على بُعد خطوة واحدة من تسطير صفحة جديدة في تاريخ كرة القدم الوطنية، والتتويج بأول لقب قاري، بمواجهة منتخب نيجيريا العنيد، يوم السبت 26 يوليوز 2025، على أرضية الملعب الأولمبي بالرباط، في ثاني نهائي لهن في كأس أمم إفريقيا.
ويخوض المنتخب المغربي ثاني نهائي له في تاريخه، بعدما سبق له أن حلّ وصيفًا في النسخة الماضية التي احتضنتها المملكة، عقب الخسارة أمام جنوب إفريقيا (2-1). ورغم مرارة تلك النتيجة، إلا أنها كانت مؤشرًا واضحًا على الحالة الصحية الجيدة التي تعيشها كرة القدم النسوية في المغرب.
وتطمح اللاعبات المغربيات، تحت قيادة المدرب الإسباني خورخي فيلدا، إلى استثمار هذه الفرصة التاريخية، وبذل الغالي والنفيس للتتويج باللقب، وإدخال الفرحة على قلوب الجماهير المغربية العاشقة لكرة القدم، والراعية لبقاء الكأس القارية في أرض الوطن.
وقد تمكنت زميلات غزلان الشباك، وهن يواجهن تحديات المنافسة في سبيل بلوغ النهائي، بل ولمَ لا الظفر باللقب، من إزاحة منتخب غانا في نصف النهائي (4-2 بضربات الترجيح)، بعد التغلب على منتخب مالي في ربع النهائي (3-1)، وصدارة المجموعة برصيد 7 نقاط من تعادل أمام زامبيا (2-2) وفوزين متتاليين على الكونغو الديمقراطية (4-2) والسنغال )1-0(.
لقد راكم المنتخب المغربي النسوي خبرة وتجربة كبيرتين جعلتاه من بين المنتخبات ذات المكانة القارية، خاصة بعد تطوره اللافت، كما يتجلى في مشاركته في كأس العالم الأخيرة وبلوغه نهائي الكأس الإفريقية.
وكان المدرب الإسباني، المتوج بكأس العالم مع منتخب بلاده، قد أكد أن لبؤات الأطلس حققن "إنجازًا كبيرًا في النسخة السابقة ببلوغ المباراة النهائية"، مضيفًا أن هذا الإنجاز يمنح المنتخب الوطني "دفعة قوية لمواصلة التقدم وتحقيق هدفنا المتمثل في التتويج".
ورغم الطموح الكبير والرغبة الجامحة لدى سيدات المغرب في إضافة لقب جديد إلى خزانة الكرة الوطنية التي تعيش فترة انتعاشة ملحوظة، فإنهن على وعي تام بصعوبة المهمة، وبثقل المسؤولية الملقاة على عاتقهن في مواجهة منتخب نيجيريا العنيد وصعب المراس.
وتسعى "النسور الممتازة"، صاحبة تسعة ألقاب قارية من أصل 12 نسخة، إلى حصد لقب عاشر يؤكد هيمنتهن التاريخية على الكرة النسوية الإفريقية.
ومن المؤكد أن لاعبات المدرب جاستن مادوغو سيحاولن رد الاعتبار، بعد الهزيمة التي ألحقها بهن المنتخب المغربي النسوي في نصف نهائي النسخة الماضية (5-4 بضربات الترجيح).
وجاء تأهل المنتخب النيجيري إلى النهائي بعد تصدره المجموعة الثانية برصيد 7 نقاط، من فوزين على تونس (3-0) وبوتسوانا (1-0)، وتعادل مع الجزائر (0-0). ثم تجاوز ربع النهائي بفوز كاسح على زامبيا (5-0)، وتفوق في نصف النهائي على جنوب إفريقيا )2-1(.
وتقف لبؤات الأطلس اليوم على أعتاب التاريخ، في فرصة ذهبية لتسطير ملحمة جديدة تُضاف إلى سلسلة الإنجازات الرياضية للكرة المغربية.
وتبقى الآمال معلقة على قتاليات العناصر الوطنية، وعزيمتهن العالية، من أجل انتزاع اللقب القاري الأول في تاريخ كرة القدم النسوية المغربية.