Wednesday 30 April 2025
كتاب الرأي

يوسف غريب: المغرب يضيء الأندلس بنوره

يوسف غريب: المغرب يضيء الأندلس بنوره يوسف غريب
( نشكر المملكة المغربية  لأنها ساعدتنا في إعادة التيار الكهربائي بمنطقة الأندلس عبر تزويدنا بربط مؤقت)
التصريح أعلاه  لرئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز  خلال ندوته الصحفية امس الاثنين عقب انقطاع مفاجئ وغير مسبوق للتيار الكهربائى بهذا البلد الجار شمالًا.. وحسب التقارير فإن المغرب قد حشد ما يصل حشد المغرب ما يصل إلى 38% من طاقته الإنتاجية للكهرباء لمساعدة إسبانيا على التعافي من هذا الإنقطاع
نعم هو الجار على الجار بين الأفراد كما بين الدول أيضا له حق علينا كمسلمين أوّلا كما في مجمل أحاديث سيد الخلق وحق القرب الجغرافي في المساعدة ورفع الأذى عليه.. ولنا مع الدولة الإسبانية مواقف كثيرة  أهمها زلزال الحسيمة الأطلس مؤخراً كما أن الوقاية المدنية المغربية كانت حاضرة وحاسمة في تدخلاتها لحظة فيضان مدينة ڨالنسيا قبل أشهر من الآن..
 بقدر ما نتدافع كشعوب ودول بقدر ما نتعاضد وقت الازمات..
ولاغرابة إذن في موقف المغرب كواجب ديني وشرعي وأخلاقي إنسانيّ وترجمة فعلية للبعد الحضاري لبلدنا ومواقفه النبيلة هنا وهناك..
والأكثر أنّها ليست مواقف للتبجح أو الإستعلاء  والمزايدة بها أمام العالم كما في حالة الجار الثاني لإسبانيا الذي خرج رئيسها السيد ع المجيد تبّون قبل أربعة أيام فقط بمدينة بشار يستعرض إنجازات الجزائر من خلال المقارنة كعادته  وأفضلية الجزائر  على  دول الجوار وأفريقيا بل وحتى الاتحاد الاروبي من حيث فائض الكهرباء..
( وتعرفون قصة لبنان.. بقيت في الظلام لمدة أسبوع كامل.. حتى جاءت الجزائر ومدّتها بالفيول..واخرجناهم من الظلمات)
هذا رئيس دولة شبيه بقصة الدّبّ المغرور بنفسه..متبجّحاً بما يسمى مساعدة لبنان دون أن ينتبه إلى أنه من العيب الدبلوماسي اعتبار المساعدة محطة افتخار واستعلاء على الدول فكيف انها عضو بالجامعة العربية والمؤتمر الإسلامي وبمحجة القرآن الذي تمجّ آياته  مثل هذه المواقف الغبية اللاخلاقية لقوله تعالى
يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمنّ والأذى)
وطبيعي ان يصدر هذا السلوك من رئيس العصابة الذي نسي ان بلاده قد تورطت بشكل مباشر في ما يسمى بالفيول المغشوش داخل محاكم لبنان وإلى الآن
والف طبيعي ان تختار إسبانيا بلدنا المغرب عوض دولة العصابة الجزائرية رغم فائض الكهرباء.
الأفضلية الوحيد التي تحاشى  هذا الرئيس الجزائري ذكرها هي انه نظام معزول ومنبوذ في جواره كما في محيطه القاري ومع جيرانه في الضفة المتوسطة الأخرى.
ولعل صورة استقبال جلالة الملك باسم تحالف ثلاث دول جوارية لهذه العصابة ما هي إلا ترجمة حقيقية لهذا الهروب الجماعي من جوارية هذه العصابة الغارقة في ظلمات الكراهية والضغينة والحقد نحو رباط الخير ومدينة الانوار والفتح لشعوب القارة آفاق الحياة  خاصة دول الساحل والصحراء.. بجانب أنبوب الغاز الأطلسي الذي يمر عبر 11 دولة بين نيجيريا والمغرب وهو عدد الدول التى هاجمها الرئيس تبون مؤخرا بمدينة بشار وفي أقل من دقيقة بل تقمص هذا المهبول دور مصحح أغلاط الدول كما هو حال إسبانيا التي تراجعت عن موقفها من مغربية الصحراء بسبب الضغط والحصار الإقتصادي الجزائري عليها
هكذا تكلم الرئيس تبون.. وباسم  دولة ستجرى فيها القرعة على أضحية العيد..
وهكذا اختارت إسبانيا المغرب واعتمدت عليه في تجاوز أزمة انقطاع الكهرباء بعد أن أدركت هي والعالم طبيعة هذا النظام الذي حشرنا  الله بجواره..
نظام يتبجّح بإخراج لبنان من الظلمات..
هو نفسه قبل سنوات كان ينتظر ان نعيش في الظلمات بعد قطع أنبوب الغاز المغاربي..
ليجد نفسه وسط زوبعة من الأزمات وسوء الفهم الجيوسياسي زاد من عزلته وتهميشه بشكل واضح ومتزايد على الساحة الدولية
 وفي انتظار آيادى أخرى تعمل على ايقاف هذا الانحدار الشامل لدولة الجزائر…
فإن  يد عمي تبون مهتمة الآن بإخراج المخاط المتصلب داخل خياشم أنفه.. وعلى الملأ وامام النقل التلفزي العمومي..
مدّنوا رئيسكم - أوّلاً - أيها الكراغلة..
وبداية التمدن الصمت والتواضع والعمل على ما يجمع الناس والشعوب والأمم..
نحن  جيرانكم..
 وعقدتكم الأبدية..!

يوسف غريب، كاتب صحفي