1- شكلت الحرب الإسرائيلية الإيرانية منعطفا خطيرا بمنطقة الشرق الأوسط وتحولا عميقا في الدينامية الجيو سياسية الدولية لوجود مؤشرات لتوسع رقعة الحرب وتهديدها لاستقرار المنطقة المكلومة اصلا. واحتمال استمرار المواجهة بين أطراف النزاع لأسابيع بل وشهور إذا لم تتدخل القوى الدولية الكبرى الفاعلة والمؤثرة في دينامية العلاقات الدولية للتوصل إلى حل لإنهاء الأزمة. وقد يتفاقم الوضع في حالة دخول أطراف دولية قوية مساندة لإسرائيل مثل الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا واخرى مساندة لإيران مثل باكستان والصين وبالتالي اندلاع مواجهة إقليمية شاملة تتجاوز تداعياتها المنطقة ككل.
فالمواجهة المسلحة التي بدأت بهجوم إسرائيلي مباغث على بعض القواعد العسكرية والمنشآت النووية الايرانية واستهداف بعض العلماء النوويين والقادة العسكريين، قوبل برد قوي من قبل النظام الايراني، الأول استهدف عمق تل أبيب وأصاب مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية وبعض القواعد العسكرية، بل إن الرد توسع ليصيب بعض المدن الأخرى مثل حيفا و هناك احتمال تصعيد درجة الحرب في حالة دخول الولايات المتحدة الأمريكية لمساندة اسرائيل بصفة مباشرة مما سيجعل قواعدها العسكرية بالمنطقة اكثر عرضة للاستهداف الايراني اما على المستوى الاقتصادي هناك مخاوف جدية من ارتفاع أسعار النفط والغاز في الأسواق العالمية لاحتمال إصابة بعض المنشآت النفطية وتضررها جراء القصف الإسرائيلي او بفعل لجوء إيران إلى غلق مضيق هرمز نظرا لدوره الاستراتيجي في الحركية الاقتصادية الدولية مما قد يحرم الأسواق العالمية من امدادات النفط والغاز وبالتالي انفجار أزمة اقتصادية عالمية تكون تداعياتها وخيمة على الدول المستوردة.
2- سياق الحرب المفاجئة تتجاوز وضعية الاستقرار والتوازن الذي كان قائما بين القوى الإقليمية بمنطقة الشرق الأوسط إلى وضعية اللاستقرار والفوضى وجر المنطقة إلى حرب غير محسوبة النتائج وامتداد تداعياتها إلى مناطق جغرافية اخرى مثل شمال إفريقيا بحكم العلاقات والتحالفات الأمنية والجيوسياسية والاقتصادية التي تربط دول المنطقتين.
2- سياق الحرب المفاجئة تتجاوز وضعية الاستقرار والتوازن الذي كان قائما بين القوى الإقليمية بمنطقة الشرق الأوسط إلى وضعية اللاستقرار والفوضى وجر المنطقة إلى حرب غير محسوبة النتائج وامتداد تداعياتها إلى مناطق جغرافية اخرى مثل شمال إفريقيا بحكم العلاقات والتحالفات الأمنية والجيوسياسية والاقتصادية التي تربط دول المنطقتين.
والمغرب باعتباره فاعلا مؤثرا في حقل العلاقات الدولية وبحكم موقعه الاستراتيجي وبحكم تنويع شركاءه فإنه يعتمد بشكل أساسي على استيراد النفط والغاز القادم من منطقة الشرق الأوسط، فكل تأثير لهذه المواد على الاسواق العالمية سيكون لها انعكاس سلبي على الاقتصاد المغربي وعلى القدرة الشرائية للمواطنين بشكل مباشر.
كما أن الحرب سيكون لها انعكاس غير مباشر على إعادة توجيه السياسة الخارجية المغربية وتفاعلها مع الحدث وفق منطق براغماتي يخدم المصالح الاستراتيجية للمملكة من خلال الاصطفاف غير المباشر إلى جانب المحور المضاد لإيران، الموقف الذي يفرضه منطق الواقعية في حقل العلاقات الدولية المبني على تأمين المصالح الاستراتيجية للدول، وبالتالي هناك احتمالية حفاظ صانع القرار السياسي الخارجي المغربي على علاقته بإسرائيل والتي تمليها التزاماته التعاقدية الاستراتيجية والامنية، بخلاف نبض الشارع المغربي المنقسم بين تيار مصطف إلى جانب إسرائيل ضد ايران بحكم جفاف العلاقات المغربية الايرانية ومواقف الأخيرة من الوحدة الترابية للمملكة وولاءها للجزائر وجبهة البوليساريو، وبين مصطف إلى جانب إيران باعتبارها شعلة أمل الأمة الإسلامية لمقاومة العجرفة الاسرائيلية وما ترتكبه من جرائم وحشية يومية ضد الشعب الفلسطيني الأعزل بدعم أمريكي منقطع النظير. وقد يؤدي الأمر إلى زيادة الضغط الشعبي ضد الحكومة المغربية لإعادة تقييم علاقتها بالكيان الصهيوني.
في الاخير اعتقد بأن توسيع رقعة الحرب لن يكون في صالح أي طرف بقدر ما قد يؤدي إلى انفجار المنطقة ككل وبالتالي إعادة رسم خريطة جديدة للشرق الأوسط بفواعل جديدة وتحالفات جديدة.
المصطفى بوكرين/ أستاذ العلاقات الدولية بجامعة ابن طفيل القنيطرة