الخميس 13 مارس 2025
خارج الحدود

كيف تحولت الجزائر إلى جرثومة الجوار الإقليمي؟

كيف تحولت الجزائر إلى جرثومة الجوار الإقليمي؟ ‭ ‬الجزائر‭ ‬ابتلاء‭ ‬كبير‭ ‬تعيشه‭ ‬البلدان‭ ‬المجاورة‭ ‬لها،‭ ‬ولن‭ ‬ينتهي‭‬ ‬إلا‭ ‬بزوال‭ ‬نظام‭ ‬العسكر
نجحت‭ ‬الجزائر،‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬الستينات‭ ‬والسبعينات‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬20‭ ‬في‭ ‬شراء‭ ‬شبكة‭ ‬واسعة‭ ‬من‭ ‬العلاقات،‭ ‬لاسيما‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬عدم‭ ‬الانحياز‭ ‬والمعسكر‭ ‬الاشتراكي،‭ ‬ونزلت‭ ‬بكل‭ ‬ثقل‭ ‬ديبلوماسية‭ ‬الغاز،‭ ‬وأسطورة‭  ‬«المليون‭ ‬شهيد»،‭ ‬والمد‭ ‬التحرري‭ ‬العام،‭ ‬لتصنع‭ ‬«قوتها‭ ‬الضاربة»‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬الجوار‭. ‬غير‭ ‬أن‭ ‬موجة‭ ‬العنف‭ ‬والاضطراب‭ ‬التي‭ ‬اجتاحت‭ ‬البلاد‭ ‬«العشرية‭ ‬السوداء»،‭ ‬بعد‭ ‬إلغاء‭ ‬الانتخابات‭ ‬التشريعية‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1990،‭ ‬ألجمت‭ ‬هذا‭ ‬الطموح‭ ‬العسكري‭ ‬الشديد،‭ ‬مما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬احتقان‭ ‬داخلي‭ ‬سياسي‭ ‬حاد‭ ‬أدخل‭ ‬الديبلوماسية‭ ‬الجزائرية‭ ‬في‭ ‬دوامة‭ ‬من‭ ‬الجمود‭ ‬استمر‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭. ‬إذ‭ ‬شرع‭ ‬النظام‭ ‬في‭ ‬عض‭ ‬ذيله،‭ ‬كما‭ ‬أرغمت‭  ‬العناصر‭ ‬النافذة‭ ‬في‭ ‬المؤسسة‭ ‬العسكرية‭ ‬على‭ ‬الدخول‭ ‬في‭ ‬توافقات‭ ‬اصطناعية‭ ‬على‭ ‬الصيغ‭ ‬المحددة‭ ‬لسياستها‭ ‬الإقليمية‭ ‬لسد‭ ‬الثغرة‭ ‬الحاصلة‭ ‬بينها‭ ‬وبين‭ ‬محيطها،‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬الخيارات‭ ‬المتاحة‭ ‬لها‭ ‬بوصف‭ ‬الجزائر‭ ‬دولة‭ ‬محورية‭ ‬مغاربيا‭ ‬وإقليميا،‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬هي‭ ‬نفسها‭. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬التطورات‭ ‬التي‭ ‬عرفتها‭ ‬المنطقة‭ ‬تقتضي،‭ ‬ليس‭ ‬استعادة‭ ‬المجد‭ ‬الوهمي‭ ‬السابق،‭ ‬بل‭ ‬مراجعة‭ ‬الأوراق‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬الاحترام‭ ‬المتبادل‭ ‬والتعاون‭ ‬المشترك‭ ‬وحسن‭ ‬الجوار،‭ ‬وفي‭ ‬ضوء‭ ‬التحولات‭ ‬الجيو-استراتيجة‭ ‬والجيو-سياسية‭ ‬التى‭ ‬تعرفها‭ ‬العلاقات‭ ‬الدولية،‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬المصالح‭ ‬والتكتلات؛‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬له‭ ‬أي‭ ‬أثر‭ ‬في‭ ‬قاموس‭ ‬النظام‭ ‬الجزائري‭ ‬الذي‭ ‬بنى‭ ‬سياساته‭ ‬الخارجية‭ ‬على‭ ‬التنازع‭ ‬والتآمر‭ ‬واختلاق‭ ‬الأزمات‭ ‬وتشبيك‭ ‬الصراعات‭ ‬والابتزاز‭ ‬ومحاولة‭ ‬تركيع‭ ‬الجيران‭.‬
 
لم‭ ‬يخرج‭ ‬العسكر‭ ‬الجزائري،‭ ‬حتى‭ ‬اللحظة‭ ‬الراهنة،‭ ‬عن‭ ‬المحددات‭ ‬المركزية‭ ‬لسياسته‭ ‬الإقليمية‭ ‬المبنية‭ ‬على‭ ‬الصراع،‭ ‬وعلى‭ ‬«وضع‭ ‬العصا‭ ‬في‭ ‬العجلة»،‭ ‬وعلى‭ ‬التسلح‭ ‬المفرط‭ ‬وممارسة‭ ‬الضعط‭ ‬واستعراض‭ ‬القوة،‭ ‬مما‭ ‬انعكس‭ ‬تلقائيا‭ ‬على‭ ‬محيطها‭ ‬الإقليمي‭ . ‬ومن‭ ‬علامات‭ ‬ذلك:
 
أولا‭ : ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬يحاول‭ ‬المغرب‭ ‬تجاوز‭ ‬الجوار‭ ‬الصعب‭ ‬بيعديه‭ ‬الجيوسياسي‭ ‬والجيوستراتيجي،‭ ‬وتطبيع‭ ‬العلاقات‭ ‬الثنائية‭ ‬بينه‭ ‬وبين‭ ‬جيرانه‭ ‬«سياسة‭ ‬اليد‭ ‬الممدودة»؛‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬نجح‭ ‬فيه‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬بعيد‭ ‬مع‭ ‬إسبانيا‭ ‬وموريتانيا،‭ ‬اختار‭ ‬النظام‭ ‬الجزائري‭ ‬الإقامة‭ ‬الدائمة‭  ‬في‭ ‬التنازع‭ ‬الإقليمي،‭ ‬وعدم‭ ‬تجاوز‭ ‬حالة‭ ‬الـ‭ ‬«اللاحرب‭ ‬واللاسلم»،‭ ‬بل‭ ‬الإمعان‭ ‬في‭ ‬عدم‭ ‬حلحلة‭ ‬مشكلة‭ ‬الحدود‭ ‬بين‭ ‬الجزائر‭ ‬والمغرب،‭ ‬والإصرار‭ ‬على‭  ‬مبدأ‭ ‬الحدود‭ ‬الموروثة‭ ‬عن‭ ‬المستعمر‭. ‬
 
ثانيا‭ :‬‭ ‬للتمكن‭ ‬من‭ ‬عزل‭ ‬المغرب‭ ‬عن‭ ‬سياقه‭ ‬الإقليمي،‭ ‬حاول‭ ‬العسكر‭ ‬الجزائري‭ ‬ابتزاز‭ ‬موريتانيا‭ ‬في‭ ‬أمنها‭ ‬واستقرارها،‭ ‬إذ‭ ‬تثبت‭ ‬كل‭ ‬الشهادات‭ ‬والأدلة‭ ‬أن‭ ‬نظام‭ ‬الهواري‭ ‬بومدين‭ ‬سلط‭ ‬مقاتلي‭ ‬البوليساريو‭ ‬لمهاجمة‭ ‬القصر‭ ‬الرئاسي‭ ‬بنواكشوط‭ ‬في‭ ‬8‭ ‬يونيو‭ ‬1976،‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬نقل‭ ‬الحرب‭ ‬إلى‭ ‬عمق‭ ‬الأراضي‭ ‬الموريتانية‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬1977،‭ ‬حيث‭ ‬استولى‭ ‬السلحون‭ ‬المدعومون‭ ‬من‭ ‬الجيش‭ ‬الجزائري‭ ‬على‭ ‬عدة‭ ‬مواقع‭ ‬في‭ ‬الشمال‭ ‬الموريتاني‭ ‬في‭ ‬الحنك،‭ ‬كلمسربيين‭ ‬والشاكات،‭ ‬كما‭ ‬تم‭ ‬الهجوم‭ ‬على‭ ‬الزويرات‭ ‬وتيشيت،‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬استمر‭ ‬حتى‭ ‬عام‭ ‬1978،‭ ‬إذ‭ ‬هاجم‭ ‬المقاتلون‭ ‬الموالون‭ ‬لقصر‭ ‬المرادية‭ ‬العاصمة‭ ‬نواكشوط‭ ‬مرة‭ ‬ثانية،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬المناطق‭ ‬التالية:‭ ‬«وادان،‭ ‬شنكيطي،‭ ‬اطار،‭ ‬تيجكجا،‭ ‬أجريف‭ ‬محمد‭ ‬فاظل،‭ ‬باسكنو،‭ ‬النعمة،‭ ‬بوجرطالة،‭ ‬الزويرات،‭ ‬بئر‭ ‬ام‭ ‬اكرين،‭ ‬عين‭ ‬بتنيلي،‭ ‬الخ»‭. ‬وكان‭ ‬العسكر‭ ‬الجزائري،‭ ‬عبر‭ ‬ابتزاز‭ ‬موريتانيا،‭ ‬يهيئ‭ ‬لفرض‭ ‬الأمر‭ ‬الواقع‭ ‬وتوطين‭ ‬البوليساريو‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬وادي‭ ‬الذهب‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬نهائي،‭  ‬لكن‭ ‬يقظة‭ ‬الملك‭ ‬الراحل‭ ‬الحسن‭ ‬الثاني‭ ‬حالت‭ ‬دون‭ ‬تنفيذ‭ ‬المؤامرة‭ ‬الجزائرية‭ ‬التي‭ ‬أرغمت‭ ‬موريتانيا‭ ‬على‭ ‬توقيعها،‭ ‬خاصة‭ ‬بعد‭ ‬بناء‭ ‬الجدار‭ ‬الأمني،‭ ‬مما‭ ‬أدى‭ ‬بموريتانيا‭ ‬إلى‭ ‬البقاء‭ ‬على‭ ‬الحياد‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬النزاع‭. ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬تستسغه‭ ‬الجزائر‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬الآن،‭ ‬وتعمل‭ ‬بكل‭ ‬جهدها‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إلحاق‭ ‬موريتانيا‭ ‬بسياستها‭ ‬التآمرية‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الإقليمي،‭ ‬تارة‭ ‬بالجزرة،‭ ‬وتارة‭ ‬بالعصا‭.  ‬وليس‭ ‬أدل‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬التحرشات‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬بها‭ ‬الجزائر‭ ‬بين‭ ‬الفينة‭ ‬والأخرى‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬المناطق‭ ‬القريبة‭ ‬من‭ ‬الحدود‭ ‬الموريتانية،‭ ‬بموازاة‭ ‬مع‭ ‬فتح‭ ‬«الخزائن»‭ ‬أمام‭ ‬الموريتانيين‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إبرام‭ ‬اتفاقيات‭  ‬لا‭ ‬تختلف‭ ‬كثيرا‭ ‬عن‭ ‬«حرث‭ ‬المياه»!‭ ‬
 
ثالثا‭ :‬‭ ‬استغلت‭ ‬الجزائر‭ ‬الفوضى‭ ‬العارمة‭ ‬التي‭ ‬تعيشها‭ ‬ليبيا‭ ‬لتفعيل‭ ‬اتفاقيات‭ ‬التعاون‭ ‬الأمني‭ ‬مع‭ ‬طرابلس،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬تركيا‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأميركية‭ ‬وبريطانيا‭ ‬وإيطاليا،‭  ‬ليس‭ ‬لأنها‭ ‬تتقاسم‭ ‬مع‭ ‬ليبيا‭ ‬حدودا‭ ‬برية‭ ‬طويلة‭ ‬تقارب‭ ‬الألف‭ ‬كيلومتر‭ ‬(982‭ ‬كلم)،‭ ‬بل‭ ‬أساسا‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬استعراض‭ ‬القوة‭ ‬العسكرية‭ ‬بوصفها‭ ‬لاعبا‭ ‬إقليميا‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬القفز‭ ‬عليه،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬تعزيز‭ ‬النفوذ‭ ‬في‭ ‬الداخل‭ ‬الليبي،‭ ‬والظهور‭ ‬بمظهر‭ ‬الدولة‭ ‬الحيوية‭ ‬التي‭ ‬تعمل‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬القوى‭ ‬الدولية‭ ‬العظمى‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬دعم‭ ‬الاستقرار‭ ‬السياسي‭ ‬في‭ ‬المحيط‭ ‬الإقليمي،‭ ‬واستثمار‭  ‬هذا‭ ‬الوضع‭ ‬الإقليمي‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬للعودة‭ ‬إلى‭ ‬الساحة‭ ‬الإقليمية‭ ‬لتصير‭ ‬فاعلا‭  ‬إقليميا‭ ‬أساسيا‭. ‬غير‭ ‬أن‭ ‬الجزائر‭ ‬تنسى‭ ‬أن‭ ‬ليبيا،‭ ‬الآن،‭ ‬دولة‭ ‬ضعيفة‭ ‬مهددة‭ ‬بالانقسام،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬سيطرة‭ ‬عسكرية‭ ‬متغيرة‭ ‬ومتنوعة‭ ‬الولاءات،‭ ‬وفي‭ ‬ظل‭ ‬صراع‭ ‬الجبابرة‭ ‬بين‭ ‬حفتر‭ ‬ومجلس‭ ‬النواب‭ ‬من‭ ‬جهة،‭ ‬وبين‭ ‬حكومة‭ ‬عبد‭ ‬الحميد‭ ‬الدبيبة،‭ ‬وفي‭ ‬ظل‭ ‬تحول‭ ‬ليبيا‭ ‬إلى‭ ‬ساحة‭ ‬للصراعات‭ ‬الدولية،‭ ‬بل‭ ‬إلى‭ ‬ساحة‭ ‬للتنافس‭ ‬الروسي‭ ‬الغربي‭.‬
 
رابعا‭:‬‭  ‬ لم‭ ‬يجانب‭ ‬الخبير‭ ‬الجزائري،‭ ‬الهواري‭ ‬تيغرسي،‭ ‬الصواب‭ ‬حين‭ ‬أكد،‭ ‬في‭ ‬تصريح‭ ‬لقناة‭ ‬«سكاي‭ ‬نيوز‭ ‬عربية»،‭ ‬أن‭ ‬«تونس‭ ‬ولاية‭ ‬جزائرية‭ ‬مهمة‭ ‬جدا»‭. ‬وهذا‭ ‬التصريح‭ ‬يكشف‭ ‬بالملموس‭ ‬كيف‭ ‬فرط‭ ‬الرئيس‭ ‬التونسي‭ ‬الحالي‭ ‬قيس‭ ‬سعيد‭ ‬في‭ ‬السيادة‭ ‬الوطنية‭ ‬لبلاده‭ ‬بسبب‭ ‬عجزه‭ ‬عن‭ ‬مواجهة‭ ‬الصعوبات‭ ‬الاقتصادية‭  ‬التي‭ ‬تورطت‭ ‬فيها‭ ‬بلاده،‭ ‬مما‭ ‬يفسر‭ ‬أن‭ ‬تونس‭ ‬ارتمت‭ ‬في‭ ‬أحضان‭ ‬الجزائر‭ ‬بحثا‭  ‬عن‭ ‬تسهيلات‭ ‬لسداد‭ ‬المستحقات‭ ‬المتأخرة‭ ‬للغاز‭ ‬والمحروقات‭ ‬الجزائرية،‭ ‬علما‭ ‬أن‭ ‬تونس‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬حكم‭ ‬الرئيسين‭ ‬السابقين‭ ‬الحبيب‭ ‬بورقيبة‭ ‬وزين‭ ‬العابدين‭ ‬بن‭ ‬علي‭ ‬أقرب‭ ‬سياسيا‭ ‬إلى‭ ‬المغرب‭ ‬منها‭ ‬إلى‭ ‬الجزائر‭. ‬وقد‭ ‬تحولت‭ ‬تونس‭ ‬الآن،‭ ‬مع‭ ‬اشتداد‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬الدعم‭ ‬المالي‭ ‬والاقتصادي‭ ‬والعسكري‭ ‬الجزائري،‭ ‬إلى‭ ‬مجرد‭ ‬ملحقة‭ ‬إدارية‭ ‬للجزائر،‭ ‬تأتمر‭ ‬بإملاءاتها‭ ‬وتتبنى‭ ‬مواقفها‭ ‬وتمتثل‭ ‬لمخططاتها‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬«الثابت‭ ‬التونسي»‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭ ‬المغاربية‭. ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬الوقوف‭ ‬عليه‭ ‬حين‭ ‬أرغم‭ ‬خادم‭ ‬قصر‭ ‬المرادية‭ ‬على‭ ‬استقبال‭ ‬زعيم‭ ‬الانفصاليين‭ ‬استقبال‭ ‬زعماء‭ ‬الدول‭ ‬بمناسبة‭ ‬القمة‭ ‬اليابانية‭ ‬الإفريقية‭ ‬«تيكاد»‭ ‬في‭ ‬غشت‭ ‬2022،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬قاد‭ ‬الرباط‭ ‬إلى‭ ‬إعلان‭ ‬عدم‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬القمة‭ ‬واستدعاء‭ ‬سفير‭ ‬المغرب‭ ‬بتونس‭. ‬وكان‭ ‬الموقف‭ ‬المغربي‭ ‬واضحا‭ ‬حين‭ ‬اعتبر‭ ‬بأن‭ ‬قراره‭ ‬يأتي‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬«ضاعفت‭ ‬تونس‭ ‬مؤخرا‭ ‬من‭ ‬المواقف‭ ‬والتصرفات‭ ‬السلبية‭ ‬تجاه‭ ‬المملكة‭ ‬المغربية‭ ‬ومصالحها‭ ‬العليا»‭.‬
 
خامسا‭:‬‭  ‬ انتفضت‭ ‬الحكومة‭ ‬المالية‭ ‬قبل‭ ‬أسبوع‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬حكام‭ ‬الجزائر،‭ ‬إذ‭ ‬أصدرت‭ ‬الأسبوع‭ ‬الماضي‭ ‬(1‭ ‬يناير‭ ‬2025)‭ ‬بيانا‭ ‬شديد‭ ‬الللهجة،‭ ‬يؤكد‭ ‬وصول‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬إلى‭ ‬مستوى‭ ‬من‭ ‬التصعيد‭ ‬الديبلوماسي‭ ‬الخطير،‭ ‬وذلك‭ ‬على‭ ‬إثر‭ ‬الاتهامات‭ ‬التي‭ ‬كالتها‭ ‬باماكو‭ ‬لجارتها،‭ ‬واستهلتها‭ ‬بـ‭ ‬«دعم‭ ‬الجماعات‭ ‬الإرهابية،‭ ‬والتدخل‭ ‬في‭ ‬الشؤون‭ ‬الداخلية»‭. ‬كما‭ ‬دعتها‭ ‬إلى‭ ‬«توجيه‭ ‬جهودها‭ ‬نحو‭ ‬معالجة‭ ‬أزماتها‭ ‬وتناقضاتها‭ ‬الداخلية،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬قضية‭ ‬القبائل‭ ‬والكف‭ ‬عن‭ ‬جعل‭ ‬مالي‭ ‬رافعة‭ ‬لتموضعها‭ ‬الدولي»‭.‬
 
وكان‭  ‬المجلس‭ ‬العسكري‭ ‬في‭ ‬مالي‭ ‬قد‭  ‬أعلن‭ ‬قبل‭ ‬عام‭ ‬(يناير‭ ‬2024) إنهاء‭ ‬الاتفاق‭ ‬الذي‭ ‬أشرفت‭ ‬عليه‭ ‬الجزائر‭ ‬«سلم‭ ‬ومصالحة»‭ ‬سنة‭ ‬2015،‭ ‬بسبب‭ ‬ما‭ ‬أسماه‭ ‬الماليون‭ ‬«التغير‭ ‬في‭ ‬مواقف‭ ‬بعض‭ ‬الجماعات‭ ‬الموقعة‭ ‬والأعمال‭ ‬العدائية‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬الجزائر»‭.‬
 
ويرى‭ ‬المراقبون‭ ‬أن‭ ‬مالي‭ ‬ضاقت‭ ‬ذرعا‭ ‬بالنهج‭ ‬الأبوي‭ ‬الذي‭ ‬تمارسه‭ ‬الجزائر‭ ‬في‭ ‬حقها،‭ ‬مما‭ ‬قد‭ ‬يوهم‭ ‬بأنها‭ ‬دولة‭ ‬تابعة‭ ‬لحكم‭ ‬شنقريحة،‭ ‬والحال‭ ‬أن‭ ‬الجزائر‭ ‬تثبت‭ ‬يوما‭ ‬بعد‭ ‬يوم‭ ‬أنها‭ ‬من‭ ‬الداعمين‭ ‬الأساسيين‭ ‬للحركات‭ ‬الانفصالية‭ ‬في‭ ‬جوارها‭ ‬الإقليمي،‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬دعم‭ ‬الانفصال‭ ‬بات‭ ‬عقيدة‭ ‬استراتيجية‭ ‬وماركة‭ ‬مسجلة‭ ‬للنظام‭ ‬الجزائري‭.‬
 
سادسا‭:‬‭ ‬ موازلة‭ ‬مع‭ ‬الإمعان‭ ‬في‭ ‬محاولة‭ ‬فرض‭ ‬الوصاية‭ ‬على‭ ‬مالي،‭ ‬تمادت‭ ‬الجزائر‭ ‬في‭ ‬استصغار‭ ‬دول‭ ‬الساحل‭ ‬(مالي‭ ‬والنيجر‭ ‬وبوركينا‭ ‬فاسو)‭ ‬أفضى‭ ‬إلى‭  ‬رد‭  ‬قوي‭ ‬من‭ ‬المجالس‭ ‬العسكرية‭ ‬للدول‭ ‬الثلاث،‭ ‬وذلك‭ ‬بإنشاء‭ ‬تحالف‭ ‬دول‭ ‬الساحل ‬AES‭ ‬ ، للدفاع‭ ‬الجماعي‭ ‬والمساعدة‭ ‬المتبادلة،‭ ‬ضد‭ ‬أي‭ ‬تهديد‭ ‬أمني‭ ‬سواء‭ ‬أجنبي‭ ‬أو‭ ‬الجماعات‭ ‬الجهادية‭ ‬الإرهابية،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬التوقيع‭ ‬على‭ ‬ميثاق‭ ‬«ليبتاكو-غورما» (Liptako-Gourma)،‭ ‬في‭ ‬16‭ ‬شتنبر‭ ‬2023،‭ ‬كإطار‭ ‬عسكري‭ ‬موحد‭ ‬تتعهد‭ ‬فيه‭ ‬الدول‭ ‬الثلاث‭ ‬بمساعدة‭ ‬بعضها‭ ‬البعض‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬وقوع‭ ‬هجوم‭ ‬على‭ ‬سيادة‭ ‬وسلامة‭ ‬أراضيها،‭ ‬عبر‭ ‬بتجميع‭ ‬أنظمة‭ ‬الدفاع‭ ‬والتحرك‭ ‬المشترك‭. ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أعاد‭ ‬الجزائر‭ ‬إلى‭ ‬حجمها‭ ‬الطبيعي،‭ ‬ومحاولة‭ ‬استعمال‭ ‬ورقة‭ ‬التعاون‭ ‬الاقتصادي‭ ‬لاستمالة‭ ‬هذه‭ ‬الدول،‭ ‬وخاصة‭  ‬النيجر‭ ‬وبوركينافاسو‭.‬
 
سابعا‭:‬‭ ‬ رغم‭ ‬تهافت‭ ‬الجزائر‭  ‬على‭ ‬محاولة‭ ‬لعب‭ ‬دور‭ ‬الوساطة‭ ‬لإيجاد‭ ‬خل‭ ‬للأزمة‭ ‬السياسية‭ ‬التي‭ ‬اندلعت‭ ‬في‭ ‬النيجر،‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬لا‭ ‬تتمتع‭ ‬بأي‭ ‬ثقل‭ ‬سياسي،‭ ‬ولا‭ ‬بأي‭ ‬عنصر‭ ‬من‭ ‬عناصر‭ ‬الثقة‭ ‬والمصداقية‭. ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬أكده‭ ‬وزير‭ ‬خارجية‭ ‬النيجر‭  ‬حين‭ ‬أعلن‭ ‬بوضوح‭ ‬أن‭ ‬«الجزائر‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬يوما‭ ‬ما‭ ‬معنية‭ ‬بالشأن‭ ‬النيجري،‭ ‬ولا‭ ‬تربطها‭ ‬أية‭ ‬اتفاقية‭ ‬معها،‭ ‬وأن‭ ‬المبادرة‭ ‬الجزائرية‭ ‬غير‭ ‬مهمة‭ ‬إطلاقا»‭. ‬وعولت‭ ‬الجزائر‭ ‬كثيرا‭ ‬على‭ ‬«مسح‭ ‬ديون‭ ‬النيجر‭ ‬وتقديم‭ ‬بعض‭ ‬المساعدات»‭ ‬كنوع‭ ‬من‭ ‬الرشوة‭ ‬لصنع‭ ‬ثقلها‭ ‬السياسي‭. ‬غير‭ ‬أن‭ ‬مبادرتها‭ ‬باءت‭ ‬بالفشل‭ ‬بسبب‭ ‬إدراك‭ ‬القرار‭ ‬النيجري‭ ‬لكونها‭ ‬مجرد‭ ‬مناورة‭ ‬لتحييد‭ ‬التدخل‭ ‬الدولي‭ ‬وبسط‭ ‬الهيمنة‭ ‬على‭ ‬دولة‭ ‬تنشد‭ ‬الانعتاق‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬وصاية‭.‬
 
ثامنا‭:‬‭ ‬ عملت‭ ‬الجزائر،‭ ‬أمام‭ ‬فشلها‭ ‬الذريع‭ ‬في‭ ‬احتواء‭ ‬جوارها‭ ‬الإقليمي،‭ ‬على‭ ‬إقفال‭ ‬حسابات‭ ‬القروض‭ ‬الممنوحة‭ ‬لحكومات‭  ‬مالي‭ ‬والنيجر‭ ‬وبوركينا‭ ‬فاسو‭ ‬وتشاد‭ ‬وغينيا‭ ‬بيساو‭ ‬والبينين‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬موريتانيا،‭ ‬وذلك‭ ‬عقابا‭ ‬لهذه‭ ‬الدول‭ ‬على‭  ‬انضمامها‭ ‬إلى‭ ‬المبادرة‭ ‬الأطلسية‭ ‬التي‭ ‬أطلقها‭  ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس‭ ‬في‭ ‬نونبر‭ ‬2024‭. ‬حيث‭ ‬نصت‭ ‬المادة‭ ‬108‭ ‬من‭ ‬قانون‭ ‬المالية‭ ‬الجزائري،‭ ‬على‭ ‬إقفال‭ ‬حسابات‭ ‬القروض‭ ‬الممنوحة‭ ‬لهذه‭ ‬الدول،‭ ‬مع‭ ‬تحويل‭ ‬أرصدتها‭ ‬لخزينة‭ ‬الدولة،‭ ‬وفي‭ ‬مقدمة‭ ‬تلك‭ ‬الدول‭ ‬موريتانيا،‭ ‬المنتمية‭ ‬لمجموعة‭ ‬دول‭ ‬الساحل‭.‬
 
تاسعا‭:‬‭ ‬ حاولت‭ ‬الجزائر،‭ ‬منذ‭ ‬انتخاب‭ ‬عبد‭ ‬الفتاح‭ ‬السيسي‭ ‬رئيسا‭ ‬لمصر،‭ ‬جر‭ ‬القاهرة‭ ‬إلى‭ ‬صفها‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬المغرب،‭ ‬كما‭ ‬حاولت‭ ‬استغلال‭ ‬الأزمة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬التي‭ ‬عاشتها‭ ‬مصر‭ ‬بعد‭ ‬الانقلاب‭ ‬على‭ ‬الرئيس‭ ‬«الإخواني»‭ ‬محمد‭ ‬مرسي،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تأليب‭ ‬النظام‭ ‬المصري‭ ‬على‭ ‬المغرب،‭ ‬باستعمال‭ ‬ورقة‭ ‬«الغاز»‭ ‬حينا‭ ‬كرشوة‭ ‬تمهد‭ ‬الطريق‭ ‬للاعتراف‭ ‬بالبوليساريو،‭ ‬وأحيانا‭ ‬أخرى‭ ‬بقدح‭ ‬الشرار‭ ‬في‭ ‬نسيج‭ ‬العلاقات‭ ‬المغربية‭ ‬-‭ ‬المصرية،‭ ‬ولعل‭ ‬آخرها‭ ‬«تسريب»‭ ‬وثيقة‭ ‬مزورة‭ ‬في‭ ‬الأسابيع‭ ‬الماضية‭ ‬تدعي‭ ‬تورط‭ ‬المخابرات‭ ‬المغربية‭ ‬في‭ ‬المس‭ ‬باستقرار‭  ‬مصر،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬تحريك‭ ‬النعرات‭ ‬بتسخير‭ ‬الإعلام‭ ‬المأجور،‭ ‬ثقافيا‭ ‬واجتماعيا‭ ‬ورياضيا‭. ‬غير‭ ‬أن‭ ‬«سوء‭ ‬الفهم»‭ ‬سرعان‭ ‬ما‭ ‬تلاشى‭ ‬عقب‭ ‬رسالة‭ ‬تلقاها‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس‭ ‬في‭ ‬يناير‭ ‬2015‭ ‬من‭ ‬الرئيس‭ ‬المصري‭ ‬عبد‭ ‬الفتاح‭ ‬السيسي‭. ‬إذ‭ ‬جرى‭ ‬الاتفاق‭ ‬حينها‭ ‬حول‭ ‬أهمية‭ ‬«عدم‭ ‬السماح‭ ‬لأي‭ ‬طرف‭ ‬بأن‭ ‬يوقع‭ ‬بين‭ ‬البلدين،‭ ‬للنيل‭ ‬من‭ ‬العلاقات‭ ‬المتميزة‭ ‬التي‭ ‬تجمع‭ ‬بينهما»‭. ‬
 
عاشرا‭ :‬‭ ‬من‭ ‬علامات‭ ‬انسداد‭ ‬العقل‭ ‬السياسي‭ ‬في‭ ‬الجزائر‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يتعلم‭ ‬من‭ ‬أخطائه،‭ ‬والدليل‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬أنه‭ ‬رغم‭ ‬فشله‭ ‬في‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ملف‭ ‬في‭ ‬جواره‭ ‬الإقليمي،‭ ‬وعلى‭ ‬نحو‭ ‬لافت‭ ‬للانتباه‭ ‬ومثير‭ ‬للشفقة،‭ ‬ما‭ ‬زال‭ ‬مصرا‭ ‬على‭ ‬الركوب‭ ‬على‭ ‬«النيف»‭ ‬واستعمال‭ ‬التهديد‭ ‬وقلب‭ ‬الطاولة‭ ‬والصراخ‭ ‬والتباكي‭ ‬وإذكاء‭ ‬النيران‭. ‬ويكفي‭ ‬أن‭ ‬نذكر‭ ‬بما‭ ‬قام‭ ‬به‭ ‬الكابرانات‭ ‬حيال‭ ‬اعتراف‭ ‬فرنسا‭ ‬وإسبانيا‭ ‬بمغربية‭ ‬الصحراء،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬الدخول‭ ‬في‭ ‬أزمات‭ ‬صامتة‭ ‬مع‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الدول،‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬سويسرا‭ ‬والإمارات،‭ ‬مما‭ ‬يؤكد‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬يستحق‭ ‬الإقامة‭ ‬الجبرية‭ ‬في‭ ‬«معزل‭ ‬طبي»‭ ‬حتى‭ ‬يشفى‭ ‬زعماؤه‭ ‬من‭ ‬مركب‭ ‬«تعظيم‭ ‬الذات»،‭ ‬ومن‭ ‬وهم‭ ‬«السلطة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تقهر»‭.‬
 
لا‭ ‬يمكن‭ ‬تفسير‭ ‬ضعف‭ ‬الأداء‭ ‬الديباوماسي‭ ‬للجزائر‭ ‬في‭ ‬محيطها‭ ‬الإقليمي‭ ‬إلا‭ ‬بانكفائها‭ ‬على‭ ‬هدف‭ ‬محاصرة‭ ‬المغرب‭ ‬وإضعاف‭ ‬نفوذه‭ ‬الإقليمي‭ ‬المتواصل،‭ ‬بدل‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬إيجاد‭ ‬حلول‭ ‬لمشاكلها‭ ‬الداخلية؛‭ ‬ومحاولة‭ ‬مواجهة‭ ‬المخاطر‭ ‬التي‭ ‬تهدد‭ ‬أمنها‭ ‬الوطني،‭ ‬بالاعتماد‭ ‬على‭ ‬جوار‭ ‬إقليمي‭ ‬متماسك‭ ‬ومتعاون‭ ‬وآمن،‭ ‬بدل‭ ‬بناء‭ ‬الحواجز‭ ‬الحدودية‭ ‬«سياجات‭ ‬وخنادق»‭ ‬وتحويلها‭ ‬إلى‭ ‬مناطق‭ ‬عسكرية،‭ ‬وإقفال‭ ‬الحدود‭ ‬وغلق‭ ‬المجالات‭ ‬الجوية‭ ‬وفرض‭ ‬التأشيرة‭ ‬والتدخل‭ ‬في‭ ‬الشؤون‭ ‬السيادية‭ ‬للبلدان،‭ ‬ودعم‭ ‬الانفصاليين‭ ‬والمجموعات‭ ‬المسلحة،‭ ‬والابتزاز‭ ‬والعرقلة،‭ ‬والسباق‭ ‬المحموم‭ ‬نحو‭ ‬تهديد‭ ‬الوحدة‭ ‬الترابية‭ ‬للجيران،‭ ‬واختراق‭ ‬الحكومات‭ ‬والتحكم‭ ‬في‭ ‬قراراتها‭. ‬
 
والخلاصة‭ ‬أن‭ ‬الجزائر‭ ‬ابتلاء‭ ‬كبير‭ ‬تعيشه‭ ‬البلدان‭ ‬المجاورة‭ ‬لها،‭ ‬ولن‭ ‬ينتهي‭ ‬هذا‭ ‬البلاء‭ ‬إلا‭ ‬بزوال‭ ‬نظام‭ ‬العسكر‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬حد‭ ‬لتهوره،‭ ‬ولا‭ ‬سقف‭ ‬لطموحه‭ ‬التوسعي‭ ‬الأحمق!
تفاصيل أوفى تجدونها في العدد الجديد من أسبوعية " الوطن الآن"