الجمعة 11 إبريل 2025
اقتصاد

اتفاق مبهم يثير التساؤلات حول التبادل التجاري بين المغرب ومصر

اتفاق مبهم يثير التساؤلات حول التبادل التجاري بين المغرب ومصر يبقى التساؤل مطروحًا حول ما إذا كان هذا الاتفاق سيتضمن إجراءات حمائية جديدة
أعلنت وسائل الإعلام عن توصل وزير التجارة المغربي ونظيره المصري إلى اتفاق جديد يهدف إلى تحقيق توازن في الميزان التجاري بين البلدين، بعد أن ظل لفترة طويلة يميل لصالح مصر على حساب المغرب. ورغم أهمية هذا التطور، فإن الغموض الذي يحيط بمحتوى الاتفاق يثير تساؤلات جوهرية، لا سيما في ظل غياب أي نشر رسمي لبنوده أو تفاصيله كما هو متعارف عليه في الاتفاقيات الثنائية التي توقعها الدول.

إن سرية هذا الاتفاق تفتح الباب أمام العديد من التأويلات والتكهنات التي قد تكون في غنى عنها العلاقات التجارية بين البلدين، خصوصًا أن الشفافية في مثل هذه الاتفاقيات تعد ركيزة أساسية لضمان التزام الأطراف المعنية ولإرساء الثقة بين الفاعلين الاقتصاديين في كلا الجانبين.

في العادة، عندما يتم توقيع اتفاقيات تؤثر بشكل مباشر على الميزان التجاري، يتم الإفصاح عن مضامينها للرأي العام ولمختلف الفاعلين الاقتصاديين المعنيين، حتى يتمكنوا من تكييف استراتيجياتهم بناءً على المعطيات الجديدة. لكن في هذه الحالة، فإن عدم نشر تفاصيل الاتفاق يثير تساؤلات حول طبيعة الإجراءات التي تم الاتفاق عليها، ومدى تأثيرها الفعلي على تصحيح الخلل في الميزان التجاري المغربي-المصري.

من جهة أخرى، يبقى التساؤل مطروحًا حول ما إذا كان هذا الاتفاق سيتضمن إجراءات حمائية جديدة، أو تعديلًا لنسب الرسوم الجمركية، أو منح تسهيلات لمجالات اقتصادية محددة، أو ربما اعتماد آليات جديدة لتنظيم تدفق السلع والخدمات بين البلدين. هذه الأسئلة وغيرها تبقى عالقة إلى حين صدور توضيح رسمي يكشف عن طبيعة هذا الاتفاق ويضع حدًا لكل التأويلات المحتملة.

في ظل هذا الوضع، يبقى من الضروري أن تتحلى الجهات الرسمية بالوضوح والشفافية لضمان مناخ اقتصادي متزن ومستقر بين البلدين، بعيدًا عن الضبابية التي قد تفتح المجال أمام التخمينات والإشاعات، وهو ما قد يؤثر على العلاقات الاقتصادية بدل تعزيزها.