Wednesday 8 October 2025
فن وثقافة

وجدة.. انطلاق الدورة الخامسة للمعرض المغاربي للكتاب "آداب مغاربية"

وجدة.. انطلاق الدورة الخامسة للمعرض المغاربي للكتاب "آداب مغاربية" تعرف هذه الدورة مشاركة أكثر من 150 مشاركا من مختلف الجنسيات العربية
انطلقت بوجدة فعاليات الدورة الخامسة للمعرض المغاربي للكتاب "آداب مغاربية"،  المنظمة من 7 إلى 12 أكتوبر 2025 ، تحت شعار "أن نقيم في العالم ونكتبه".
 
وأبرز والي جهة الشرق الدور المحوري الذي تضطلع به الثقافة في دعم الاقتصاد المحلي وتعزيز الإشعاع الحضاري للمجالات الترابية، مشيرا إلى أن جهة الشرق برهنت، بتنوعها الثقافي وتراثها الفني، على قدرتها في تحويل الثقافة إلى مجال للتفاعل والانفتاح، وإلى أداة فاعلة لإطلاق دينامية متكاملة.
 
واشار إلى أنه في زمن التحولات الكبرى، لم تعد الثقافة مجرد عنصر ثانوي، بل أضحت قوة محركة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، ومجالا رحبا لإحداث فرص الشغل، خاصة لفائدة الشباب، مشددا على دور الأدب والكتابة لمرافقة هذه التحولات في زمن الثورة الرقمية والذكاء الاصطناعي وتوجيهها نحو خدمة القيم الإنسانية وصون الذاكرة الجماعية.
 
من جهته، أبرز رئيس المعرض، محمد امباركي، أهمية شعار الدورة الذي يعبر عن الانتماء إلى فضاء كوني أوسع، ويعكس إرادة التفكير خارج "حدودنا الجغرافية والثقافية"، والدعوة إلى الانفتاح ورفض الانغلاق، مضيفا أنه يدعو إلى إعادة التفكير في نماذج التنمية، وفي قضايا الطبيعة والعدالة الاجتماعية التي "تشكّل جوهر اختياراتنا".
 
وقال امباركي "حين نتحدث عن المستقبل، لابد أن نتحدث عن الشباب والذي كان محوره في صلب الدورة الأولى للمعرض المغاربي للكتاب"، مؤكدا أن شباب اليوم يواجهون تحديات جسيمة، لكنهم في الوقت نفسه يحملون طاقات هائلة وقدرات عالية على الابتكار والإبداع.
 
من جهة أخرى، اعتبر أن الكتابة تكتسب أهمية خاصة، حيث يمنح المفكرون والفنانون والشعراء رؤية مختلفة، تساعد على تجاوز اللحظة الراهنة، والانفتاح على آفاق جديدة للمعنى، مؤكدا أنهم "يكشفون الجروح الخفية، ويضعون الكلمات في مكانها الصحيح، ويذكروننا أن الخيال هو أداة للإبداع وإشعاع للمقاومة، ووسيلة لإعادة البناء".
 
وأشار  امباركي إلى أن هذا المعرض يشكل فضاء "تفرض فيه الكلمات حضورها، وتحتل فيه الأفكار مكانتها منذ دورته الأولى، كمنصة مغاربية للحوار والتفاعل".
 
من جانبه، أكد نائب رئيس مجلس جهة الشرق، علاء البركاوي، على الانخراط الدائم للمجلس في جميع المبادرات التي تخدم التنمية بمفهومها الشامل، والتي تشمل أيضاً التنمية الثقافية باعتبارها عاملاً أساسياً لبناء مجتمع منفتح، ولإحداث أثر إيجابي على المحيط الترابي.
 
وأضاف أن هذه الدينامية الثقافية أصبحت ملموسة في الجهة، من خلال تظاهرات كبرى والتي تعكس جميعها الحيوية الثقافية والفنية لوجدة والجهة الشرقية.
 
وتعرف هذه الدورة مشاركة أكثر من 150 مشاركا من مختلف الجنسيات العربية، وعدد من البلدان الأوروبية، بالإضافة إلى 26 دار نشر من المغرب والخارج، و17 مؤسسة وطنية وجهوية.
 
كما يغطي المعرض مساحة تفوق 4.000 متر مربع، تضم فضاء مخصصا لدور النشر، وفضاء مؤسساتيا لعرض منشورات المؤسسات العمومية، وفضاءات للشباب والأطفال، ومقهى أدبي لتوقيع الإصدارات الجديدة، إضافة إلى ثلاث قاعات مخصصة للندوات والنقاشات الفكرية.
وعلى امتداد أيامه، سيحتضن المعرض ورشات تفاعلية موجهة للشباب والأطفال، ولقاءات فنية، مع امتداد برامجه إلى رحاب مؤسسات جامعية وثانوية عمر بن عبد العزيز، وكذا المؤسسة السجنية المحلية بوجدة، في تجسيد لكون الثقافة حقا مشاعا وجسرا نحو آفاق أرحب. كما يفتح رواق المغرب العربي أبوابه أمام معرض تشكيلي لفناني جهة الشرق بمساهمة طلبة مدرسة الفنون الجميلة بوجدة، حيث يتقاطع اللون مع الكلمة في صورة بليغة للإبداع المتعدد الأبعاد.
ويكرس المعرض المغاربي للكتاب "آداب مغاربية" مكانته كمنصة للحوار الفكري والإبداعي، وموعد ثقافي بارز يعكس تعدد الأصوات وتنوع المرجعيات والهويات، مساهما بذلك في إشعاع مدينة وجدة كـ"عاصمة للكتاب والقراءة"، وممكنا المغرب من لعب أدوار ثقافية رائدة في الفضاء المغاربي والأورو-متوسطي.