السبت 18 مايو 2024
ضيف

رئيس المجلس العلمي لبرشيد: "الشعالة" و"زمزم" ليس لهما أصل في ديننا الحنيف

 
 
رئيس المجلس العلمي لبرشيد: "الشعالة" و"زمزم" ليس لهما أصل في ديننا الحنيف

يستقبل المغاربة السنة الهجرية والأيام العشر الأوائل منها "العواشر" بنكهة خاصة يختلط فيه الديني بالعرفي وموسم للزكاة تفتح فيها أبواب الرحمة والصدقة ما هي دلالات هذه المناسبة وأصلها وحدود الشرع والبدعة فيها؟ أسئلة وغيرها طرحها موقع "أنفاس بريس" بصفة على الدكتور عبد المغيث بصيررئيس المجلس العلمي لبرشيد..

- ما هو أصل الاحتفال  بالفاتح من محرم؟

+ هو يوم يؤرخ لحدث الهجرة النبوية الشريفة وحدث خروج النبي (ص) من مكة إلى المدينة المنورة بعد زيارة وفد  مكون من 70 رجلا من الأنصار للنبي في العقبة الثانية من السنة 13 للبعثة، ليعلنوا مبايعتهم له وإسلامهم.. وتم ذلك ليلا في مكان الجمرة الأولى  قريبا من" منى"، وعبروا عن مساندتهم له واستعدادهم لاستقباله في المدينة ومناصرته. وعقد مجموعة من الصحابة العزم على الاستجابة لنداء الهجرة نحو المدينة، وانتظر الرسول الأمر الإلهي بالخروج من مكة والهجرة.. وجاءت اللحظة الحاسمة بعدما اشتد الخناق على  قريش، وبدأ كبار قومها يفكرون في التخلص من النبي، وعلى رأسهمأبو جهلوأمية بن خلف والناظر بن الحارث،وهو ما يسمى بالمؤامرة الكبرى، حيث اجتمعوا بدار الندوة واتفقوا على قتله، بعدما تبين لهم بأن مصالحهم صارت مهددة إذا قامت دولة الإسلام بالمدينة، إذ سيتحول المحور اﻹاتصادي الإستراتيجي الهام الرابط بالشام من مكة لينتقل مركزه إلى المدينة،وتضيع بالتالي تجارتهم. فجاء النبي (ص) الأمر الإلهي بالخروج ليلا، ورسم خطة لذلك لم ينتبه إليها 40 شخصا يمثلون 40 قبيلة ممن انتدبهم المتآمرون عليه من أجل قتله.. وهذا يبين بأن النبي لم يخرجه قومه من مكة، وإنما أخرجه الله بعد تماديهم في عنادهم وعدم قبولهم لدعوته.

- ما هي دلالات الاحتفال بهذه الذكرى؟

+ عديدة.. نذكر منها أن الحدث الهام للهجرة هو تذكير للمسلمين اليوم بعبرة الهجرة ومقارنتها بواقعهم المفتون، وتنبيه المسلمين بأهمية هذا اليوم الذي يجب أن نحتفل به كما يحتفل بقدوم السنة الميلادية،وكذلك لأن الهجرة جاءت مقترنة بالبعثة ونصر الإسلام وانتشاره بدأ مع الهجرة والذي هو يوم النصر الحقيقي.

-  يقترن الاحتفال بيوم محرم بعدة عادات وتقاليد، فما هي حدود السنة من البدعة في هذه المناسبة؟

+ ينبغي أولا أن نعرف معنى البدعة، فهيباختصار "كل اعتقاد فاسد أو عمل غير مشروع"، فهل إحياء الذكرى بقراءة القرآن والتذكير بقصة الهجرة ودلالاتها بدعة؟ الذي يقول بهذا الرأي لا يعرف مفهوم البدعة أصلا... وهنا يمكن أن ننبه إلى عدة أمور، فشهر محرم يرتبط أيضا بعاشوراء وهو اليوم العاشر من محرم وهويوم عظيم عند المسلمين لأنه اليوم الذي أنجىالله فيه موسى عليه السلام وقومه من آل فرعون.. ولهذا تأكد صوم يوم عاشوراء. لكن للأسف الشديد نجد بعض الناس من بني جلدتنا في هذه البلاد الإسلامية السنية يحاكي ما يفعله الشيعة الروافض والاثني عشرية من طقوس، وأصبحت عادة عند كل عاشوراء، فنجد  الناس عندنا يشعلون النيران ويسمونها "الشعالة" ويرددون أهازيج غير مفهومة، ويقومون  بالتراش يالماء ويسمونه "يوم زمزم". وهذا كله ليس له أصل في ديننا الحنيف، بل هو تشبه بالشيعة المبتدعة  الذين ربطوا هذه المناسبة بيوم مقتل سيدنا الحسين بن علي كرم الله وجهه.

-  ترتبط الذكرى بموسم أداء الزكاة، فما هو الأساس الشرعي لهذا التوقيت؟

+ لقد اعتاد الناس في بلاد ما على عرف ما، كما هو الحال في بلادنا، على إخراج الزكاة في العشر الأوائل من شهر محرم، وإن كان الشرع يقول بأن أداء الزكاة تجب على كل من مر على بداية تجارته ونشاطه الحول أي سنة، وبالتالي فإنه مبدئيا يعتبر لكل شخص" حوله"..لكن للعرف أيضا وجود داخل المجتمع، وقد اعتاد الناس على موسم واحد للزكاة في شهر محرم.

- مرة أخرى تطرح مسألة الخلاف في رؤية الهلال، ما هو رأيك في هذا الموضوع؟

+ إن المغرب له لجن مختصة في مراقبة الهلال بكل الأقاليم، تراقب وتوثق بالعدول الهلال عند كل يوم 29 من الشهور الهجرية، ولا تكتفي برؤيته بالعين المجردة، بل أيضا بالحساب الفلكي.. وبهذا تكون رؤية المغاربة للشهر صحيحة سنة بعد سنة.. وقد شهد كبار العلماء بأن المغاربة لم يقعوا في أخطاء رؤية الهلال، كما وقع لعدد كبير من الدول الإسلامية التي عليها أن تدرس علم الفلك الذي برع  فيه العلماء  المغاربة.