في خطوة مناقضة تماما لما تم الترويج له خلال مؤتمر شبيبتهم بمدينة مراكش، والداعي إلى ضرورة تكثيف الجهود من أجل الإصلاح ولاشيء قبل الإصلاح. استولى حزب المصباح، يوم أمس الأحد، على مقصورتين بالقطار المتوجه من المدينة الحمراء إلى الدار البيضاء، مانعا بذلك باقي المواطنين من الاستفادة منها برغم أدائهم مقابل تذكرة السفر، وبرغم أن المكان عمومي ومن حق أي مواطن ولوجه دون قيد أو شرط.
وبطبيعة الحال، لم يكن هذا السلوك من الحزب الحاكم إلا أن يثير غضب رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين استنكروه بشدة، مشددين على الفرق الواضح بين الأقوال والأفعال، خاصة وأن المعنيين بالأمر، وللأسف، خارجون للتو من لقاء أرهقوا فيه الآذان بعبارات محاربة الفساد والوقوف ضد احتلال الملك العمومي، فضلا عن الضرب على أيدي كل من سولت لهم أنفسهم النيل من كرامة المغاربة، أو تبخيس حقوقهم الدستورية.
والمؤلم في الأمر، أن أحد شهود عيان علق قائلا بأن من المسافرين من اضطر إلى دخول المراحيض بفعل شدة الازدحام، فيما أعضاء شبيبة حزب بنكيران "مشبحين" في مقصورات وكأنهم مالكوها. أما آخر فقد عبر عن استيائه قائلا بأنه من المستفز أن يمارس الداعون للعدالة سلوكا متشبع بكل انطباعات التمييز والاحتقار، ويعتبرون باقي أبناء الشعب دونهم، لا لشيء سوى لكونهم منتمون لعشيرة رئيس الحكومة وبجابنهم من يدعم سندهم، وإن كان هؤلاء تنصلوا من كل ما هو إنساني، فعلى الأقل يضعوا في حسبانهم، وهم الذين من بينهم وزير العدل بأن "كل حجز يهم وسائل نقل عمومية تخضع للقانون العام مشروطا بإذن مكتوب ومسبق من لدن السلطات المختصة، وكل مخالفة لذلك تستوجب تحرير محضر غرامة تصالحية، أو حجز المركبة في حال تعرض نظام النقل لخلل خطير".
