"من أجل الصحراء وحتى لا تتكرر الأخطاء "، عنوان كتاب؛ صدر مؤخرا، للمؤلف الأستاذ نور الدين بلالي، الذي قدم فيه، صورة عن البوليساريو من الداخل والمراحل التي عاشها منذ تأسيسها.
وهو شهادة حية لمن عايش الأحداث منذ أزيد من 40 سنة، وتنشر لأول مرة موثقة ﻷبرز الوقائع ك "اكوفيون"سنة 1958 و ما يعرف ب"كسر المكازة "، مخزن للأسلحة بطانطان، ونشأة البوليساريو وقبلها المنظمة الطليعية بقيادة الفقيد محمد سيدي ابراهيم بصيري، والمفاوضات مع الجبهة واسبانيا ، وقدم بلالي ملاحظاته حول كيفية معالجة الأمور وتدبير الإختلاف، ومشكلة الحدود بين الدول المغاربية ، ودعا إلى ضرورة إشراك جميع المكونات الصحراوية في الأقاليم الجنويية، وفي المخيمات في حوار ديمقراطي لا يقصي أحدا للبحث عن حل لهذا الصراع الذي عمر طويلا، ولم ينس بلالي في هذا الإطار التذكير باللقاءات السرية والعلنية التي تمت بين المغرب والبوليساريو وكذلك الاتفاقات التي وقعت بين المغرب وموريتانيا وبين هذه الأخيرة والبوليساريو.
و جدير بالإشارة بأن نور الدين بلالي المزداد سنة 1952 قد خبر خبايا الصراع من أوله إلى الآن، حيث تلقى تعليمه العالي بموريطانيا ثم بليبيا والمشرق العربي وهو من مؤسسي البوليساريو1973. بمدينة زويرات بموريتانيا وشغل سفيرا للبوليساريو بجمهورية تشاد وممثلا لها بليبيا من 75 إلى1983 وبعد عودته إلى المغرب كان عضوا سابقا بالكوركاس، وعين من طرف المغفو له الحسن الثاني مستشارا بوزارة الخارجية.
وفي اتصال به حول القيمة المضافة للكتاب صرح بلالي لـ"أنفاس بريس" بأن الكتاب إضافة تعريفية بالنسبة للأجيال الحالية والقادمة لنزاع الصحراء، وتذكيرية بالنسبة لأجيال التي عاشت الأحداث ،كما يقدم الكتاب توجهات من أجل حوار لا يستثني أحدا، مضيفا بأن الخطاب موجه لكل أطراف المنطقة لأن المتضرر الكبيرمن الصراع هم شعوب المنطقة ككل، والمواطنين المعنيين على الخصوص سواء من موريطانيا الذين تأثروا في أملاكهم أونفوسهم، أ والجزائر في قطيعتها مع جيرانها وكذلك المغاربة الموجودين في هذه الضفة أو الضفة الأخرى ومازالت هذه الشعوب تؤدي ضريبة هذا الصراع على حساب التنمية والتقارب.
وأشار بلالي بأنه قد تم تنظيم ندوة في الموضوع بالقصر الكبير حضرته بعض الفعاليات السياسية وتم خلالها توقيع الكتاب .
