السبت 18 مايو 2024
فن وثقافة

المطربة المغربية كريمة الصقلي تعيد للسهرات الطربية ببيروت وهجها

 
 
المطربة المغربية كريمة الصقلي تعيد للسهرات الطربية ببيروت وهجها

لا يمكن وصف حفلة أحيتها المطربة المغربية كريمة الصقلي، مساء أمس ببيروت، إلا كونها ليلة من ليالي الزمن الجميل، أعادت للعاصمة اللبنانية وهج الأمسيات الطربية وبريقها.

روت الصقلي بصوتها الشفاف، مصحوبة بأمهر العازفين ب"الأوركسترا الوطنية اللبنانية الشرق – عربية" ظمأ اللبنانيين الى الطرب، محلقة بهم في عوالم الحب والصفاء، وشيئا من عشق الصوفية وأورادهم الذي زادهم عشقا بصوتها فبادلوها الوله ولها.

افتتحت الصقلي الأمسية، التي حلت فيها ضيفة على الأوركسترا بقيادة المايسترو، أندري الحاج، ب"يا ليل طل" من الأجواء الأندلسية المخملية الساحرة، وبألحان مغربية (الراحل عبد القادر الراشدي) لتتنقل، ومعها الجمهور الذي تماهى مع ليالي الأنس، بإحساس مرهف بين روائع الكلام للأخطل الصغير (اسقنيها) وبيرم التونسي (الورد جميل).

وبسلاسة متناهية، وهي تتنقل من مقام لمقام، أدخلت الصقلي الجمهور الى العوالم الصوفية الربانية، لينعم الحضور بأعذب الأناشيد "يا نسيم الريح" للحلاج ، و "آمنت بالله" (شعر قديم) ثم " زدني بفرط الحب " لابن الفارض، التي أبدع الملحن المغربي رشيد زروال في سبر أغوارها لحنا شجيا.

أما الصقلي فعلقت، في تصريح مماثل للوكالة، على أمسيتها بالقول، إن بيروت مدينة الحب والجمال، ومن الطبيعي، خاصة وأنه سبق لها أن تعرفت على الأجواء البيروتية سنتي 2008 و 2011 ، أن يقصر صوتها المسافات بين المغرب والشرق، وأن تعرف بالامكانات الفنية المغربية بالعاصمة اللبنانية.
وفي هذا السياق أبرزت دور المهرجانات "الضخمة" التي تنظم في المغرب في التعريف المتبادل مشرقا ومغربا بالفن، خاصة وأن الأغنية المغربية بدأت تحقق لها مكانة هامة بالأوساط المشرقية. وفي لفتة رائعة أبت وزارة الثقافة اللبنانية إلا أن تكرم الصقلي فمنحتها "درع الوزارة"، كما منحها المعهد الوطني الموسيقي اللبناني درعا مماثلا. وكما احتفى الجمهور بالمطربة احتفت بها وسائل الإعلام اللبنانية، إذ غطت وواكبت جلها أخبار هذه الأمسية بشكل واسع حتى خلال الفترة التي سبقت الأمسية.

وقد غنت كريمة الصقلي قصائد لعدد من الشعراء الكبار، منهم الشاعر عمر الخيام، ودينون المصري، وللمتصوف محيي الدين ابن عربي... كما اشتهرت بأداء الطرب الأندلسي والملحون العريقين ومن أعمال الصقلي المشهورة نذكر "الحب الشريف" و "شمس الهوى".