السبت 16 نوفمبر 2024
فن وثقافة

الرباط: لوحات سارة الكحل تنتصر لروح الهوية والجمال وعطر القصيدة

الرباط: لوحات سارة الكحل تنتصر لروح الهوية والجمال وعطر القصيدة الفنانة سارة الكحل رفقة لوحتها
تواصل الفنانة التشكيلية المغربية سارة الكحل، معرضها الفني الفردي برواق الناذرة بالعاصمة الرباط، باعثة للمتلقي، بطريقة بديعة، فيضا من اللوحات، التي تفوح بعبق لمسات فنية غاية في الإبهار، وطرح سؤال الجمال اللوني الذي توجده الفنانة بطريقتها الخاصة، تميزها عن باقي الفنانات الأخريات.
 
معرض الفنانة سارة وهي ابنة مدينة القنيطرة، الذي يمتد منذ الثامن من شهر نونبر 2024، وإلى غاية 19 من نفس الشهر، يحمل شعار: "بلمستهن".
 
إنها فعلا لمسة فنية أنثوية رقيقة، رقة اللون البهي في عيون ألمها، إنها ألوان شاعرية، تشعر المتأمل بالسكينة، والهدوء الصافي، الذي يمتح من خليج الروح كالأريج، كالعطر، كسحر الصبايا، وهن يلمسن قرص الشمس، أو يقبلن الحلم، على محيا الندى ذات صباح.
 
استهلت الفنان سارة معرضها، بلوحتين رائعتين، للملك محمد السادس، الأولى بورتريه للملك، والثانية مع الأميرة لالة خديجة.
 
لوحات الفنانة التشكيلية سارة الكحل، التي نظمت عدة معارض فردية وجماعية، بياض فاتن، أخضر يانع بلون الحرية، وبرتقال يمنح العذارى طاقة إيجابية بحثا عن الخلاص من تعب الظهيرة، ذات صيف بلا موج أو ضفاف، إنه سفر بلا حدود، لنساء فاتنات، يحكين قصصهن في آخر الهزيع، بأسلوب لا يخلو من بهاء شهرزاد، وهي تقص أحاسيسها الخالدة لشهريار في انتظار الصباح المباح.
 
لمسة سارة الفنية، تكريم للمرأة المغربية، وللعادات والطقوس والتقاليد، هو تكريم ل "الْحَايْكْ" وللجلابة وللقفطان المغربي، الذي يعد بطاقة بريدية غالية، وسفيرا للهوية المغربية العريقة، إنه احتفاء متفرد بالتاريخ والحضارة، من خلال الكثير من المكونات الفنية والثقافية الجملية، كالزليج البلدي، والزي الشمالي، وشبابيك الشرفات، والخلالة الأمازيغية، والمناديل الجميلة التي تراقصها الظلال، ونسائم الرقة الحالمة إلى ابعد الحدود.
 
 
 
لوحاتها احتفاء، أيضا بروح الصناعة التقليدية الصوفية العريقة، وتكريم للمرأة الصحراوية المغربية، وما يرافق زينتها، من سحر أخاذ، عبر جلسة تقليدية بلباسها الصحراوي الأصيل، إنها حوار بين فيض من المكونات الثقافية والحضارية والمجتمعية التي تميز الهوية الوطنية، سواء من خلال جلسة إعداد الكسكس أو الشاي وغيرها، كما تضفي عليها لمسة حديثة، تمنحها آفاقا حالما اخرى، فتبدو متجددة غاية في البهاء.
هكذا، تتحول اللوحة التشكيلية عند سارة إلى قصيدة شعرية موحية تصنع الجمال، بأنامل ساحرة مدربة تعرف كيف، تحول اللون إلى لحظة مبهجة، تأسر الفؤاد والألباب، إنه حوار ذكي، ورقيق بين الأنا والآخر، وبين الفنانة والعالم، التي توجده في الزمان والمكان، ومن خلاله، ترسخ لهوية فنية راقية تنصر لقيم الإبداع الرفيع.
تلكم إذن، هي بعض لوحات الجمال، بلمسة الخيال، في معرض استطاعت فيه الفنانة، الإنفتاح على السحر الإفريقي الأخاذ، حيث حاورت برسوماتها المتقنة المرأة الإفريقية بأزيائها وعطورها وأحلامها، كما فتحت باب شرفتها الفنية للمسات تجريدية وسوريالة، تتشابه مثل عصافير بلون الشمس، حين تغطس في الأفق ذات مساء كصحن ليمون.
 
 
 
هذا هو معرض الفنانة سارة، حديقة تبهر المتجول فيها، بألوانها الدافئة الموحية، حيث كل لوحة تتكلم لغتها، في صمت رقيق، إنها أشبه بقصص جميلة، تحكيها الفنانة بأسلوب غاية في التشويق والدفء والإمتاع، لتكون لوحاتها، أناقة فنية ترفرف في مختلف زوايا المعرض، كسرب من الحمام بهديل الأحلام، لتؤكد الفنانة، من خلال ذلك، أنها واحدة من فنانات المستقبل الواعدة، قادرة على رسم الجمال بلون الخيال، جمال لوني ينتصر لروح الهوية، ونخوة المرأة المغربية، وعطر القصيدة، وسحر إفريقيا، وفلسفة التجريد، وبهاء الإبداع، في أبهى التجليات.