الثلاثاء 1 إبريل 2025
جرائم

مصدره من الجزائر.. تعرف على تطور عمليات حجز "القرقوبي" بين 2016 و2024 بالمغرب

مصدره من الجزائر.. تعرف على تطور عمليات حجز "القرقوبي" بين 2016 و2024 بالمغرب رغم الجهود الأمنية المكثفة يظل تدفق هذه المواد المخدرة من الحدود الشرقية
شهدت‭ ‬عمليات‭ ‬مكافحة‭ ‬المخدرات،‭ ‬ولا‭ ‬سيما‭ ‬الأقراص‭ ‬المهلوسة،‭ ‬تطورات‭ ‬ملحوظة‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬الممتدة‭ ‬بين‭ ‬2016‭ ‬و2024،‭ ‬حيث‭ ‬تعكس‭ ‬الأرقام‭ ‬المسجلة‭ ‬ديناميكيات‭ ‬متغيرة‭ ‬في‭ ‬أنشطة‭ ‬التهريب‭ ‬والترويج،‭ ‬وكذا‭ ‬فعالية‭ ‬التدخلات‭ ‬الأمنية‭ ‬في‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬انتشار‭ ‬هذه‭ ‬المواد‭ ‬الخطرة.‭  ‬

وفي‭ ‬توثيقنا‭ ‬للمجهود‭ ‬الأمني‭ ‬الخاص‭ ‬بعمليات‭ ‬حجز‭ ‬هذه‭ ‬الأقراص،‭ ‬نجد‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2016‭ ‬تم‭ ‬تسجيل‭ ‬رقم‭ ‬قياسي‭ ‬بلغ‭ ‬1.285.194‭‬قرصاً‭ ‬مهلوساً،‭ ‬بزيادة‭ ‬ملحوظة‭ ‬عن‭ ‬السنة‭ ‬السابقة،‭ ‬ما‭ ‬يعكس‭ ‬تنامياً‭ ‬في‭ ‬نشاط‭ ‬التهريب‭ ‬والترويج‭. ‬غير‭ ‬أن‭ ‬سنة‭ ‬2017‭ ‬عرفت‭ ‬انخفاضاً‭ ‬نسبياً‭ ‬بحجز‭ ‬939.424‭ ‬قرصاً،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬يُعزى‭ ‬إلى‭ ‬تكثيف‭ ‬الحملات‭ ‬الأمنية‭ ‬وتعزيز‭ ‬آليات‭ ‬الرصد‭ ‬والتتبع،‭ ‬خاصة‭ ‬بالتنسيق‭ ‬مع‭ ‬المديرية‭ ‬العامة‭ ‬لمراقبة‭ ‬التراب‭ ‬الوطني‭.  ‬

في‭ ‬المقابل،‭ ‬شهد‭ ‬عام‭ ‬2018‭ ‬انتعاشاً‭ ‬كبيراً‭ ‬في‭ ‬حجم‭ ‬المحجوزات،‭ ‬ليصل‭ ‬إلى‭ ‬1.346.180‭ ‬قرصاً،‭ ‬بنسبة‭ ‬زيادة‭ ‬بلغت‭ ‬43%‭ ‬مقارنة‭ ‬بالسنة‭ ‬السابقة،‭ ‬ما‭ ‬يبرز‭ ‬تكيف‭ ‬شبكات‭ ‬التهريب‭ ‬مع‭ ‬المتغيرات‭ ‬الأمنية‭. ‬واستمر‭ ‬هذا‭ ‬المنحى‭ ‬التصاعدي‭ ‬ليصل‭ ‬إلى‭ ‬1.407.451‭ ‬قرصاً‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2019،‭ ‬حيث‭ ‬برزت‭ ‬ظاهرة‭ ‬تهريب‭ ‬الإكستازي‭ ‬من‭ ‬أوروبا،‭ ‬مما‭ ‬سلط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬طبيعة‭ ‬التدفقات‭ ‬الجغرافية‭ ‬لهذه‭ ‬المواد‭ ‬المخدرة‭ ‬لاسيما‭ ‬من‭ ‬الحدود‭ ‬الشرقية‭ ‬للمغرب‭.  ‬

إلا‭ ‬أن‭ ‬عام‭ ‬2020‭ ‬شكل‭ ‬استثناءً‭ ‬واضحاً،‭ ‬إذ‭ ‬انخفضت‭ ‬الكمية‭ ‬المحجوزة‭ ‬بشكل‭ ‬حاد‭ ‬إلى‭ ‬476.923‭ ‬قرصاً،‭ ‬أي‭ ‬بتراجع‭ ‬بلغ‭ ‬66%‭ ‬مقارنة‭ ‬بعام‭ ‬2019‭. ‬قد‭ ‬يرتبط‭ ‬هذا‭ ‬التراجع‭ ‬بتداعيات‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬وما‭ ‬فرضته‭ ‬من‭ ‬قيود‭ ‬على‭ ‬التنقلات،‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬شلل‭ ‬جزئي‭ ‬في‭ ‬أنشطة‭ ‬التهريب‭.  ‬

مع‭ ‬تخفيف‭ ‬القيود‭ ‬الصحية،‭ ‬سجل‭ ‬عام‭ ‬2021‭ ‬عاد‭ ‬منحنى‭ ‬المحجوزات‭ ‬إلى‭ ‬الارتفاع،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬ضبط‭ ‬1.437.362‭ ‬قرصاً،‭ ‬ما‭ ‬يمثل‭ ‬زيادة‭ ‬بلغت‭ ‬201%‭ ‬مقارنة‭ ‬بالسنة‭ ‬السابقة‭. ‬يعكس‭ ‬هذا‭ ‬الرقم‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬استئناف‭ ‬شبكات‭ ‬التهريب‭ ‬لأنشطتها،‭ ‬بل‭ ‬أيضاً‭ ‬نجاعة‭ ‬الإجراءات‭ ‬الأمنية‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬تعزيزها‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭.  ‬

وفي‭ ‬عام‭ ‬2022،‭ ‬استمرت‭ ‬وتيرة‭ ‬التصاعد،‭ ‬إذ‭ ‬بلغت‭ ‬المحجوزات‭ ‬2.668.473‭ ‬قرصاً،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬شكل‭ ‬ارتفاعاً‭ ‬مهماً‭ ‬بنسبة‭ ‬85%‭ ‬مقارنة‭ ‬بعام‭ ‬2021،‭ ‬ما‭ ‬يدل‭ ‬على‭ ‬تنامي‭ ‬أنشطة‭ ‬التهريب‭ ‬وتوسع‭ ‬دائرة‭ ‬المواد‭ ‬المصادرة‭ ‬لتشمل‭ ‬الإكستازي‭ ‬والكبتاغون‭ ‬والأدوية‭ ‬الطبية‭ ‬المخدرة.‭ 

لكن‭ ‬عام‭ ‬2023‭ ‬شهد‭ ‬انخفاضاً‭ ‬نسبياً،‭ ‬حيث‭ ‬بلغت‭ ‬الكميات‭ ‬المحجوزة‭ ‬1.223.774‭ ‬قرصاً،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬ناتجاً‭ ‬عن‭ ‬تشديد‭ ‬المراقبة‭ ‬الحدودية‭ ‬وتكثيف‭ ‬التنسيق‭ ‬الاستخباراتي‭ ‬بين‭ ‬الأجهزة‭ ‬الأمنية‭ ‬المعنية،‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬إضعاف‭ ‬بعض‭ ‬شبكات‭ ‬التهريب‭ ‬خاصة‭ ‬تلك‭ ‬النشيطة‭ ‬في‭ ‬الحدود‭ ‬الشرقية‭.  ‬

أما‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2024،‭ ‬فقد‭ ‬عادت‭ ‬الأرقام‭ ‬إلى‭ ‬الارتفاع‭ ‬مع‭ ‬ضبط‭ ‬1.429.052‭ ‬قرصاً،‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬773.493‭ ‬قرصاً‭ ‬من‭ ‬الإكستازي‭. ‬وشهدت‭ ‬هذه‭ ‬السنة‭ ‬أيضاً‭ ‬إحباط‭ ‬محاولات‭ ‬تهريب‭ ‬كميات‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬الأدوية‭ ‬المخدرة‭ ‬المصنعة‭ ‬في‭ ‬آسيا‭ ‬نحو‭ ‬دول‭ ‬أفريقيا‭ ‬جنوب‭ ‬الصحراء،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يشير‭ ‬إلى‭ ‬تحول‭ ‬في‭ ‬أنماط‭ ‬التهريب‭ ‬واتساع‭ ‬نطاقه‭ ‬الجغرافي‭.  ‬

تُظهر‭ ‬هذه‭ ‬الأرقام‭ ‬أن‭ ‬مكافحة‭ ‬تهريب‭ ‬الأقراص‭ ‬المهلوسة‭ ‬تبقى‭ ‬معركة‭ ‬مستمرة‭ ‬بين‭ ‬الأجهزة‭ ‬الأمنية‭ ‬وشبكات‭ ‬التهريب‭ ‬كما‭ ‬تعد‭ ‬دليلا‭ ‬صارخا‭ ‬على‭ ‬تحرش‭ ‬الجارة‭ ‬الشرقية‭ ‬بأمن‭ ‬واستقرار‭ ‬المغرب‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تسهيل‭ ‬وإغراق‭ ‬مدنه‭ ‬بالحبوب‭ ‬المهلوسة‭. ‬وهو‭ ‬الوضع‭ ‬الذي‭ ‬تستغله‭ ‬شبكات‭ ‬التهريب‭ ‬التي‭ ‬تلجأ‭ ‬إلى‭ ‬تغيير‭ ‬استراتيجياتها‭ ‬وفقاً‭ ‬للمتغيرات‭ ‬الأمنية‭ ‬واللوجستية‭. ‬ورغم‭ ‬التراجع‭ ‬المسجل‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬السنوات،‭ ‬فإن‭ ‬الاتجاه‭ ‬العام‭ ‬يعكس‭ ‬ارتفاعاً‭ ‬متزايداً‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬الطويل،‭ ‬ما‭ ‬يستدعي‭ ‬تعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬الأمني‭ ‬والاستخباراتي،‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الوطني،‭ ‬بل‭ ‬أيضاً‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الإقليمي‭ ‬والدولي،‭ ‬وهو‭ ‬المسعى‭ ‬الذي‭ ‬ترفضه‭ ‬الجزائر،‭ ‬مما‭ ‬يبرز‭ ‬مسؤوليتها‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬ورعاية‭ ‬وحماية‭ ‬الشبكات‭ ‬الإجرامية‭.‬