بعد تجربته في مجال المسرح والإعلام وكتابة البرامج التلفزيونية، يستعد المؤلف رشيد صفـَـر لإصدار أول رواية له وعنوانها "مونوفوبيا .. نادر والذكاء الاصطناعي"، وتنتمي هذه الرواية إلى جنس الخيال العلمي.
وفي تصريح للكاتب رشيد صفـَـر أوضح أن كتابة رواية "مونوفوبيا" استغرقت أكثر من أربع سنوات من البحث والإعداد والتحرير والمراجعة، كما أضاف أنه اختار كتابة أول رواية له عن الذكاء الاصطناعي، إيمانا منه بأن جنس رواية الخيال العلمي هو الأنسب للخوض في عوالم الحاضر والماضي والمستقبل بشكل مترابط، مُبرزا أن قصص روايات الخيال العلمي تكون أيضا مرآة للواقع بشكل مُمتع ومُغاير لباقي الأجناس الأخرى، حيث تستمد قوتها من تميزها في استكشاف القضايا التي تتطرق لعوالم التكنولوجيا المتطورة وعلاقتها المباشرة بالإنسان والتحديات المعاصرة.
وفي رده عن سؤال دواعي اختيار جنس وموضوع الرواية، قال رشيد صفـَـر :" يشهد العالم ثورة تكنولوجية هائلة تتمثل في انتشار الذكاء الاصطناعي، وتزايد الاعتماد على الأنظمة الرقمية في حياتنا اليومية، و "مونوفوبيا" على اعتبار أن شرحها كمصطلح يعني الخوف من الوحدة أو الغزلة من منظور آخر، تسلط الضوء على هيمنة التكنولوجيا على الإنسان وانغماسه في عوالم افتراضية وانفصاله عن الذات والمجتمع، داخل عزلة رقمية خالية من الروح والعاطفة الإنسانية، حيث تعكس رواية مونوفوبيا المخاوف من فقدان الهوية الإنسانية في ظل السيطرة المتزايدة لأنظمة الذكاء الاصطناعي على تفاصيل الحياة اليومية، وتطرح الرواية سؤالا مصيريا عن حدود تدخل التكنولوجيا في الحياة الخاصة والعامة للإنسان.
وتحكي رواية مونوفوبيا قصة مشوقة بطلها شاب اسمه "نادر"، يجد نفسه وحيدا في عالم مستقبلي تتحكم فيه إمبراطورية تكنولوجية تُدعى "كاف"، حيث تهيمن أنظمة الذكاء الاصطناعي على تفاصيل حياته اليومية، مما يخلق مجتمعا مثاليا ظاهريا، لكنه يخنق كل شعور بالإنسانية الحقيقية. يعيش نادر في عزلة قاتلة وسط عالم رقمي صارم، يفرض عليه فقدان الذاكرة وعدم إدارك هويته وماضيه، إذ ينتزعه الذكاء الاصطناعي من الروابط العائلية بواسطة الروابط الرقمية، فيتساءل بحيرة داخل فصول الرواية عن معنى وجوده في واقع يخلو من العاطفة والروح والدفء العائلي.
تنطلق رحلة نادر نحو التغيير عندما يلتقي مع كيان رقمي غامض، يحمل أسرارا كثيرة، ويفتح أمامه سياقا غرائبيا لفهم ذاته وحدود الذكاء الاصطناعي. بينما يتورط نادر في هذا اللقاء المحفوف بالمخاطر، يجد نفسه في صراع داخلي وخارجي بين الانصياع لقوانين هذا العالم الافتراضي، أو التمرد على نظام يحاول محو الإنسانية من جذورها، إذ بين الأسرار الخطيرة والتحديات المصيرية، يخوض نادر رحلة فلسفية وعاطفية عميقة، ليكتشف أن الحقيقة ليست دائمًا كما تبدو له، وأن الثورة الحقيقية تبدأ من داخل الإنسان نفسه.
جدير بالذكر أن الكاتب والسيناريست رشيد صفـَـر، سبق وأن بثت القناة الأمازيغية المغربية برامج وثائقية تكلف بكتابة أفكارها وإعدادها، حول مواضيع التضامن الاجتماعي والتراث الأمازيغي إضافة إلى الكبسولات التوعوية، كما شارك في كتابة برامج ومسلسلات لفائدة القناة الأولى والقناة الثانية.