الأحد 24 نوفمبر 2024
كتاب الرأي

رشيد صفر: خوف من وراء رموز الانتخابات

رشيد صفر: خوف من وراء رموز الانتخابات

في غمرة  الدعاية الانتخابية وتكاثر رموز التصويت، بعد إلغاء الاحتكام للألوان كعلامة للتصويت، ظهرت الكثير من "الرموز والعلامات" الخاصة بهذا "الاستحقاق"، فكانت تلك العلامات والرموز، من إرهاصات كتابة هذه الخاطرة، التي خطتها يدي قبل تولي عبد الإلاه بن كيران مسؤولية رئاسة الحكومة، وقبل التصويت لحزبه (العدالة والتنمية) بالأغلبية، لتشكيل الحكومة الأولى بعد حكومة عباس الفاسي عن (حزب الاستقلال) :

خوفي عليكم يا معشر فقراء الناخبين

يا من تعانقهم اليوم جحافل المرشحين

يا من قالت لكم برامج الأحزاب

ما قاله الثعلب الماكر للغراب

خوفي أن تغرس الوردة بقية أشواكها في العظام

أن لا ينهض الحصان من كبوات السنين والأعوام

أن تميل كفة الميزان جهة اللامساواة دون إحساس

أن تنهار الدار بسبب الجشع والغش في بناء الساس

خوفي أن ينطفئ المصباح وسط برودة الدخل ولهيب الأسعار

أن تتنكر القلعة للبسطاء الفارين المحتمين خلف الأسوار

أن يوصد الباب في وجه مشاريع طموح الشباب

أن يفيض اليأس وتقع الفأس في الرأس يا أحباب

خوفي أن يلتهم الفيل ما تبقى من أعشاب الأمل

أن يلوذ الحمالون بالفرار صحبة الجمل بما حمل

أن تـُهادن الغزالة أصحاب الإقطاعية ورؤوس الأموال

أن تصيد السمكة في الماء العكر بين الأزمات والأهوال

خوفي أن تنزع الحمامة خاتم الأمانة فور وصولها إلى القبة

أن تلعق النحلة وحاشيتها غلة وعسل الطبقة الكادحة التعبة

أن يسلب الفراشة نعيم دفيء الكراسي مع النائمين

ولا ترفرف إلا بعد خمس سنين

أن تخالف عهود يد في يد أفعال المنتخبين

فتزيد في كساد الميادين

خوفي أن يسحق غصن الزيتون بذور التنمية برحى الاحتكار

أن تصبح ثمار شجرة أركان في خبر كان ولا يذوقها الصغار

أن تعطي النخلة البلح للميسورين وترمي النواة للمعوزين

أن تضيء الشمعة جموع المترفين وتسيل دموع المحرومين

خوفي أن تـُثَبـِتَ المطرقة سندانها وتهجر ميدانها

أن تطمس الرسالة معاني سطورها ويختفي حبرها

أن لا نرى الهلال سوى في عيد الحملات والسعي وراء الأصوات

أن تحرق أشعة الشمس مطالب وأجساد العاطلين والعاطلات

خوفي أن يعيث المحراث فسادا في حقل كل فلاح

أن يضيع المفتاح وسط ضوضاء الصراخ والصياح

أن تقف الساعة ساكتة أمام سموم العقارب والذئاب

أن تأكل التفاحة الألباب بكلام يختفي مثل السراب

خوفي أن تتوقف الطائرة في الأعالي وتسقط فوق الأهالي

أن تنحرف السيارة عن الطريق الصحيح بإشارة ولا تبالي

أن يضم الكتاب أطماع الأغنياء ويسقط من صفحاته حقوق البؤساء

أن لا يترك الجرار وراءه دودا لأسراب الطيور الجياع أولئك التعساء

خوفي أن يُروَّض الأسد "الباسل" كالقط الودود فينسى الوعود

أن تغض العين الطرف عن الفساد وتصفح عن الفاسدين رغم العود

أن ينصرف اللقلاق إلى رغد العيش وينسى هموم الدراويش

أن يقطع المقص ريش الحالمين بتغيير الواقع المعيش

خوفي أن يسقي الإبريق فقط عناصر الفريق

أن تزيد نار المشعل حرارة الأزمة والضيق

أن تنحني السنبلة أمام التحالفات وتخذل كل صديق

أن يرجع الخنجر إلى غمده بعد فرز الصناديق

وإذا تضايق أهل الرموز من فحوى هذا الحدس

فما عليهم سوى العمل على تحقيق وإثبات العكس.