سيكشف الدكتور رحال بوبريك، مدير مركز الدراسات الصحراوية،عن وجهه الثاني، وهذه المرة بوبريك المخرج والسيناريست، وذلك بمناسبة العرض الأول للفيلم الوثائقي الذي قام بإخراجه وعنونه بـ "اكفيون.. الصحراء 58". الزمان: الأربعاء 04 نونبر في الساعة السادسة مساء، والمكان: المكتبة الوطنية بالرباط.
في هذا الحوار يسلط المخرج بوبريك، الضوء على الأهمية التاريخية لهذا العمل السينمائي..
+ هل لك أن تكشف لقراء "أنفاس بريس" موضوع وفكرة فيلمك الذي سيعرض بالرباط؟
- يتمحور هذا الفيلم حول مأساة إنسانية عرفتها منطقة الصحراء جنوب المغرب إبان الخمسينيات من القرن الماضي، حيث تحالف الجيش الإسباني والجيش الفرنسي لمهاجمة ساكنة آمنة منزوعة السلاح وكذا لإجهاض كل أشكال تدخلات جيش التحرير الذي هب لتحرير المنطقة من نير الاستعمار الإسباني. عملية أكوفيون Ecouvillon أو أوراكون Ouragan كما يسميها الفرنسيون "وتيدي " Tiede كما يسميها الإسبان عرفها السكان المحليون بـ "عام خبيط الطيايير"، أي سنة قصف الطائرات والتي جرت أحداثها في فبراير 1958 وشملت المنطقة الممتدة من وادي الذهب جنوبا حتى منطقة آيت باعمران شمالا.
+ ما هي القيمة التاريخية لهذا العمل السينمائي؟
- هذا العمل هو تاريخ لمرحلة منسية من تاريخ الصحراء المعاصر. إذ لا يمكن لأي باحث في تاريخ المنطقة أن يتجاهل هذه العملية لما نتج عنها من تقسيم للبلد وتقتيل لأبناء المنطقة وأسرى وتشتيت للأسر، وإهانة لحرمات الساكنة وتدمير مصادر موردها. ناهيك عن بقاء الصحراء تحت نير الاستعمار الاسباني. وحتى إذا أردنا فهم أحداث الصحراء اللاحقة يجب العودة لهذه اللحظة التاريخية.
+ أي دور للعمل السينمائي في التوثيق التاريخي؟
- هذا الفيلم الوثائقي يحاول إعادة قراءة هذه العملية بأسلوب بصري يحاكي الواقع.. وبشهادات لمقاومين ومشاركة لباحثين.. وبأرشيف سينمائي يعرض لأول مرة.. ويكشف تفاصيل عملية منسية من صفحات تاريخ الاستعمار الدموي. وهو عمل تطلب منا مدة طويلة في البحث عن الأرشيف والحصول عليه من أرشيفات الدولة الفرنسية والإسبانية.