هل تكرهون الصراصير؟! هذه الحشرات بلونيها الأشقر والأسود، وخاصةً تلك الزاحفة التي قد تمشي على وجوهنا في الليل، وإذا قررنا مهاجمتها فستنسحب تكتيتكياً لتختبئ في إحدى الزوايا المعتمة حتى تسنح لها الفرصة بهجمةٍ أخرى، أما الطائرة، فيا ويلتاها! إذا واجهتك، فعليك أن تستنفر وتمسك مبيد الحشرات بيد، وحذاءً كبيراً بيد، فلا تدري كيف سيهجم عليك هذا الصرصور النذل الطائر، وإذا كنت تملك جهازاً إلكترونياً مضاداً للبعوض، فمن المستحسن أن يكون في وضع التشغيل فأنت بحاجةٍ إلى كافة المصادر للنصر في هذه المعركة.
حسناً، هل تتمنون موت هذه الكائنات القبيحة، ما الذي سيحدث لو اختفت من الأرض فجأةً؟ هل سيكون فعلاً أمراً جميلاً ومفيداً؟ هل سنتأثر بهذا الاختفاء؟ دعونا نتعرف للجواب..
تم طرح هذه الاستفسارات على Srini Kambhampati وهو بروفيسورٌ ومسؤولٌ في قسم البيولوجيا في جامعة تكساس وخبيرٌ في الصراصير. ما الذي سيحدث لو اختفت أنواع الصراصير التي تتراوح أعدادها من 5000 إلى 000 10 نوع، ماذا لو اختفت فجأةً من الأرض؟ الإجابة هي أنَّ النتائج المترتبة على هذا الاختفاء تتجاوز حدود الغرفة المتسخة التي كانت تؤوي الصراصير.
في الواقع فإن الكثير من الطيور والثديات آكلة الحشرات كالجرذان وحتى بعض البشر في بعض المجتمعات تعتمد على الحشرات كمصدر غذاء، فهل سيجرُّ اختفاء الصراصير هذه الحيوانات إلى عالم الانقراض؟!
لا، فهذه الحيوانات لا تعتمد على الصراصير كمصدرٍ وحيدٍ للغذاء، لكن مما لا شك فيه أن أعداد هذه الحيوانات ستنخفض. وفي المقابل فإن بعض أنواع الدبابير المتخصصة في التطفل على بيوض الصراصير والتي تعتمد عليها بشكلٍ كامل، هذه الدبابير ستنقرض على الأغلب.
وهنا قد يعتبر البعض أن انقراض الدبابير المتطفلة وانخفاض أعداد الجرذان لن يكون ذا تأثيرٍ خطير يستدعي هذا النقاش.
حسناً، عُدوا على أصابعكم: بسبب الانخفاض في العدد والانقراض للكائنين اللذين ذكرناهما فإن ذلك سينعكس سلباً على الكائنات التي تتغذى عليهما أمثال القطط سواءً المنزلية أو البرية والقيوط (ذئب يعيش في أمريكا الشمالية) والذئاب ناهيكم عن العديد من الزواحف فضلاً عن النسور وهي حيواناتٌ ذات أعدادٍ قليلةٍ هي الأخرى.
لكن والأهم من ذلك هو أن الصراصير ستؤثر على شيء حيويٍ أكثر من ذلك كله ألا وهو "دورة النتروجين". ما هي هذه الدورة؟ لا تستعجلوا فها نحن ذا:
تتغذى الصراصير على المواد العضوية المتحللة والتي -أي المواد- تحتجز النتروجين داخلها، وبفضل فضلات الصراصير العضوية يتم إطلاق هذا النتروجين الذي سيدخل في التربة ويُستعملَ بدوره من قبل النبات. بعبارةٍ أخرى، إذا اختفت الصراصير ستتأثر هذه الدورة وتتضرر صحة الغابات وسيلحق ذلك تأثيراً غيرَ مباشرٍ على كل الكائنات الحية التي تعيش هناك..
"باختصار نحن فعلاً نعتمد على فضلات الصراصير العضوية بشكلٍ أو بآخر.."
(المصدر: الباحثون السوريون)