في قلب مدينة الدار البيضاء، يمتد شارع محمد الخامس كأحد الشرايين النابضة بذاكرة التاريخ والقبلة المفضلة للساكنة البيضاوية حين كان في أوج عطائه وازدهار حركته التجارية.
لكن الشارع في الوقت الحاضر بات يعاني من الإهمال ويفتقر إلى جمالية المساحات الخضراء.
عبر سنوات، ظل الشارع شاهداً على تحولات المدينة الكبرى، بنايات تعود الى بداية القرن العشرين مصممة بطراز الأرت ديكو المتميز ، وصولاً إلى ساحة الأمم المتحدة وامتداد خط الطرامواي. لكن ما يحزّ في النفس أن هذا الفضاء العام، الذي يفترض أن يعكس وجه المدينة الحضاري، يبدو اليوم مجرّد إسفلت وإسمنت، بلا روح، بلا بياض ناصع ولا خضرة، بلا ظلّ يستريح تحته العابرون.
خلال الأيام الماضية، لاحظ البيضاويون إزالة بلاط الأرصفة وقلع الإسمنت، في خطوة أثارت العديد من التساؤلات: هل يتعلق الأمر بإعادة هيكلة الشارع، أم بترقيع عابر؟ لكن السؤال الأهم اليوم: أين الأشجار؟ وأين الخضرة التي تليق بعاصمة اقتصادية تستعد لاحتضان كأس العالم 2030؟
الرهان الأخضر في زمن المونديال
الدار البيضاء ليست فقط عاصمة اقتصادية، بل هي بوابة المغرب نحو المستقبل. وإذا كان المغرب يراهن على كأس العالم 2030 ليكون مناسبة لإعادة الاعتبار للبنيات التحتية والفضاءات الحضرية، فإن جمالية الشوارع ليست ترفاً، بل ضرورة حضرية وسياحية وبيئية.
في كبريات المدن العالمية، لا يُتصوّر شارع رئيسي بدون أشجار: باريس، مدريد، موسكو، طوكيو.. كلها تدرك أن المدينة تُقاس بظلّها قبل زينتها، وبحدائقها قبل ناطحاتها. فكيف نقنع العالم بجاذبية البيضاء، وشارعها الأيقوني يعاني من "فقر بصري" وغياب تام للمساحات الخضراء؟
هنا يُطرح السؤال المشروع: لماذا يغيب التصور الجمالي في مشاريع التهيئة الحضرية؟ وهل هناك رؤية حضرية تستحضر رهانات المناخ، وجودة الحياة، وكرامة المواطن؟
المواطن البيضاوي لا يطلب الكثير. فقط رصيفاً آمناً، وشجرةً تظلل الطريق، ونافورة تُعيد للشارع نبض الحياة.
المدن لا تقاس فقط بما تبنيه من إسمنت وحديد، بل بما تزرعه من حياة. وإذا أردنا أن نستقبل العالم في 2030 بوجه مشرّف، فلنبدأ بزرع شجرة في شارع محمد الخامس.
لكن الشارع في الوقت الحاضر بات يعاني من الإهمال ويفتقر إلى جمالية المساحات الخضراء.
عبر سنوات، ظل الشارع شاهداً على تحولات المدينة الكبرى، بنايات تعود الى بداية القرن العشرين مصممة بطراز الأرت ديكو المتميز ، وصولاً إلى ساحة الأمم المتحدة وامتداد خط الطرامواي. لكن ما يحزّ في النفس أن هذا الفضاء العام، الذي يفترض أن يعكس وجه المدينة الحضاري، يبدو اليوم مجرّد إسفلت وإسمنت، بلا روح، بلا بياض ناصع ولا خضرة، بلا ظلّ يستريح تحته العابرون.
خلال الأيام الماضية، لاحظ البيضاويون إزالة بلاط الأرصفة وقلع الإسمنت، في خطوة أثارت العديد من التساؤلات: هل يتعلق الأمر بإعادة هيكلة الشارع، أم بترقيع عابر؟ لكن السؤال الأهم اليوم: أين الأشجار؟ وأين الخضرة التي تليق بعاصمة اقتصادية تستعد لاحتضان كأس العالم 2030؟
الرهان الأخضر في زمن المونديال
الدار البيضاء ليست فقط عاصمة اقتصادية، بل هي بوابة المغرب نحو المستقبل. وإذا كان المغرب يراهن على كأس العالم 2030 ليكون مناسبة لإعادة الاعتبار للبنيات التحتية والفضاءات الحضرية، فإن جمالية الشوارع ليست ترفاً، بل ضرورة حضرية وسياحية وبيئية.
في كبريات المدن العالمية، لا يُتصوّر شارع رئيسي بدون أشجار: باريس، مدريد، موسكو، طوكيو.. كلها تدرك أن المدينة تُقاس بظلّها قبل زينتها، وبحدائقها قبل ناطحاتها. فكيف نقنع العالم بجاذبية البيضاء، وشارعها الأيقوني يعاني من "فقر بصري" وغياب تام للمساحات الخضراء؟
هنا يُطرح السؤال المشروع: لماذا يغيب التصور الجمالي في مشاريع التهيئة الحضرية؟ وهل هناك رؤية حضرية تستحضر رهانات المناخ، وجودة الحياة، وكرامة المواطن؟
المواطن البيضاوي لا يطلب الكثير. فقط رصيفاً آمناً، وشجرةً تظلل الطريق، ونافورة تُعيد للشارع نبض الحياة.
المدن لا تقاس فقط بما تبنيه من إسمنت وحديد، بل بما تزرعه من حياة. وإذا أردنا أن نستقبل العالم في 2030 بوجه مشرّف، فلنبدأ بزرع شجرة في شارع محمد الخامس.
.png)
