لماذا ثم إقبار الموسم الثقافي للسمارة العاصمة الروحية للأقاليم الجنوبية؟سؤال أمسى يتردد خلال هذه الأيام على لسان ساكنة مدينة السمارة بكل أطيافها، نتيجة الاستثناء الذي يطال هذه المدينة بدون حق بالرغم من أنها تعد العاصمة الروحية للأقاليم الجنوبية.
مدينة السمارة، العاصمة العلمية الروحية، لم تعرف طوال تاريخها إلا موسمين ثقافيين الأول سنة 2003 والثاني سنة 2005، أما شقيقاتها بالمنطقة (العيون وبوجدور والداخلة ) فقد دأبت على احترام مواعيد مواسمها حتى اكتسب بعضها شهرة عالمية، نذكر على سبيل المثال لا الحصر: موسم مدينة الداخلة الذي يعرف مشاركة مكثفة للعديد من المثقفين والفنانين من داخل المغرب وخارجه .
إقبار الموسم الثقافي لمدينة السمارة، هو إقبار للموروث الثقافي والفعاليات الثقافية والمركز الثقافي (الشيخ سيدي أحمد الركيبي) الذي تزخر بهم المدينة، وتشجيع لثقافة الكسل والخمول عوض الإبداع.
ومن جهة أخرى، فإن هذا الحرمان تولدت عنه سلوكات سيئة لدى الفعاليات الثقافية والفنية المحلية، حيث أصبحت بفعل غياب أنشطة ثقافية فنية، تائهة بين أضلاع مثلث أخطر من مثلث برمودا والمختصر في (المنزل، المقهى والعمل).
إحياء موسم السمارة، أصبح ضرورة حتمية لا يجب الاستهانة بها لما له من دور فعال في الحفاظ على مكانة هده المدينة الروحية والثقافية، وتشجيع شبابها المشبع بالموروث الحساني الغني على صقل مواهبهم وبلورتها من أجل استفادة الآخر منها .
وسيبقى إقبار هذا الموسم وصمة عار على جبين كل الفاعلين بالإقليم، من سلطات محلية ومنتخبين وجمعيات المجتمع المدني.