قال الخبير في المجال الفلاحي العربي الزكدوني في حوار ضمن برنامج question d’actu على قناة "ميدي 1 تي في" إن تراجع إن فقدان 38 في المائة من القطيع الوطني كان متوقعا مشيرا بأن القطاع الفلاحي عاجزا حاليا عن تلبية احتياجات المواطنين من اللحوم الحمراء، كما أن إنتاج الحليب سيعاني هو الآخر من عجز عن تلبية احتياجات المستهلك.
وأوضح الزكدوني أن وزير الفلاحة تحدث عن تراجع القطيع الوطني بنسبة 38 في المائة مقارنة مع إحصاء الماشية الذي تم عام 2016، علما أن نتائج إحصاء الماشية الذي تم عام 2016 لم تنشر لحد الآن، مضيفا بأن الإحصاء الأخير يتعلق في غالب الظن بالأغنام والماعز رغم صمت الوزارة الوصية علما أن الجمعية الوطنية للأغنام والماعز هي التي أشرفت على تنظيمه، داعيا وزارة الفلاحة الى الكشف عن عدد رؤوس القطيع الوطني حسب كل صنف حتى يتسنى للخبراء تحليل الوضع متسائلا عن سبب اعتماد وزارة الفلاحة على الإحصاء العام للقطيع الذي أجري عام 2016 كمرجع علما أن الإحصائيات المتعلقة بالقطيع تنشر سنويا من طرف وزارة الفلاحة حسب كل صنف، إذ كان من المفترض – بحسب رأيه – مقارنة القطيع الحالي مع الرقم المسجل في السنة التي أطلق فيها مخطط المغرب الأخضر .
وأشار الزكدوني أنه في عام 2020 أي السنة التي انتهى فيها مخطط المغرب الأخضر كان المغرب يمتلك 28 مليون رأس من الأغنام والماعز، واذا قارنا هذا الرقم بالرقم المسجل في الإحصاء الأخير فإن حجم التراجع يصل الى 45 في المائة – بحسب قوله – وحتى ولو بقينا في إطار المقارنة التي أجراها وزير الفلاحة فإننا فقدنا 9.4 مليون رأس من الأغنام والماعز، فلماذا بقينا كل هذه الفترة للحديث اليوم عن تراجع بنسبة 38 في المائة يتساءل الزكدوني، علما ان هناك إحصائيات تقوم بها وزارة الفلاحة سنويا للقطيع، فليس لدينا اليوم إلا 15 مليون اليوم من رؤوس الأغنام والماعز وهو ما يعني وجود خسارة كبيرة للقطيع الوطني .
وعن علاقة الجفاف بهذا التراجع أشار الزكدوني أن الجفاف ليس إلا عاملا من العوامل في بلد يتوفر على نظام زراعي ورعوي، علما أن وضعية الموارد المائية تراجعت بشكل كبير مقارنة بالجفاف الذي عرفه المغرب في الثمانينيات كما أن عدد الساكنة تزايد وتزايدت معها الحاجيات والضغط على الموارد.
وقال الزكدوني إن تراجع القطيع لا يعود الى الأمس أو الى اليوم بل يعود الى سنوات طويل، فمنذ فترة طويلة بدأ النظام الرعوي يعاني من إكراهات ، من خلال الملكية الخاصة للعقارات وتطور المساحات المسقية في إطار مخطط المغرب الأخضر، بالإضافة الى تراجع مساحة الحبوب علما أن هناك علاقة وطيدة بين إنتاج الحبوب وتربية المواشي في المغرب ، في غياب سياسة للتنمية القروية بالموازاة مع التغيرات المناخية.
وأوضح الزكدوني أن القطيع الوطني تزايد خلال مخطط المغرب الأخضر في حين شهدت الموارد الغذائية للقطيع تقلصا ملحوظا، مضيفا بأن مقارنة الوضع الحالي مع فترة الجفاف في الثمانينيات تكشف عن فارق كبير، حيث كان عرض اللحوم متوفر بكثرة بسبب اقدام المربين على التخلص من قطعان الماشية عبر بيعها في الأسواق، مما أدى الى تراجع أثمان اللحوم والمواشي، بينما حاليا هناك ارتفاع مهول لأثمان اللحوم الحمراء وتزايد للطلب بسبب النمو الديمغرافي، علما أن المغرب يعاني من فترة جفاف طويل، مؤكدا بأن المغرب لم يبلور لحد الآن أية سياسات عمومية للحفاظ على القطيع الوطني في مستوى يمكنه من الاستجابة للطلب في ظل توالي سنوات الجفاف .