الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
خارج الحدود

" داعـش" يهدد بإرسال 500 ألف مهاجر إلى أوربا انطلاقا من ليبيا

" داعـش" يهدد بإرسال 500  ألف مهاجر إلى أوربا انطلاقا من ليبيا

السلاح الجديد للإرهابيين: أن يستعمل على نحو وقح التهديد بـ "فوضى" في البحر الأبيض المتوسط لمنع أوربا من التدخل في ليبيا."إذا طوعتم قوى مسلحة في ليبيا، فسوف نبعث لكم ب500.000 مهاجر" : تلك، إذن، من حيث الجوهر الرسالة الموجهة من جهاديي داعش في ليبيا إلى الحكومة الإيطالية.

الوزير الإيطالي في الشؤون الخارجية أنجلينو ألفانو صرح يوم الاثنين الأخير بأنه يتعين أن تكون ليبيا ذات "أولوية مطلقة" بالنسبة للمجتمع الدولي"، وأن ليس هناك "دقيقة واحدة يمكن إضاعتها". إلى ذلك، أصاف قالا: "إذا تقدمت ميليشيات الخلافة بسرعة أكثر من قرارات المجتمع الدولي، سنكون أمام خطر هجرة غير مسبوقة".

 بقدر أكبر من الحذر، نبه ماتيو رنسي إلى " أن أوان التدخل العسكري لم يحن بعد"، بينما وزير الدفاع قال له إن البلد على أهبة تعبئة 500 جندي لمحاربة داعش في ليبيا.

توجد إيطاليا في المقدمة، على بعد 350 كيلومتر فقط من السواحل الليبية. في سلسلة لقطات فيديو اغتيال 21 قبطيا، وقبل أن يسيح دمهم في البحر الأبيض المتوسط، حذر أحد الجهاديين قائلا: "نحن نتواجد بجنوب روما". من الآن يوجد الملف الليبي في قلب الراهنية الإعلامية بإيطاليا: البلاد تعيش على توتر أقصى، تتوجس خيفة من هجوم في أي لحظة.

ليبيا "بوابة دخول إستراتيجية"

استنادا إلى تنصتات هاتفية تمكنت يومية "Il Messagero" من الحصول عليها، تتغنى الدولة الإسلامية باللجوء إلى المهاجرين بوصفهم "سلاحا سيكولوجيا" ضد أوربا، وبالأخص ضد إيطاليا إذا ما تدخلت الأخيرة في ليبيا. في هذه المكالمات الهاتفية المحتجزة من طرف الشرطة الإيطالية، يهدد الجهاديون بإرسال آلاف الزوارق المدكسة بالمهاجرين نحو السواحل الإيطالية. إنهم يتحدثون عن "500.000 مهاجر" أي القسم الأكبر من الـ 700.000 الذين ينتظرون الإبحار نحو السواحل الإيطالية.

"يذيع الجهديون فرضية إرسال، على غير هدى في اتجاه إيطاليا، مئات الزوارق المكتظة بالمهاجرين، انطلاقا من اللحظة التي تستحضر فيها بلادنا تدخلا مسلحا في ليبيا"، كما كتبت اليومية التي تصدر في روما.

في السنة الماضية، أكثر من 170.000 مهاجر وصلوا إلى إيطاليا بواسطة القوارب. يستعمل مهربو المهاجرين تقنية جديدة، تقنية "القوارب الأشباح": يتعلق الأمر بإطلاق قوارب شحن قديمة أو زوارق مهترئة مكتظة عن آخرها بالمهاجرين، ويرمى بها على غير هدى في (عباب) البحر الأبيض، دون قائد، من أجل حمل فرقا لإنقاذ على التدخل.

بالتسبب في كارة إنسانية، يكون هدف الدولة الإسلامية خلق "فوضى" في البحر الأبيض المتوسط وقد تكهن بها الكلونيل القذافي قبل مماته. مثلما تم التذكير بذلك من قبل جريدة ال"Daily Mail"، أثناء حواره الأخير في مارس 2011، كان الدكتاتور الليبي السابق معمر القذافي، المطاح به، سنة 2011 بفضل دعم الغرب، قد بهذا التكهن المشؤوم: بدونه، سيصبح البحر الأبيض "بحر الفوضى". "للغرب أن يختار بيني وبين فوضى الإرهاب" مثلما حذر أيضا المستبد في حوار خص به جريدة JDD.

"ليبيا بوابة دخول استرايجية، مزلقة قذف لقطع الطريق البحرية على "الصليبيين" ووسيلة لنشر وباء عام في المدن الأوربية المطلة على البحر الأبيض المتوسط"، كما كتب الباحث شارلي وينترفي جريدة "Telegraph".

عن Le Figaro.fr