Thursday 18 September 2025
خارج الحدود

مخاوف واسعة من مشاركة سوريا في الحوار الأمني مع إسرائيل..

مخاوف واسعة من مشاركة سوريا في الحوار الأمني مع إسرائيل.. الشرع، الرئيس السوري إلى جانب نظيره الإسرائيلي نتنياهو
قال الرئيس السوري، أحمد الشرع، إنّ المفاوضات الجارية مع إسرائيل للتوصل إلى اتفاق أمني "قد تؤدي إلى نتائج في الأيام المقبلة"، مشددًا على أنّ أي اتفاق من هذا النوع يجب أن يتضمن احترام المجال الجوي السوري ووحدة الأراضي السورية، وأن يخضع لمراقبة الأمم المتحدة. 

وجاءت تصريحات الشرع في أعقاب مباحثات مطوّلة جمعت في لندن وفدا إسرائيليا برئاسة وزير الشؤون الإستراتيجية، رون ديرمر، وآخر سوريا، برئاسة وزير الخارجية، أسعد الشيباني، برعاية أميركية، شهدت تقديم دمشق ردّها على المقترح الإسرائيلي لاتفاق أمني، وسط تقارير عن إحراز تقدّم نحو تفاهم محتمل. 

وأوضح الشرع أنّ "السلام والتطبيع مع إسرائيل ليسا مطروحين على الطاولة في المرحلة الراهنة"، معتبرًا أنّ الأولوية هي للتوصل إلى تفاهمات أمنية تضمن استقرار الحدود وحماية السيادة السورية. 

وأضاف الرئيس السوري أنّ نجاح الاتفاق الأمني قد يفتح المجال أمام إمكانية التوصل إلى "اتفاقات أخرى في المستقبل"، لكنه شدد في الوقت ذاته على أنّ الولايات المتحدة "لا تمارس أي ضغوط على دمشق للتوصل إلى اتفاق مع إسرائيل". 

وفي وقت سابق، التقى وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، في لندن، بوزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، وبالمبعوث الأميركي إلى سورية ولبنان، توم باراك، الذي يتوسط بين الجانبين، وفقا للقناة 12 الإسرائيلية. 

وبحسب القناة، تناول الاجتماع المقترح الإسرائيلي بشأن التوصل إلى اتفاق أمني جديد بين إسرائيل وسورية، في إطار مساعٍ سياسية ودبلوماسية يقودها الوسيط الأميركي. وأشار التقرير إلى أنّه لم يتضح بعد حجم التقدم الذي تحقق خلال اللقاء. 

في المقابل، قال مصدر حكومي سوري، في تصريحات، إنّ الوفد السوري قدّم خلال لقائه مع الجانب الإسرائيلي في لندن "رؤية لخفض التصعيد ضمن إطار اتفاق فض الاشتباك الموقع عام 1974". 

وأوضح المصدر أن الرؤية السورية "تشمل انسحابًا إسرائيليًا تدريجيا من الأراضي التي تم احتلالها بعد 8 دجنبر 2024 ، وإعادة انتشار لقوات الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك (الأندوف) في المنطقة". 

وأضاف المصدر أن الوفد السوري "تعهّد بضمان أمن الحدود مع الأراضي المحتلة، مقابل وقف التهديدات والتعديات الإسرائيلية على سوريا".
 
واستمر الاجتماع الذي عُقد في لندن بين ديرمر والشيباني وباراك، خمس ساعات كاملة، بحسب ما نقلت القناة 12 عن مصدر مطّلع على مجريات اللقاء. وأوضح المصدر أنّ الجانب السوري قدّم ردّه على المقترح الإسرائيلي بشأن اتفاق أمني بين الجانبين. 

وأشار المصدر إلى أنّ المباحثات تناولت تفاصيل المقترح المطروح خلال الجلسة المطوّلة. وأضاف المصدر أنّ التقدّم الذي أُحرز في لقاء لندن قد يفتح الباب أمام اتفاق محتمل بين إسرائيل وسوريا، في إطار وساطة أميركية متواصلة. 

وقدّمت إسرائيل إلى سوريا قبل أسابيع مقترحًا مفصلًا لاتفاق أمني جديد، يشمل خريطة للترتيبات الأمنية التي تسعى تل أبيب إلى فرضها، بما في ذلك نزع السلاح في المنطقة الممتدة من جنوب غرب دمشق وحتى الحدود في الجولان المحتل. 

وبحسب القناة 12، فإن الاتفاق الإسرائيل يهدف إلى استبدال اتفاق فصل القوات الموقع عام 1974، والذي أعلنت إسرائيل انهياره منذ سقوط نظام بشار الأسد في كانون الأول/ ديسمبر الماضي. وأشارت إلى أن جوهر الخطة مستوحى من اتفاق السلام مع مصر، من خلال تقسيم المنطقة إلى ثلاث مناطق بترتيبات أمنية متفاوتة. 

وينص المقترح الإسرائيلي على توسيع المنطقة العازلة على الحدود بمسافة كيلومترين إضافيين من الجانب السوري، بحيث يُمنع انتشار الجيش السوري أو الأسلحة الثقيلة، ويُسمح فقط بوجود قوات شرطة وأمن داخلي. كما يشمل الحظر الكامل على تحليق سلاح الجو السوري في المنطقة الممتدة جنوب غرب دمشق وحتى الحدود. 

في المقابل، عرضت إسرائيل انسحابًا تدريجيًا من جميع الأراضي السورية التي احتلتها، باستثناء قمة جبل الشيخ، التي تصرّ على الإبقاء على وجودها فيها ضمن أي اتفاق مستقبلي. كما ذكرت القناة أن إسرائيل تسعى لعقد لقاء يجمع رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو بالرئيس السوري أحمد الشرع في نيويورك نهاية شتنبر 2025، رغم أن احتمال انعقاده لا يزال ضعيفًا.