Thursday 19 June 2025
كتاب الرأي

بنسعيد الركيبي: مخيمات صيفية لدمج الأطفال المعاقين.. خطوة في الإتجاه الصحيح لإنصاف هذه الفئة

بنسعيد الركيبي: مخيمات صيفية لدمج الأطفال المعاقين.. خطوة في الإتجاه الصحيح لإنصاف هذه الفئة بنسعيد الركيبي
لقد تأخرنا، و لا يليق بنا أن نبرر هذا التأخر. لكننا على الأقل نملك اليوم شجاعة الإعتراف، والأمل في أن نقوم بإصلاح ما فات. وليسمح لنا أبناؤنا وبناتنا من ذوي الإحتياجات الخاصة لأننا تأخرنا كثيرا للإعتراف بحقهم في أن يكونوا جزءا من المشهد التربوي التخييمي. ليس لامبالاة منا، ولكن لأننا ظللنا ننتظر أن تنضج الشروط وأن تهيأ البنيات وأن تعبأ الإمكانيات. ولأننا ببساطة، كنا نؤجل سؤال الإدماج إلى وقت غير معلوم.

ومع إعلان وزارة الشباب والجامعة الوطنية للتخييم، عن إدماج هذه الفئة ضمن العرض الوطني للتخييم، وتنظيم مخيمات مدمجة تحتضن الأطفال ذوي الإعاقة جنبا إلى جنب مع الأطفال الآخرين. فنحن أمام خطوة لا يمكن إلا تثمينها، مادامت تسعى لإعادة الاعتبار لمكون ظل مغيبا لعقود من الزمن، رغم أن كل التشريعات تنص على حقه في الترفيه والتخييم . لكن هل يكفي أن تجرؤ الجامعة والوزارة على إتخاذ هذا القرار؟ هل يكفي أن نعلن الرغبة في الإدماج لنبلغ جوهره؟
 
 إن الواقع يعلمنا أن حسن النوايا رغم أهميته، لا يغني عن توفر الشروط الموضوعية. وعلى رأسها تعديل المرسوم المتعلق بمراكز التخييم وتضمينه حقوق هذه الفئة بما يستجيب لحاجياتها داخل هذه المراكز. فالحق في التخييم بالنسبة لطفل في وضعية إعاقة ليس مجرد حضور رمزي، بل هو الحق في المشاركة الفعلية وفي أن يشعر بأنه مرحب به وبأنه لا يحتاج إلى "استثناء" بل إلى عدالة.
 
 ولأجل أن ننجح في هذا الورش، لا بد أن نقر بأن التحديات متعددة وكبيرة، وأن أمامنا طريقا طويلا ولكنه ضروري. إذ نحتاج إلى فضاءات مهيأة، وبرامج مندمجة، ومنشطين مؤهلين، وآباء مطمئنين على فلذات أكبادهم وهم يعيشون تجربة العيش بعيدا عنهم، ومجتمع يرى في الإدماج حقا وليس امتيازا.
 
وإلى أن تصبح الخطوة قرارا دائما، نلتمس العذر من أبنائنا وبناتنا ممن حرمتهم سياسات حكوماتنا طويلا من بهجة المخيم وأجوائه الشيقة الجميلة، نتمنى أن يكون القادم مختلفا إذا صدقت النوايا.