الأربعاء 15 يناير 2025
كتاب الرأي

خالد أخازي: بردا وسلاما سي برادة.. لا تترك كرة الثلج تكبر... فقد أهلكت سابقك...؟

خالد أخازي: بردا وسلاما سي برادة.. لا تترك كرة الثلج تكبر... فقد أهلكت سابقك...؟ خالد أخازي
يتعقد ملف التعليم سنة عن سنة...
ككرة ثلج تكبر وهي تنحدر نحو هاوية " السكتة التعليمية"...
يتعقد ملفةالتعليم لأن الأسئلة الكبرى والحاسمة والمرتبطة بالتربية والمشروع المجتمعي تظل مغيبة... لأن التعليم ليس مجرد مقاربة بيداغوجية مستورة... وفريق متحمس لتنزيلها عدةً ومراجع ومرجعيات...
الأسئلة المرتبطة بالتعليم والتربية عامة، هي منتهى الإحراج حين يكون أكبر طموحنا... أطفال يقرؤون ويحسبون...
ليكون هذا الطموح منهجيا لعنة على العقول النيرة... وعلى روح التميز والتفرد..
لمَ لا تستثمر في العبقرية مع ضمان الحق في التعلمات الأساس للكل...؟
من يخاف... من أن يزاحمه أبناء وبنات الشعب على الحق في العبقرية والتميز...؟
من يخطط لملامح مواقع ريادية قيادية منذ الآن...؟
من يريد إخراج المدرسة العمومية من حيل القيادات الممكنة...؟
هذه هي طارل اللعينة...
تبدو فاتنة وهي تمنح الفرح والمتعة بالتعلم... وهي سم خفي لروح الإبداع...
لأن سؤال التعليم وفق المستوى الحقيقي. .. مزيف ومدلس...
فسؤال أي مستوى حقيقي على الطفل أن يدركه وفق سنه ومنهاج التدريس...؟
المستوى الحقيقي المنشود لا الملاحظ
لأن سؤال المستوى الحقيقي يخفي الإعجاب والعلل ويعوم سؤال المحاسبة وتشخيص الأسباب... ويغيب الفاعل التربوي مفتشا كان أم مدرسا أو مختصا من ممارسة حق السؤال حول الخلل وتصور حلول بيداغوجية تشاورية واسع التبني...
تذكروا... سنغلق قوس " طارل" قريبا"... لأن المستورد فاتن الطلعة لكنه بخذلك في متصف الطريق...
مر الكثيرون على القطاع... لكل رؤية وظاهرة صوتية وصخب وصحب..
وكل يأتي بتصور من البيداغوجي إلى تدبير الموارد البشرية... حسب فتاوى المحيط المهني أو البيروقراطي...
في التربية والتعليم لا تنفع الفتاوى... صدقني يا مهندس الجسور... ولا المشاورات المزيفة... ولا المنتديات ولا التظاهرات....
ولا حتى لغة ترقيم المشاريع... ولغة التنزيل والدعامة...
كلٌ مجرد هراء تقني مهووس بأرقام ترضي المركز لا الضمير...
ترضي المؤشرات لا الانتظارات...
إننا نعيش تخمة المعدلات العالية في الباكلوريا...
وتخمة النسب العالية...
جيد... قسها على مخرجات المعاهد العليا والجامعات ومؤسسات التكوين...
قس أثرها على ترتيب الجامعات المغربية...
قس أثرها على المدى المتوسط على سوق الشغل...
قسها وأنت تقلب مؤشرات التنمية والشغل والابتكار....
منذ خرجت للوجود لغة الحكامة... والثلاثي المفاهيمي" موارد مالية... موارد بشرية... موارد مالية..." صرنا موارد بشرية ومالية ومادية في الوقت نفسه... عفوا أنا أمزح..
شخصيا أكره هذا للتعبير... الموارد البشرية..
يا ليتها كانت ناعمة فقالت " الإنسانية "..
فالبشري مفهوم بيولوجي..
والإنساني مفهوم مجتمعي... نفسي..تاريخي... حضاري... عقلاني...
أكره تعبير" الموارد البشرية".... لأنه يحول الإنسان الفاعل والمبدع إلى مورد في مثلث القهر المقاولاتي... لأنه يحتمل العضلات... الكائن الذي يعرق ولا يفكر...
هذا الثالوث اللعين...منذ خرج غدا مجدا لغويا لكثير من المتحذلقين" غير سامعين. .
المتحذلقين الذين يحشون كل مداخلة ب:
الهدر. التشخيصي. المقاربة التشاركية. الحكامة. القيادة.... وزد ما شئت من لغة... خشبية باردة..
موارد بشرية...
موارد مالية
موارد مادية...
قد يبدو المصطلح براقا جميلا...
لكن دلالته قاسية على فلسفة مركزية الإنسان في الفعل الحضاري...
إنه الثلث الذي تسرب إلى ثقافتنا فطبعنا معه عبر سلطة التكرار والتوظيف المكتف والدمج المفاهيمي الناعم....
هل نحن موارد بشرية... في معادلة طرفاها موارد مالية ومادية...؟
هل نحن الثلث أم نحن الفاعل الخارج من هذه القسمة لكن المستثمر لها بوعي ومهنية...؟
الموراد البشرية... أبشع مصطلح شيَّأَ الفعل الإنساني وجعل الإنسان ضمن قوائم ولوائح الأشياء والموارد المادية والمالية...
دعونا من هذا الحديث...
فلقد أدمنا حد الثمالة هذا النسق المفاهيمي النيوليبرالي... الذي كل شيء عنده مدخلات ومخرجات... ومشاريع تفتن بالمصطلحات: من التقييم بالمؤشرات إلى بيداغوجيا طارل التي تفترض في أبناء المدرسة العمومية سقفا تعليميا محدودا...
لنعد للتعليم...
تذكروا كل المشاريع..
منذ صيحة الميثاق الوطني للتربية والتكوين...
مرورا بالمخطط الاستعجالي... الذي عجل بابتلاع الملايير وفجر فضائح لم تفك شفراتها كاملة لحد الساعة...
على الأقل الميثاق الوطني للتربية والتكوين... كان نتاج إرادة جماعية... حزبية ومدنية...
عيبه أن أتى قبل زمنه...
اليوم... صدقوني... الميثاق له راهنيته...
قلت مرورا بالمحطة العجائبي...
ثم... خارطة الطريق...
أي خارطة تعنون ونحن مختلفون حول الطريق.. ؟
لقد وضعنا خارطة لطريق تربوية لم تنجز بعد...؟
تذكروا... كم من منهجية ومقاربة غيرنا...
من الأهداف إلى الكفايات...
من الدامجة إلى صخب الوضعيات
من الفارقية إلى الفقيرة" طارل"...
صدقوني سنستمر في التجريب...
ولن يتوقف نزيف الميزانيات الكبرى حول مشاريع لا تملك الأجوبة الجوهرية عن سؤال" أي تعليم نريد... ولأي مجتمع...؟"
تم بعدها... يأتي المنهاج ليجيب عن قيم المجتمع وانتظاراته وتأتي المقاربة المنهجية في تعددها وانسجامها مع طموح التميز والتفرد لا التنميط وفق مستوى قريب من محو الأمية... تأتي... من الداخل التربوي... الواعي بالرهانات والمعيقات والإمكانيات وسقف الفرص الممكنة والمتاحة والموقعة والنمائية...
لهذا عجبت للوزير برادة... وهو يفتتح ملحمته... بتمجيد " طارل" ..
عجبت له وهو الواضع توا قدميه في دهاليز وزارة... كأنها متاهة بلا مخرج...
عجبت له وهو يقوم/ يقيم النتائج..
للأسف... هذا ما دبجوا له...
هذا ما أوحوا إليه به...
لا تهمني عربيتك المهتزة...
فليتكلم معنا كما يكلم بستانيه... سائقه... سنفهمه...
لكن رجاء... توقف عن قراءة ما يكتب لك...
توقف عن الاعتماد عن تقارير لا يمكنها إلا أن تكون إيجابية...
تعلم... أن الحكم حين يكون هو رئيس الفريق ماذا تكون النتيجة...؟
خذ وقتك...؟
يا برادة... لا تدعهم يرهقوك بالوهم كما أرهقوا سابقيك...
لكل ربان سفينة جديد... شراع جديد... يعرف بما خاطه... ويثق فيه في مواجهة الريح...
لكن هناك عملية تنظيف عاجلة تنتظرك للعنابر ومخابئ العناكيب...
يمكنك أن تدخل التاريخ التربوي...
ابدا من حيث توقف الوفا رحمه الله..
لم يكن له السند في معركته ضد الفساد والريع...
وأنت متعدد السند والدعم...
ورينا حنة يديك...
 
 
خالد أخازي، روائي وإعلامي