Friday 1 August 2025
مجتمع

السعيدية تغرق في النفايات.. "الجوهرة الزرقاء" تفقد بريقها بسبب إضراب عمال النظافة

 
السعيدية تغرق في النفايات.. "الجوهرة الزرقاء" تفقد بريقها بسبب إضراب عمال النظافة تدهور الوضع البيئي في السعيدية بسبب إضراب عمال النظافة
تحوّلت مدينة السعيدية، المصنفة كإحدى أبرز الوجهات السياحية في شمال شرق المغرب، إلى ما يشبه مطرحًا عشوائيًا للنفايات، بسبب الإضراب الذي يخوضه عمال النظافة احتجاجًا على عدم توصلهم بأجورهم الشهرية، في مشهد أثار استياء واسعًا في صفوف السكان والزوار على حد سواء.
 
فمع بداية موسم الاصطياف وارتفاع عدد الوافدين على المدينة الساحلية، صُدم المواطنون بتراكم الأزبال في الشوارع، وعلى الشاطئ، وبجوار المرافق السياحية، ما تسبب في انتشار الروائح الكريهة، وتدهور المنظر العام لمدينة لطالما لقبت بـ"الجوهرة الزرقاء" نظير نقاء مياهها وجمال ساحلها.
 
ويقول أحد المصطافين القادمين من الدار البيضاء:
"تفاجأنا بهذا الوضع الكارثي. كنا نأمل قضاء عطلة ممتعة، لكن الأزبال في كل مكان، وهذا أمر غير مقبول في مدينة سياحية كهذه."
 
من جهتهم، أوضح عدد من عمال النظافة المضربين أن تحركهم جاء اضطرارًا، بعد أشهر من التأخر في صرف أجورهم، وعدم استجابة الجهات المسؤولة لمطالبهم الاجتماعية والمهنية.

"لم نعد قادرين على الاستمرار في العمل دون أجرة، لدينا أسر نُعيلها والتزامات مادية نُواجهها يوميًا،" يقول أحدهم.
وحمّل المحتجون المسؤولية للمقاولة المفوض لها تدبير قطاع النظافة، وكذلك للمجلس الجماعي والسلطات المحلية، مطالبين بتدخل عاجل لإنهاء الأزمة، وتسوية وضعيتهم.
 
في المقابل، يحذّر فاعلون جمعويون وبيئيون من تداعيات هذه الأزمة على صحة المواطنين، خاصة في ظل ارتفاع درجات الحرارة، وانتشار الحشرات، وتهديد جودة الهواء والبيئة البحرية.
 
مطالب بتدخل عاجل وتطالب فعاليات مدنية في السعيدية وزارة الداخلية والمصالح المركزية بالتدخل العاجل لتجاوز الأزمة، وإنقاذ المدينة من كارثة بيئية وصحية تلوح في الأفق، محذّرين من أن استمرار الوضع قد يؤدي إلى تراجع الإقبال السياحي، وما يترتب عنه من خسائر اقتصادية فادحة.
 
ويبقى السؤال المطروح بإلحاح:
إلى متى ستظل "الجوهرة الزرقاء" رهينة أزمات التدبير المفوض وغياب الحكامة في تدبير المرافق العمومية الحيوية؟