اختتمت النسخة الثانية لمهرجان البير الجديد مساء يوم الأحد 2 غشت 2015، ولم ينتهي وقع الخيل والبارود والعيطة في نفوس جماهير المغرب العميق التي حجت من مختلف مدن وقرى جهات الوطن، مقتفية آثار فرسانها وسربات لمقاديم التي تمكنت من انتزاع المراتب الأربعة بدار السلام لموسم 2015 وكأننا في مشهد لأنصار أعتى الفرق الرياضية لكرة القدم في منازلتها النهائية، لكن القاسم المشترك بين جمهور التبوريدة هو عشق التراث والثقافة الشعبي بكل تجلياتها وروافدها الوطنية .
وقد تتبعت "أنفاس بريس" تفاصيل مهرجان التراث والخيل والعيطة بالبير الجديد، حيث أكد لها منظم السربات ـ محمد القاسمي ـ وفق لائحة القرعة التراتبية التي أفرزها اجتماع لمقاديم مع لجنة التنشيط "لم أجد أي صعوبة في تنظيم وإطلاق سربات الخيل من رأس المحرك بفضل تفهم وانضباط العلامة لتوجيهات لجنة التنشيط والتنظيم، علاوة على أن مكبرات الصوت كانت في مستوى التواصل مع المتلقي سواء فرسان أو جمهور، فضلا على أن تهيء فضاء التبوريدة قد خضع للمقاييس والشروط المعمول بها وطنيا". أضاف "لقد تيسرت المنافسات بشرف ونبل وأخلاق المشاركين وحرص الجهات المنظمة على توفير كل مستلزمات الفرجة والتبوريدة طيلة أيام المهرجان منوها بالحضور الوازن للسطات المحلية والمجلس الحضري والوقاية المدنية والأمن والقوات المساعدة ولجن التنظيم النشيطة بالمحرك".
فعاليات المجتمع المدني بالبير الجديد المنخرطة بتلقائية في حدث المهرجان ساهمت بحظ أوفر في إنجاح النسخة الثانية للمهرجان/ وقدمت منتوجها الثقافي والفني وإسهاماتها بعروض مختلفة استحسنها المتتبع فضلا عن المساهمة الإيجابية في التنظيم والحرص على إبراز أهدافها التنموية وفق برامجها المندمجة ثقافيا واجتماعيا وبيئيا. وقد كان لها الفضل في تفوق عروض الكرنفال التراثي الذي جاب أهم شوارع المدينة يوم افتتاح النسخة الثانية للعرس التراثي المغربي .
وجوه فنية وثقافية وفكرية ورياضية أبت إلا أن تحضر وتتابع فقرات برنامج الخيل والعيطة وتتواصل مع جمهور المهرجان بأريحية كبيرة، وخصوصا ليلةعرض وتقديم أجود سلالة الخيول العربية الأصيلة المميزة برشاقتها وجمالها وانضباطها، فضلا عن العرض المتميز للألعاب البهلوانية على صهوة الخيول والتي قدمها شباب عاشق للفروسية يفتخر بانتمائه لهذه البقعة الطيبة من تربة الوطن وينبوع تراثه الأصيل المتعدد الروافد.
مدير النسخة الثانية لمهرجان البير الجديد قال ل"أنفاس بريس" إن التميز الذي حضي به المهرجان كان مخططا له بهدف إشباع رغبة الجمهور العاشق للخيل والبارود والعيطة واحترام ذوقه وأحاسيسه اتجاه روافد تراثه الوطني، لذلك صممنا العزم على مشاركة أجود سربات الأقاليم الصحراوية وتادلة أزيلال والحوز والرحامنة ودكالة وأحمر وبرشيد وعبدة في أفق خلق فسحة تواصلية بين العارض والمتلقي للمنتوج الثقافي الشعبي، وحققنا المتعة طيلة أماسي السهرات الفنية الشعبية والعروض الرياضية المرتبطة بفن الفروسية ".
أصداء فعاليات المهرجان وصلت إلى كل بقاع الوطن، والدليل حضور أغلب عشاق التبوريدة والمهووسين بها لمتابعة الفرجة والمنافسة وسط محرك الخير والخيل مصحوبين بعائلاتهم وأسرهم لإشباع رغبتهم الجامحة من خلال عروض التبوريدة التي شكلت أروع الملاحم في سماء ليل البير الجديد الذي أضاءته نار البارود على كصاص الخيل، بالإضافة إلى الحضور القوي لكل مكونات الجسم الصحافي من أطقم تلفزيونية و مصورين ومتخصصين في نقل الروبرطاج التراثي بالصورة والصوت والكلمة الصادقة.
" لقد تحقق الهدف بعد أن تقاسمنا مع الجمهور فرحته وألقه المتميز واحتضانه للتراث بقلب مفتوح ينبض بهوية وذاكرة الوطن "، يؤكد الدكتور نورالدين الزوزي، مضيفا ل"أنفاس بريس " أن كل لمقاديم والفرسان يتوجهون بالشكر للمنظمين بمختلف قطاعاتهم الإدارية والاجتماعية على حسن الاستقبال وصدقهم النبيل في التعاطي مع مفهوم تثمين التراث وتجويد مضمونه الغني على جميع المستويات". وختم قوله ب"تحيته للجنة التنشيط التي خطت لنفسها مسارا متألقا بشهادة الجميع من خلال وضع قاطرة فن التبوريدة على سكة التقاطعات العميقة مع ثقافتنا الشعبية وأنماط طقوسها الاجتماعية".