كشف بلاغ صادر عن فصيل النهج الديمقراطي القاعدي-تيار البرنامج المرحلي، صدر أمس الأربعاء، أنه تم تأجيل محاكمة 11 معتقلا في إطار الأحداث التي عرفتها كلية الآداب سايس بفاس أمام كل من محكمة الاستئناف والمحكمة الابتدائية بفاس إلى غاية 17 فبراير الجاري مع إبقائهم رهن الاعتقال الاحتياطي، فيما لا تزال أطوار محاكمة ثلاث معتقلين مستمرة أمام محكمة الاستئناف.

من جانب آخر، وفي تعليق له على الأحداث الأخيرة، قال الحسين المسحت، عضو منظمة التجديد الطلابي بفاس، إن الأحداث الأخيرة بجامعة ظهر المهراز بفاس تأتي في سياق إعلان الطلبة القاعديين-أنصار البرنامج المرحلي مقاطعة الامتحانات بكلية الآداب سايس على وجه الخصوص، علما أن هذا التيار يبقى حضوره ضعيفا بهذه الكلية.. إذ يتواجد بقوة في موقع ظهر المهراز، ويعد لإنزالات لعناصره بكلية الآداب سايس، مشيرا إلى أن مقاطعة الامتحانات بهذه الكلية فرضت بشكل فوقي على طلبة الكلية من قبل القاعديين-أنصار البرنامج المرحلي، ولم يتم فيها الاحتكام إلى الطلبة. وأشار متحدثا لـ "أنفاس بريس" أن الأمور تطورت إلى مواجهات مع قوى الأمن بكل من كلية الآداب سايس وبالقرب من الحي الجامعي ظهر المهراز، إذ وضعت المتاريس عبر إضرام النار في الطريق العام المؤدي للكلية قبل يومين من حدوث المواجهات مع قوى الأمنية، وهو ما يكشف عن نيتهم المبيتة في ممارسة العنف التي يتم تغليفها بـ "الدفاع عن النفس"، كما شرعوا في رشق قوات الأمن بالحجارة، موضحا أن المقاربة الأمنية الصرفة لحل الإشكالات بالجامعة تزيد من تأزيم الأوضاع (إنزال جيش من قوى الأمن).. إذ كان من الممكن اللجوء إلى اعتقال المعنيين بالأمر دون السماح بكل هذا التوتر والتأجيج، يضيف نفس المتحدث، الذي يؤدي إلى ردود أفعال من قبل الطلبة، معبرا عن إدانته للعنف والعنف المضاد من قبل الجانبين.

وأوضح المسحت أن كل الفصائل بجامعة ظهر المهراز أجمعت على رفض المقاطعة الفوقية التي فرضها القاعديون، والتي لم تقررها الجماهير الطلابية، منتقدا المقاربة التي يتبناها تيار البرنامج المرحلي في تدبير المعارك الطلابية، والتي تؤدي الى نتائج عكسية.. إذ أنها تتسبب في مغادرة مجموعة من الطلاب من الجامعة بشكل كلي نتيجة أجواء التوتر والعنف السائد بجامعة ظهر المهراز، وهو ما يضر في المحصلة بمصالح الطلبة .

وتوقع الحسين المسحت أن تؤدي مقاطعة الامتحانات إلى إعلان كلية الآداب سايس عن تاريخ لاحق لاجتياز الامتحانات، كما لا يستبعد أيضا أن يؤدي الأمر إلى سنة بيضاء، خاصة في حالة استمرار مقاطعة الامتحانات لمدة طويلة، علما أن الدورة الربيعية على الأبواب.. مشيرا إلى أن حدوث تأجيل الامتحانات سيؤدي إلى ارتباك كبير لدى إدارة الكلية، ولدى الطلاب على وجه الخصوص الذين اعتبرهم الضحايا الرئيسيين لمثل هذه المعارك "المفروضة".. مشيرا إلى أن ما يقدم عليه القاعديون يخلف دائما استياء عاما للذين لا ينضبطون لمبادئ الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، وعلى الخصوص مبدأي الجماهيرية والديمقراطية.. مبرزا أن عدم احتكام القاعديين للجماهير الطلابية في تقرير المعارك الطلابية، يكشف عن وجود أجندات سياسية لتأزيم الأوضاع في هذه المرحلة، خاصة مع بروز بوادر التوصل إلى حل لمشكل الأساتذة المتدربين من قبل الحكومة .