مع بداية العد العكسي لاستقبال شهر رمضان الفضيل، تم يوم الخميس فبراير 2025، تدشين وافتتاح فضاء "دار العسل" التي تضم ثلاث تعاونيات وهي تعاونية النور ثم تعاونية الأنوار، علاوة عن تعاونية الكنتور، من طرف باشا مدينة اليوسفية وقائد الملحقة الإدارية الثانية إلى جانب بعض أعضاء اللجنة الإقليمية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية بعمالة اليوسفية.
في هذا السياق صرح لجريدة "أنفاس بريس" الفاعل الجمعوي بلعامرية مصطفى بصفته رئيسا لتعاونية النور الفلاحية لتربية النحل وإنتاج العسل، التي تم تأسيسها سنة 2010، والمستفيدة من فضاء "دار العسل" بأن التعاونية كانت قد توصلت بدعم من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية سنة 2015.
وعن مسار التعاونية وأعضائها على مستوى إشعاع وتألق مشروعهم التنموي، أوضح رئيس ذات التعاونية بأنها سجلت عبر عدة محطات إقليمية وجهوية ووطنية حضورا وازنا في عدة معارض وملتقيات فلاحية وطنية سواء بمدينة مكناس أو بمعرض مدينة رشيد ومراكش وكذلك بعدة معارض محلية بمدينة اليوسفية.
وأشاد نفس المتحدث بمنتوج عسل شجر الكاليتوس بإقليم اليوسفية على اعتبار أن المنطقة جافة وخالية من عوامل الرطوبة، مما يعطي للعسل جودة ونكهة خاصة، خلاف منتوج عسل أشجار الكاليتوس بالسواحل البحرية.
وأشار إلى أن عملية رعي خلايا نحل التعاونية تتم حسب المناطق التي تتوفر فيها التغذية المناسبة لكل أنواع العسل، موضحا أن عامل الجفاف ساهم في تراجع منتوج عسل شجر الكاليتوس بإقليم اليوسفية وخصوصا سنة 2024 بنسبة مهولة، مما جعل التعاونية تنتقل بخلايا النحل صوب مناطق أخرى مثل ضواحي الوليدية أو أسفي من أجل الاستفادة من رحيق شجر الكاليتوس، أو نحو مناطق جبلية بأزيلال للحصول على منتوج عسل "الزَّﮜومْ"
وشدد بلعامرية على أن تسويق منتوج العسل بكل أنواعه بمنطقة اليوسفية لا يعرف رواجا مهما في علاقة مع القدرة الشرائية للساكنة، آملا أن يلعب فضاء "دار العسل" دورا رياديا على مستوى التسويق، واستدرك بأن منصات التواصل الاجتماعي أضحت مدخلا أساسيا للتسويق والترويج لمنتوج العسل عبر الفضاء الأزرق، موضحا بأن التعاونيات ذات الصلة تتلقى تكوينا في هذا المجال الرقمي وكيفيات استعماله لهذا الغرض.
وعلى مستوى أثمنة العسل أكد رئيس نفس التعاونية بأنها مناسبة، حيث أن منتوج عسل شجر الكاليتوس يصل إلى 150 درهم، في حين أن سعر عسل الدَّغْمُوسْ يبلغ ما قيمته 300 درهم، أما عسل الزعتر فيصل إلى 400 درهم، والليمون 110 درهم.
ولم يفت نفس المتحدث بأن يؤكد على أن منتوجات التعاونيات بإقليم اليوسفية لمادة العسل تخضع لمراقبة المكتب الوطني للسلامة الصحية ONSSA ، حيث يتم أخذ عينات من العسل وإخضاعها للاختبارات الصحية في علاقة بالجودة والسلامة.
من جهة أخرى، أكد أعضاء وعضوات تعاونية الأنوار لتربية النحل وإنتاج العسل ومشتقاته، في لقائهم بجريدة "أنفاس بريس" على أن التعاونية تشتغل على إنتاج كل أنواع العسل ومشتقاته، إلى جانب منتوجات مواد التجميل الطبيعية على قاعدة مادة العسل، بما فيها تقطير الزيوت وصابون ومراهم مادة العسل.
وأفادت نفس المصادر في تصريحها للريدة، بأن جودة منتوج العسل تشهد عليها تراخيص وشواهد ONSSA إلى جانب شواهد وزارة الصحة، والدليل أن ذات التعاونية كانت قد حصلت في السنوات الأخيرة على عدة جوائز وميداليات ذهبية من طرف وكالة التنمية الفلاحية بالرباط التي تقيم مسابقات على مستوى تذوق العسل كل سنة، حيث يتم اختيار أحسن وأجود التعاونيات على المستوى الوطني.
في سياق متصل أكد أعضاء وعضوات ذات التعاونية بأنهم كانوا قد حصلوا على ثمانية ميداليات ذهبية على المستوى الوطني ترتبط جميعها بجودة منتوج عسل الدَّغْمُوسْ والنَّافَعْ والزَّعْتَرْ والْحَبَّةْ السَّوْدَاءْ والطَّلْحْ ، مما بوأ إقليم اليوسفية مكانة خاصة لدى الفرقاء والشركاء والقطاعات المعنية بمنتوج العسل.
وشدد بعضهم في حديثهم للجريدة على أن نجاح ترويج وتسويق العسل مقرون أساسا ببصمة الجودة والسلامة الصحية، وهي عوامل أساسية ضامنة لتألق التعاونيات في هذا المجال سواء داخل أو خارج المغرب.
يشار إلى أن تعاونية الأنوار كانت قد شاركت في معرض إفريقي بعاصمة داكار السينغالية، حيث حصلت على أول جائزة على مستوى هذا المعرض الإفريقي، وحققت حضورا قويا للمنتوج المغربي من عسل النبتات والأعشاب العطرية والشوكية مثل نباتات الزَّعْتَرْ والدَّغْمُوسْ وشجر الَّليْمُونْ.
وبالنسبة لاستهلاك مرضى داء السكري للعسل، نصحت إحدى عضوات تعاونية الأنوار باستعمال عسل الأعشاب الشوكية مثل الدَّغْمُوسْ والطَّلْحْ بدل السكر الأبيض في مشروب الشاي أو القهوة وبنسب قليلة.