ذهب الفقيه في مسجد سلا، لنفس الشيء الذي يجب أن يساءل عنه الأستاذ فقيه الحكومة الأول..
والظاهر أن مدينة سلا، ليست هي المشترك الوحيد بين الفقيه والرئيس..
فقد ربط الفقيه في سلا بين الزلزال وبين الفساد والمخدرات في الريف الشامخ، في الوقت ذاته ربط رئيس الحكومة الأستاذ عبد الإله بنكيران بين الجفاف وشح السماء برضى الله سبحانه وتعالى، وسخطه عن الناس.
في النازلة الأولى، نقرأ بالمنطق أن الكيف في الريف كان وراء الزلزال.
وفي الثانية، يكون سخط الله على المغاربة سببا في شح المطر...
سيشعر الفقيه أن الظلم واقع في حالته، إذ أنه مجرد فقيه وخطيب في مسجد، ولو كان رئيس الحكومة، لكان قال أكثر من ذلك.
وما قاله الفقيه عن منطقة واحدة في المغرب، الشمال، عممه رئيس الحكومة على بلاد برمتها..
سيكون من السخف مجادلة الأمر عندما يتم حشر اسم الجلالة سبحانه عمّا يصفون، في نقاش مناخي طبيعي يهز العالم كله..
سيكون من غير المجدي تماما مناقشة الزلازل والجفاف، في الحضرة الربانية..
سيكون من غير المجدي أن نسأل الرئيس عن السياسة،والبرامج،والمخططات،والمشاريع،والميزانيات،والعلوم الاستباقية..
سيكون كل ذلك غير مجد، ما دام الله سبحانه وتعالى غاضبا منا..
ونحن الذين نكاد أن نؤمن أن الذنوب، تكاد تكون دليل البشرية على أن رحمة الله تعالى كبيرة للغاية، حتى إنها لا ترى عيوب البشر ..
نحن الذين نعبده سبحانه الرحمان الرحيم، بدون أن نطلب ثمنا سياسيا للإيمان أو مقابلا مؤسساتيا للتوبة، أو نجعل عاطفتنا الدينية ريعا ربانيا ينفع في جلسة دستورية، معقلا ونتوكل، لأننا نرغب في خدمة الناس.. (اللهم اجعلنا من الذين تُقضى على أياديهم حوائج الناس، أليس كذلك؟) وأول حاجات الناس أن نرد عليهم شح المطر وشبح الجفاف..
فعندما يخرج المغاربة لصلاة الاستسقاء، ليس لأنهم يتضرعون إلى إله غاضب منهم، فهم يفعلون ذلك خوفا وطمعا منه وفيه كما أمرهم ربهم، لا كما يراه رئيس حكومتهم..
نؤمن بالقدر خيره وشره، لهذا نحن مسلمون.. لا لأننا بشر مساخيط..
والآن: هل حقا يعرف رئيس الحكومة أن في بلدان لا دين لها، تنزل أمطار الخير بما يكفي كل بلدان المسلمين، بما فيها دولة داعش الشقيقة (بتسكين الشين)!!!
هل يعرف القليل عن استراتيجية المغرب للتأقلم مع التغيرات المناخية، وعن استقبال المغرب لقمة المناخ في مراكش؟
هل يعتبر ذلك بدعة وشركا بالله سبحانه وتعالى..؟.
إنها أسئلة، مجرد أسئلة لا غير؟