رغم أن المسلمين لا يشكلون سوى 5% من مجموع السكان.
ورغم أن المسلمين لا يمثلون سوى 20% من مجموع المهاجرين.
ورغم أن المسلمين هم الفئة الأكثر اندماجا في ماكينة الإنتاج بنسبة تفوق 64%.
فإن المسلمين هم الأكثر استهدافا في سويسرا في الخطاب العنصري من طرف الأحزاب المتطرفة ومن طرف عدد من وسائل الإعلام السويسرية ( مرئية كانت أو مسموعة أو مكتوبة).
ورغم أن المسلمين لا يمثلون سوى 20% من مجموع المهاجرين.
ورغم أن المسلمين هم الفئة الأكثر اندماجا في ماكينة الإنتاج بنسبة تفوق 64%.
فإن المسلمين هم الأكثر استهدافا في سويسرا في الخطاب العنصري من طرف الأحزاب المتطرفة ومن طرف عدد من وسائل الإعلام السويسرية ( مرئية كانت أو مسموعة أو مكتوبة).
اليمين المتطرف الذي بدأ يزحف ويقضم مساحات في المجتمع السويسري، لم يجد من شماعة لتبرير الخوف من ذوبان "السلالة السويسرية الصافية!"، سوى شماعة المسلمين. وتحديدا شماعة المغاربيين بالأساس، علما أن الجزائريين والتونسيين والمغاربة لا يشكلون مجتمعين سوى 24 ألف فرد، ضمنهم 12.000 مغربي (من هؤلاء 4000 مغربي يحمل جنسية مزدوجة).
سويسرا التي فطنت إلى ابتلاعها من طرف الأوروبيين بعد انهيار جدار برلين، انتبهت إلى أن استمرار تدفق الهجرة بهذا المد الجارف، سيقود إلى تذويب السويسريين وتحويلهم إلى أقلية ديمغرافية بعد 40 أو 50 سنة.
فباستثناء دول الخليج، تعد سويسرا أكبر دولة في العالم تضم أعلى كثافة للمهاجرين قياسا لعدد سكانها، وهي نسبة لا توجد حتى في كندا وأمريكا وأستراليا، وهي دول ثلاث تتبنى سياسة إرادية وطوعية في استقبال المهاجرين.
لنقرأ الاحصائيات التي قدمها المكتب الفيدرالي المختص بالهجرة:
سكان سويسرا بالكاد يصل عددهم إلى 9 ملايين نسمة. منهم 2.300.000 مهاجر، أي ما يمثل 26% من مجموع السكان. وإذا أضفنا الى هذا الرقم الكبير، سكان سويسرا الآخرين من ذوي أصل هجروي حديث( أي يعود إلى جيل واحد فقط) وعددهم يمثل 40% ، فمعنى ذلك أن أكثر من ثلثي سكان سويسرا هم أجانب( أي ليسوا عرقا سويسريا خالصا وصافيا !!!). وهذا ما يفسر لماذا يلاحظ الزائر أن مدنا بأكملها( مثل جنيف وبال وزوريخ ولوزان وغيرها..)، أضحت في مجملها مدنا "تحت قبضة الأجنبي"، بحيث تتراوح نسبة المهاجرين في هاته المدن بين 38 و60% من السكان. وإذا استحضرنا فئة العمال والمستخدمين الحدوديين (Les frontaliers) من مواطني الدول المجاورة (ألمانيا، إيطاليا وفرنسا)، الذين يأتون لسويسرا للعمل صباحا ويغادرون مساء( 400 ألف مستخدم حدودي من هاته الدول الثلاث)، فلكم أن تتخيلوا حجم الظاهرة.
سكان سويسرا بالكاد يصل عددهم إلى 9 ملايين نسمة. منهم 2.300.000 مهاجر، أي ما يمثل 26% من مجموع السكان. وإذا أضفنا الى هذا الرقم الكبير، سكان سويسرا الآخرين من ذوي أصل هجروي حديث( أي يعود إلى جيل واحد فقط) وعددهم يمثل 40% ، فمعنى ذلك أن أكثر من ثلثي سكان سويسرا هم أجانب( أي ليسوا عرقا سويسريا خالصا وصافيا !!!). وهذا ما يفسر لماذا يلاحظ الزائر أن مدنا بأكملها( مثل جنيف وبال وزوريخ ولوزان وغيرها..)، أضحت في مجملها مدنا "تحت قبضة الأجنبي"، بحيث تتراوح نسبة المهاجرين في هاته المدن بين 38 و60% من السكان. وإذا استحضرنا فئة العمال والمستخدمين الحدوديين (Les frontaliers) من مواطني الدول المجاورة (ألمانيا، إيطاليا وفرنسا)، الذين يأتون لسويسرا للعمل صباحا ويغادرون مساء( 400 ألف مستخدم حدودي من هاته الدول الثلاث)، فلكم أن تتخيلوا حجم الظاهرة.
هذا المعطى ليس وليد الصدفة، بل له جذورا تمتد إلى حقبة الستينات والسبعينات من القرن العشرين التي كان فيها الأوربيون يتواجهون مع المشرع السويسري بخصوص العمل والإقامة. فبمبرر الحياد كانت سويسرا تتعامل مع الأوربيين بقانون متشدد لا يسمح للأجنبي (العامل أو الموظف)، بالمكوث طويلا فوق التراب السويسري، فأحرى للباقي من جنسيات دول العالم.
لكن لما انهار جدار برلين عام 1989، تغير كل شىء، وشكل هذا الحدث الجيواستراتيجي نقطة مفصلية في تدفق المهاجرين على سويسرا. ولما أرادت سويسرا الانحياز أكثر لأوربا (دون الانضمام للاتحاد الأوربي)، تعرضت لضغط قوي لإلغاء قانون"وضعية العامل الأجنبي المؤقت"، وهو ما تم عام 2002.
كما أن سويسرا لما أرادت الحصول على وضعية شريك اقتصادي محظوظ وذو أفضلية دون الانضمام للاتحاد الأوربي، اشترط الأوربيون على سويسرا أن ترفع القيود على حرية تنقل الأفراد، وهو ماقاد إلى تدفق رهيب للأوربيين للعمل بسويسرا.
سنستشهد بمواطني أربع جنسيات فقط يحتكرون لوحدهم نصف عدد المهاجرين المقيمين بسويسرا، وهم: الإيطاليون الذين يعدون أول جالية أجنبية مقيمة بسويسرا (342.454 مهاجرا)، متبوعين بالألمان (326.033 مهاجرا)، تم البرتغاليين (260.460 مهاجرا)، والفرنسيين (165.684 مهاجرا). وبعد توسيع الاتحاد الأوربي لدول شرق أوربا، ازداد المنحنى حدة بقدوم مواطني هاته الدول من جهة، وتفاقم أكثر مع اندلاع حرب البلقان وقدوم عشرات الآلاف من كرواتيا وكوسوفو والبوسنة وألبانيا من جهة أخرى، ليصل السهم إلى مداه في السنوات الثلاث الأخيرة بعد اندلاع حرب أوكرانيا وما نجم عنها من تدفق كبير للأوكرانيين على سويسرا.
اليوم لما يصحو السويسري ويخرج للشارع، يشرع في الصراخ والتنديد بإغراق المجتمع السويسري بالأجانب Sur-étrangérisation de la Suisse.
لكن المثير هو أن النخب السياسية والإعلامية بسويسرا بدل أن تتتوجه بأصابع الاتهام للدول الأوربية (غربية وشرقية)، التي أغرقت بلدهم بالمهاجرين، يستغلون "الحائط القصير"، ألا وهم المهاجرون المسلمون الذين لا يشكلون ،كما أوضحنا، سوى 5،3% من مجموع السكان. وهذا ما يفسر ذاك التحرش اليومي بهم والتشدد مع أبناء الجالية المسلمة كلما أرادوا فتح قاعة للصلاة أو إخراج مئذنة من أساسات الأرض، أو الحصول على قطعة أرضية لدفن الموتى المسلمين، أو تجديد وثائق الإقامة، لدرجة أن أكبر نسبة من الذين تم إرجاعهم بالقوة لبلدانهم عبر الجو عام 2022، كانوا - وياللصدف- من أبناء الجالية المسلمة، حيث بلغت النسبة 57% من المجموع !!