الأربعاء 12 مارس 2025
فن وثقافة

الدكتورة حنان المجدوبي تؤكد على أهمية اللغات في مجال العلوم الشرعية بكلية أصول الدين بتطوان..

الدكتورة حنان المجدوبي تؤكد على أهمية اللغات في مجال العلوم الشرعية بكلية أصول الدين بتطوان.. إلياس التاغي والدكتورة حنان المجدوبي

على هامش فعاليات"أسبوع اللغات والثقافات"، أيام 27،26،25 فبراير 2025، كان لنادي اللغات والتواصل الحضاري بكلية أصول الدين بتطوان، حوار مع الدكتورة حنان المجدوبي (من مواليد 7 أبريل، سنة 1970 بفاس).

وهي أستاذة جامعية وباحثة، ورئيسة شعبة اللغات والثقافة ‏والتواصل بكلية أصول الدين بتطوان، التابعة لجامعة عبد المالك السعدي.

وحاصلة على دكتوراه في ‏فقه اللغة من جامعة كومبلوتنسي بمدريد، تخصص  الأدب الهيسبانوأمريكي.

درست في إسبانيا ‏والمكسيك، تركز أبحاثها على الحوار بين الأديان، والحوار الثقافي، وعلى الأقليات الدينية وقضايا التعايش.

ورائدة في تنظيم المؤتمرات والأنشطة حول التسامح والتعايش، كمؤتمر "ثقافة ‏التعايش والمشترك الإنساني" بكلية أصول الدين (2017)، ومبادرة "رمضان بلغات العالم" التي تجمع  كل سنة طلابًا ‏دوليين مسلمين وغير مسلمين من مؤسسات وجامعات مغربية من مختلف الدول. كما أنها عضو نشط في مشاريع التعاون الأكاديمي بين الجامعات. ولها مشاركات علمية عديدة  داخل المغرب، وفي أوروبا وأمريكا اللاتينية.‏

التقينا بفضيلة الدكتورة حنان المجدوبي في قاعة الأساتذة، فأجرينا معها الحوار الآتي:

1- أين تتجلى أهمية "أسبوع اللغات والثقافات" بكلية أصول الدين؟

في كلية متخصصة في أصول الدين، قد يبدو للبعض أن التركيز يكون فقط على العلوم الشرعية، لكننا نرى أن اللغات والثقافات تلعب دورًا جوهريًا في هذا المجال. فالخطاب الديني أوالفكري لا يمكن أن يكون منعزلًا عن السياق الثقافي واللغوي، بل يجب أن يكون قادرًا على التفاعل مع مختلف الحضارات واللغات. من هنا، تأتي أهمية هذا الأسبوع، حيث سعينا فيه إلى إبراز العلاقة الوثيقة بين الدين والثقافة واللغة، وعلى تشجيع طلبتنا الأعزاء على تطوير مهاراتهم اللغوية.

2- ما الهدف الأساسي من فعاليات الأسبوع؟

هدفنا الأساسي في شعبة اللغات والثقافة والتواصل بمعية الأطر الإدارية والتربوية في كلية أصول الدين عموما، هو نشر الوعي بأهمية اللغات في فهم الثقافات والتقريب بين الشعوب. وعلى هذا، فهدفنا الأساسي من فعاليات الأسبوع، هو إبراز دور اللغة ليس فقط كوسيلة للتعلم، ولكن أيضًا كجسر للتفاهم والتعايش. وقد سعينا من خلالها أيضا، ‏إلى خلق ديناميكية جديدة داخل الكلية، بحيث يصبح الاهتمام باللغات والثقافات جزءًا أساسيًا من المسار ‏الأكاديمي لطلبتنا النجباء.

3- عماذا حرصتم في برنامج فعاليات الأسبوع؟

حرصنا على تقديم برنامج متنوع يجمع بين محاضرات علمية وورشات عملية وتكوينات تفاعلية.

اتصف البرنامج بمحاضرات علمية رصينة تناقش التنوع اللغوي في شمال إفريقيا، وأهمية الترجمة في الحوار بين الأديان، ودور اللغة في تعزيز التماسك الاجتماعي. كما خصصنا جلسات للحديث عن شخصيات ثقافية تركت بصمة في تاريخ المغرب والعالم الإسلامي. بالإضافة إلى ذلك، نظمنا معرض ثقافات العالم، وورشات علمية وتطبيقية للطلبة والباحثين حول مهارات التواصل بين الثقافات وتعليم اللغات بأساليب مبتكرة وطرق حديثة.

4- لماذا فكرتم في إعداد هذا البرنامج المتنوع والفريد؟

الفكرة تبلورت من ملاحظتي وملاحظة الأطر الإدارية والتربوية أن هناك حاجة ماسة لتعزيز الاهتمام باللغات لطلبتنا في كليتنا العامرة. وذلك حتى يتخول  لهم الانخراط في النقاشات حول قضايا فكرية وعلمية معاصرة، سواء على المستوى الوطني أو الدولي.

5- لاحظنا في المعرض الثقافي تنوعا ثقافيا كبيرا، ما السر في ذلك؟

المعرض ضم مجموعة من الكتب بلغات متعددة ترتبط بتخصصات كلية أصول الدين.  فضلا عن ذلك، وفرنا مساحة لعرض ثقافات العالم من خلال صور، ومواد بصرية، ونماذج من الأدب والفن ...إلخ، ومن ثقافات متنوعة. وعلى هذا، فالسر في هذا التنوع هو فتح النافذة لطلبة كلية أصول الدين لاكتشاف التنوع الثقافي والانفتاح على تجارب ثقافية وفكرية عديدة.

والهدف الأساسي من وراء ذلك، هوالتأكيد على أن الحوار الثقافي ليس مجرد فكرة نظرية، بل ممارسة يومية يمكن أن تتجسد من خلال تبادل الأفكار والاطلاع على الإنتاج الفكري لمختلف الثقافات. لذلك، كان هذا المعرض بمثابة رسالة للطلبة والباحثين حول أهمية الاطلاع على أهمية اللغات المختلفة والثقافات المتنوعة.

6- تم التطرق خلال فعاليات الأسبوع إلى التنوع الثقافي الآسيوي، خصوصًا في ثقافة الطعام واللباس. كيف يمكن لهذه الأنشطة الثقافية المحسوسة أن تساهم في تعزيز وتقدير طلبة كلية أصول الدين بتطوان لهذا التنوع؟

تساهم هذه الأنشطة في توسيع آفاق الطلبة وتعزيز فهمهم لقيمة التنوع الثقافي. عندما يتعرف الطلبة على عادات وتقاليد شعوب أخرى من خلال تجارب حسية كالمأكولات والملابس، يصبحون أكثر انفتاحًا على الآخر وأكثر تقديرًا للاختلافات الثقافية. وهذا يعزز لديهم قيم التسامح والتعايش.. إلخ.

7- لماذا تهتمين اهتماما كبيرا بقضايا الانفتاح والتنوع الثقافي؟

اهتمامي بالانفتاح والتنوع الثقافي ليس مجرد توجه أكاديمي، بل هو نتيجة لتجربة شخصية أثرت فيّ بعمق. لقد درست في إسبانيا، ودرست في المكسيك، وخلال تلك الفترات، لم أكن مجرد طالبة، بل كنت أعيش داخل ثقافات مختلفة، وأتعلم منها يوميًا، سواء من خلال الدراسة أو الحياة اليومية. وهذه التجربة الشخصية كانت عاملا من عوامل الاهتمام بالتنوع الثقافي.

8- كيف أثرت هذه التجربة على رؤيتك للثقافات الأخرى؟

تجربة العيش في بيئات متعددة الثقافات جعلتني أرى أن الاختلاف ليس حاجزًا، بل فرصة للتعلم والنمو والرقي والانفتاح والإزدهار. علاوة على ذلك، اكتشفت تفاعلا وتشابها بين الثقافات. فمثلا، في المكسيك، وجدت تشابهات كثيرة غير متوقعة مع الثقافة العربية؛ تشابهات في الروابط العائلية والتقاليد... إلخ.

9- كيف انعكست هذه التجربة على عملك كباحثة وأستاذة جامعية؟

هذه التجربة جعلتني أكثر اهتمامًا بالحوار بين الثقافات والأديان، وأكثر انفتاحا على الآخر المختلف عني دينا وثقافة وهوية. وكأستاذة جامعية بكلية أصول الدين، أعمل جاهدة بمعية الأطر الإدارية والتربوية في كليتنا على تعزيز قيم الانفتاح والحوار والتسامح والتعايش لطلبتنا، سواء من خلال تدريسهم أو من خلال المبادرات التي ننظمها، كأسبوع اللغات والثقافات أو ورشات الحوار بين الأديان.

10- كيف تقيّمين نتائج فعاليات الأسبوع؟ وهل تعتقدين أن الفعاليات قد ‏حققت الأهداف المرجوة؟

أعتقد أن الفعاليات حققت جزءًا كبيرًا من هذه الأهداف المرجوة. ولكن هناك ‏دائمًا مجال للتطوير من خلال تعزيز الأنشطة التطبيقية وربطها أكثر بالمجال الأكاديمي للطلبة.‏

 

أجرى الحوار إلياس التاغي، منسق نادي اللغات والتواصل الحضاري بكلية أصول الدين/ تطوان