الاثنين 25 نوفمبر 2024
كتاب الرأي

أمينة إبن الشيخ: على خلفية استشهاد “إزم”.. رئيس حكومة فصائلي انفصالي

أمينة إبن الشيخ: على خلفية استشهاد “إزم”.. رئيس حكومة فصائلي انفصالي

عصابات الذراع الطلابي لجبهة البوليساريو الانفصالية اغتالت الشهيد الأمازيغي عمر خالق "إزم" غدرا، وبالسيوف والمزابر انهال عليه ضربا في مختلف أنحاء جسده عشرات الأفراد من مليشيات الانفصاليين، في مشهد مرعب تقشعر له أبداننا بمجرد تخيله، ليفارق الحياة جراء الجروح الخطيرة التي أصيب بها. وعلى عكس تصرف رئيس الحكومة المغربية عبد الإله بنكيران، على إثر مقتل الطالب عبد الرحيم الحسناوي في فاس الذي ينتمي إلى الفصيل الطلابي التابع لحركة التوحيد والإصلاح ولحزب العدالة والتنمية، حيث أقام عبد الإله بنكيران ووزراء حزبه في أبريل 2014 الدنيا ولم يقعدوها، وسافروا بطائرة خاصة لحضور جنازته، لزموا الصمت تماما حين استشهد المناضل في صفوف الحركة الثقافية الأمازيغية بالجامعة عمر خالق “إزم”، إذ لم تكلف الحكومة نفسها ولو عناء خروج الناطق الرسمي باسمها أو وزير الداخلية ليدلي بتوضيحات للرأي العام حول ملابسات ما حدث، فما بالنا أن يخرجوا منتصرين للشهيد الأمازيغي الذي راح ضحية ميليشيا تهدد أمن كل المغاربة ووحدة البلد الترابية.

وإذا كانت الوحدة الترابية للبلاد مقدسة ومواجهة من يهددها واجبا مقدسا، فعمر خالق “إزم” إذا يستحق عن جدارة أن يعلن حداد وطني على وفاته، ويعلن كشهيد للوطن كله، وهو الذي راح ضحية ذراع طلابية للبوليساريو، رغم أننا نستغرب من صمت رئيس الحكومة التام عن ما حدث ولكنه صمت متوقع من عبد الإله بنكيران الذي لا يجد غضاضة في أن يوظف أفراد الذراع الطلابية للبوليساريوا بشكل مباشر بعد تخرجهم، وذلك على عكس باقي المواطنين المغاربة الذين يحرمهم من هذا الحق. إنه انحياز ما بعده انحياز، وتمييز وعنصرية، وصمت عن الجريمة والظلم والاغتيال والمس بالمقدسات تورط فيه رئيس الحكومة المغربية ووزرائه، الذين يتصرفون بعقلية فصائلية وبمنطق حزبوي عنصري ضيق، ينصرون فيه إخوتهم ظالمين ومظلومين، ويصمتون عن المظلومين والمغتالين غدرا ممن لا ينتمون إلى حزبهم وحركتهم وفصيلهم، إنه عار ما بعده عار يا عبد الإله بنكيران، ونتأسف لأن أمثالك لن يحموا وطنا ولا أمل في أن ينصفوا مظلوما ولو بقول كلمة الحق، ولا خير يرجى منهم من قبل شعبهم الأمازيغي. عمر خالق “إزم” لم يكن الشهيد الأمازيغي الأول ولن يكون الأخير في المسار النضالي للشعب الأمازيغي المقاوم، وشهداء الأمازيغ لم يكونوا أيتاما في حياتهم ولن يطويهم النسيان بعد اغتيالهم غدرا من قبل الجبناء، والشعب الأمازيغي عمره مديد وحضارته عريقة ومجده ثابت، ولن ينقرض كما لن ينهزم، وسيظل في الجبهات الأمامية مدافعا عن الشعب مناضلا من أجل حقوقه وفي سبيل الديمقراطية والكرامة والحرية لكل المواطنات والمواطنين، فلا أنطقكم الله يا رئيس الحكومة ونحن لم نعتدكم تنطقون إلا لتحاولوا عبثا النيل من كرامة الأمازيغ وإهانتهم، فطيلة تواجدكم على رأس الحكومة لم نرى منكم غير ذلك.