في مفاجأة حزينة وصادمة، فقدت القضية الأمازيغية أحد أبرز مناصريها الأوفياء، برحيل الأستاذ والفاعل الجمعوي والإعلامي والحقوقي لحسن بازغ، الذي أفنى سنوات عمره في خدمة هذه القضية، مدافعا عنها بكل إخلاص ووفاء، من مواقع متعددة ومتكاملة.
فقد كان الراحل أستاذا للغة الأمازيغية، يشرف على تدريسها ونشرها، ويسهر على تعريف المتعلمين بحروف تيفيناغ وترسيخها في أذهان الأجيال. كما انخرط بقوة في العمل المدني والجمعوي، فكان ناشطا حقوقيا لا يهدأ له بال، حريصا على الدفاع عن الحقوق الثقافية واللغوية المشروعة للأمازيغية، حاضرا في كل المحطات النضالية، رافعا راية المطالبة بدمقرطة الشأن الثقافي واللغوي.
ولم يقتصر عطاؤه على العمل التربوي والحقوقي، بل امتد إلى المجال الإعلامي، حيث أشرف على صفحات أمازيغية متخصصة في بعض المنابر الإعلامية، وكان صوتا ومرآة ناطقة بهموم الأمازيغية وقضاياها أمام الرأي العام.
كان يطل على القراء أسبوعيا بمقالات عميقة الرؤية، يتناول فيها القضايا الجوهرية التي تهم الثقافة الأمازيغية، حريصا على إيصال صوتها بكل أمانة ومسؤولية.
كان يطل على القراء أسبوعيا بمقالات عميقة الرؤية، يتناول فيها القضايا الجوهرية التي تهم الثقافة الأمازيغية، حريصا على إيصال صوتها بكل أمانة ومسؤولية.
كما برز الراحل كباحث دؤوب ومؤلف ملتزم، أغنى الخزانة الثقافية الأمازيغية بعدد من المؤلفات القيمة، وأسهم بفعالية في إثراء النقاش العمومي حول الحقوق اللغوية والثقافية من خلال محاضراته وعروضه القيمة لفائدة النسيج الجمعوي الأمازيغي في مختلف جهات المملكة المغربية.
لكن خلف كل هذه الأدوار، كان لحسن بازغ إنسانا استثنائيا، يحمل من الخصال أجملها، ومن الأخلاق أرفعها. كان هادئا بطبعه، نبيلا في تعامله، صادقا في وده، متواضعا في حضوره، محبوبا من الجميع، لا تملك إلا أن تحترمه وتحبه منذ أول لقاء.
فلترقد روحه بسلام..
رحل الجسد وبقي الأثر… سيظل اسم لحسن بازغ حيا في ذاكرة الأمازيغية، وفي قلوب من عرفوه، ورافقوا مسيرته النضالية والإنسانية.
رحم الله من عاش نبيلا، ومات صامتا، وترك فينا بصمة الوفاء والنقاء.
رحل الجسد وبقي الأثر… سيظل اسم لحسن بازغ حيا في ذاكرة الأمازيغية، وفي قلوب من عرفوه، ورافقوا مسيرته النضالية والإنسانية.
رحم الله من عاش نبيلا، ومات صامتا، وترك فينا بصمة الوفاء والنقاء.