في عالمٍ يزداد استقطابًا، وتُستخدم فيه ورقة "معاداة السامية" كأداة للابتزاز السياسي، يجد المغرب نفسه من جديد مستهدفا.
فالهجوم الأخير على سفير المملكة في واشنطن، يوسف العمراني، عبر مقال نشره موقع JFeed يتهم إدارته بـ"اللاسامية"، يكشف عن حملة ممنهجة تسعى لإعادة تشكيل المواقف السيادية للدول عبر أدوات الضغط.
لكن المغرب، الذي لم يخضع للابتزاز يومًا حتى وهو في أضعف حالاته، لن يفعل ذلك الآن وهو أكثر قوةً واستقرارًا ونفوذًا.
المغرب لا يُبتزّ
منذ عقود، والمملكة المغربية تُراكم استقلالية القرار السياسي، وتؤكد لنفسها وللآخرين أن السيادة ليست للمساومة. لم يرضخ المغرب يومًا لإملاءات الخصوم، ولا حتى لضغوط الحلفاء، فكيف له أن يخضع اليوم، وهو رقْمٌ إقليميٌ صعب، يمتلك أوراق قوة جيوسياسية واقتصادية لا غنى عنها لأي فاعل دولي في إفريقيا الساحل والصحراء وغرب المتوسط؟
إن من يهاجمون السفير المغربي باسم "معاداة السامية" لا يفهمون طبيعة المغرب: بلد لا يُرهَب، ولا يُشترى، ولا يُساوَم. هذا الهجوم لا يمكن فصله عن الحملة الإسرائيلية المستعرة ضد كل من يرفض التبرير الأعمى للمجازر في غزة. لقد اتُّهِمَ رؤساء دول أوروبية كبرى، وحتى ألمانيا، بـ"معاداة السامية" لمجرد انتقادهم المجاعة في غزة. فكيف لا تُتَّهَمُ أسماء المرابط، الطبيبة والمفكرة المغربية، بجرم "التعاطف" مع المدنيين الفلسطينيين؟
الموقف المغربي من القضية الفلسطينية: ثابت وغير قابل للتغيير
ما يجب أن يُفهم جيدًا هو أن المغرب ليس ساحة سهلة للابتزاز العاطفي أو الأخلاقي. فالموقف المغربي من القضية الفلسطينية واضح وثابت، ويقوم على:
* دعم لا مشروط لحل الدولتين وفق حدود عام 1967، مع القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين.
* دفاع مستمر عن الوضع القانوني والتاريخي للقدس الشريف.
* تأكيد على ضرورة الالتزام بقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.
ما يجب أن يُفهم جيدًا هو أن المغرب ليس ساحة سهلة للابتزاز العاطفي أو الأخلاقي. فالموقف المغربي من القضية الفلسطينية واضح وثابت، ويقوم على:
* دعم لا مشروط لحل الدولتين وفق حدود عام 1967، مع القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين.
* دفاع مستمر عن الوضع القانوني والتاريخي للقدس الشريف.
* تأكيد على ضرورة الالتزام بقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.
وحتى بعد توقيع الاتفاق الثلاثي الذي شمل إعادة العلاقات مع إسرائيل، لم يتغيّر هذا الموقف قيد أنملة.
التطبيع ليس تبعية، والمغرب ليس أداة
حين اختار المغرب أن يعيد علاقاته مع إسرائيل، فعل ذلك وفق منطق سيادي بَحْت، في إطار صفقة عادلت بين المصلحة الوطنية المغربية في قضية الصحراء والمصلحة الإقليمية والدولية في استقرار الشرق الأوسط. لكنه لم يُحوّل هذا التطبيع إلى صك غفران لإسرائيل، ولم يرضخ لتحويله إلى تنازل عن ثوابت المغرب في الدفاع عن الشعب الفلسطيني وحقوقه.
والمغاربة – ملكًا وشعبًا – لا يحتاجون شهادة حسن سلوك من أحد، ولا من أي لوبي يحاول أن يجعل من التأييد الأعمى لجرائم الاحتلال معيارًا للوطنية.
حين اختار المغرب أن يعيد علاقاته مع إسرائيل، فعل ذلك وفق منطق سيادي بَحْت، في إطار صفقة عادلت بين المصلحة الوطنية المغربية في قضية الصحراء والمصلحة الإقليمية والدولية في استقرار الشرق الأوسط. لكنه لم يُحوّل هذا التطبيع إلى صك غفران لإسرائيل، ولم يرضخ لتحويله إلى تنازل عن ثوابت المغرب في الدفاع عن الشعب الفلسطيني وحقوقه.
والمغاربة – ملكًا وشعبًا – لا يحتاجون شهادة حسن سلوك من أحد، ولا من أي لوبي يحاول أن يجعل من التأييد الأعمى لجرائم الاحتلال معيارًا للوطنية.
رسالة لأصدقاء إسرائيل في المغرب
من السذاجة أن يُستغل بعض المغاربة، دون قصد، في مشاريع لوبيات تسعى لاختراق القرار السيادي المغربي، أو للتشويش على خياراته الكبرى، خاصة في ملف الصحراء المغربية. الواجب الوطني يقتضي الحذر، لا الانجرار.
من السذاجة أن يُستغل بعض المغاربة، دون قصد، في مشاريع لوبيات تسعى لاختراق القرار السيادي المغربي، أو للتشويش على خياراته الكبرى، خاصة في ملف الصحراء المغربية. الواجب الوطني يقتضي الحذر، لا الانجرار.
خاتمة: السيادة خط أحمر
المغرب اليوم هو القوّة الإقليمية الأكثر استقرارًا في شمال إفريقيا وغربها. وكل القوى الدولية تدرك أنه لا وجود فعّال لها في المنطقة دون المغرب. ومن يظن أن اتهام سفير مغربي "بمعاداة السامية" سيجبر الدولة المغربية على تغيير سلوكها أو مواقفها، فهو لا يعرف طبيعة القرار المغربي ولا تاريخه.
المغرب اليوم هو القوّة الإقليمية الأكثر استقرارًا في شمال إفريقيا وغربها. وكل القوى الدولية تدرك أنه لا وجود فعّال لها في المنطقة دون المغرب. ومن يظن أن اتهام سفير مغربي "بمعاداة السامية" سيجبر الدولة المغربية على تغيير سلوكها أو مواقفها، فهو لا يعرف طبيعة القرار المغربي ولا تاريخه.
السيادة المغربية ليست موضوع مساومة. ولا أحد، كائنًا من كان، يمكنه أن يُملي على المغرب مواقفه من فلسطين، أو من إسرائيل، أو من ملفه الوطني الأوّل: الصحراء المغربية.
.png)
