

كنت قد نسيت البرامج الغنائية التلفزية، وبدأت في الغناء بأسلوبي الخاص مع استمراري في العمل مع "الفرقة المغربية للموسيقى العربية"، وتلقيت اتصالا غير متوقع من "برنامج دوفويس" وأخبروني أنهم يقترحون علي أن أشارك معهم، وأوضحوا لي أن البرنامج أخذ حلة جديدة بأسلوب مغاير، كان قد سبق لي أن شاهدت حلقات من النسخة الفرنسية للبرنامج، اعتقدت أن الأمر له علاقة بـ "كاميرا خفية" من بعض الأصدقاء، لأني تساءلت مع نفسي : هل يعقل أن ينادي علي المشرفون على البرنامج دون أن أترشح للمشاركة فيه؟. خلال موعد الكاستينغ وصلت متأخرا، فقالوا لي : (غير ممكن أن تشارك في "الكاستينع") بحكم أن الفريق التقني جمع آليات التصوير، لكنهم عادوا ليقولوا لي أنه من حسن الحظ أن الكاستينغ سيجرى مرة أخرى في الغد، طلبت من المسؤول في الشركة التي أشتغل فيها، أن يسمح لي بالمشاركة ومغادرة العمل، فكان أن رافقني مشكورا لمكان إجراء الكاستينغ، لكن وصلت مرة ثانية متأخرا، المهم أديت أمام لجنة الإنتقاء أغنية طربية، فطلبوا مني أن أؤدي أغنية خفيفة وأخرى أخف.. وبعد أسبوع تمت المناداة علي وأخبروني أني مقبول، وطلبوا مني إجراء ترتيبات السفر. بعد السفر أجريت المرحلة الأولى وكانت جد صعبة، بحكم أنه شارك فيها 165 ألف صوت من كل الدول العربية، وعرفت مشاركة العديد من المغاربة. وصلت لنصف النهائية ولم ينصفني التصويت.

من المعلوم أنه بعد المشاركة في هذا البرنامج وتحقيق الشهرة ولو نسبيا، يوقع المشارك عقدا احتكاريا مع شركة خاصة بالإنتاج والتوزيع وتنظيم الحفلات الموسيقية لماذا توقفت العقدة مع الشركة؟.

بعد المشاركة أصبحت معروفا لدى الجمهور، وكنت دائما أتلقى سؤال : كاين شي جديد؟، وكان العقد مع الشركة كما ذكرت، قيدا لأي تحرك فني بالنسبة لي ومن جانبي، ومع عدم مبادرة الشركة بأي مشروع فني غنائي من جانبها وعدم تنفيذ وعودها، قررت مراسلتها لتوقيف العقد من جانبي، وبعد أسبوعين تم فك الارتباط وسررت كثيرا، فقمت بعدها بتسجيل أول أغنية لي وعنوانها "ليالي"، وقد صدرت في سنة 2012.

يروج أن المغني المصري "عمرو دياب" عندما سمع أغنيتك "ليالي" رفقة موزع موسيقي أثنى على موهبتك وتنبأ لك بمستقبل واعد في مجال الأغنية. ما رأيك في ما قاله؟

عمرو دياب له تجربة كبيرة في الفن على المستوى العربي وليس فقط بمصر، لكن هو لا يعلم ما يروج في الساحة الغنائية عندنا، فللأسف حتى ولو كانت لديك موهبة "جاك بريل" لن تجدي نفعا، هذا واقعنا و"لا يمكن أن نحجب الشمس بالغربال" هناك عراقيل عديدة يمكن أن تسبب للفنان الشاب اليأس والغياب الإضطراري على وزن "الهبوط الإضطراري" لطائرة بها عطب تقني.

اخترت الميدان الغنائي وأنت تعلم العراقيل والتحديات التي ستواجهك. ما هي  حظوظك الآن كفنان شاب وما هي علاقتك مع المسؤولين على القنوات التلفزيونية والمهرجانات بحكم أنها فضاء اشتغال أغلب الفنانين وتحقيق الكسب المادي والحضور في الساحة الفنية؟

أنا أستمر في الميدان تحت شعار "استمر أو توقف" ليس هناك حل وسط والحل هو العمل ومضاعفة الجهد على مستوى التواصل والغناء والاجتهاد. علاقتي مع المسؤولين على القنوات التلفزيونية والمهرجانات "مزيانة" إلى حد ما، نحن أصلا نملك قناتين تلفزيتين، تمت المناداة علي للمشاركة في بعض البرامج، لكن هذا ليس كافيا بالنسبة لي، لأننا لا نملك قنوات خاصة بالغناء، هناك كما قلت قناتين عموميتين بها بعض البرامج الغنائية القليلة ويشرف عليها غالبا بعض الناس الذين لا يفهمون جيدا في مجال الطرب والغناء للأسف، وألاحظ تكرار نفس الأسماء الفنية،  يجب أن يكون الإعلام محايدا، وأرى أنه من الضروري تطوير المجال السمعي البصري كما وقع بالنسبة للمجال الإذاعي، يجب تأسيس قناة واحدة على الأقل خاصة بالأغنية،  ويجب على المكلفين بدعم ومواكبة الأغنية المغربية واختيار الأغاني أن ينصتوا للشباب وأن لا يبقوا حبيسي العهد القديم، ويجب أن يعلموا أن لكل عصر ناسه وفنانيه دون التفريط في التراث الوطني القديم، عليهم أن يضعوا في برامج مخططاتهم مبدأ الانفتاح على الشباب الذين لهم مواهب جيدة ولهم وزن إبداعي معلوم ورؤية فنية.

شاركت مؤخرا في التمثيل داخل حلقة من مسلسل تلفزيوني لم يمر في طلبات عروض القناة الأولى. أين وصل هذا المسلسل وما هي ظروف التحاقك بالتمثيل؟.

الفضل يرجع للحاج "محمد دريد" المنتج والمؤلف المعروف، وقد رأى أني  يمكن أن أقدم شخصية ضمن شخصيات مسلسل تلفزيوني من إنتاجه وتأليفه، وقال لي بعد المواكبة لمجريات التصوير، أني استطعت أن أتعامل مع دوري بشكل مقبول حسب رأيه، ولا أخفي عليك أني كنت متخوفا في البداية من هذه المشاركة، لكن الحمد لله تم التصوير في جو احترافي، العمل لم يخرج للوجود ولم يتم قبوله في القناة الأولى رغم أنه حصل على جائزة وتتويج بمصر بمهرجان مونديال القاهرة سنة 2015، أتمنى أن يشاهده المغاربة لأنه يجمع نخبة من الممثلين الذين بصموا الساحة الفنية في مجال التلفزيون ويتعرض لتيمة مهمة، ولن أحرق المراحل للإعلان عنها وسأترك عامل الوقت حاسما في هذا الأمر  - "يضحك" - لست حاصلا على تفويض للحديث عن باقي التفاصيل التقنية والإدارية لهذا المسلسل التلفزيوني.

ما جديدك على المستوى الغنائي؟                    

طرحت "كليب clip  " أغنية "حالة خاصة" وأشتغل على "سينغل" بمعايير جديدة ومختلفة وسوف يرى النور في شهر مارس القادم، سوف أشارك رفقة العديد من الفنانين في حفل فني في إطار الاحتفالات بالمشروع الذي أقامه صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله بمدينة الداخلة، يوم الاثنين 8 فبراير الجاري - الحوار أجري يوم السبت 6 فبراير-. وأيضا سوف أسافر للمشاركة في حفل بدبي في شهر أبريل وهناك العديد من المفاجآت الفنية التي سأعلن عنها في حينها.