الأربعاء 4 ديسمبر 2024
كتاب الرأي

 سعيد توبير: سؤال الوطنية المغربية الجديدة في ضوء أفكار عبد الله العروي

 سعيد توبير: سؤال الوطنية المغربية الجديدة في ضوء أفكار عبد الله العروي  سعيد توبير
بمناسبة الذكرى 49 لحدث المسيرة الخضراء ، التي بموجبها استطاع المغرب أن يتحرر من الكارتيل الإمبريالي عموما و الإسباني خصوصا. المهم هو أن ملاحقة فكر عبد الله العروي لعقود طويلة ، ساهم في إكسابنا ثقافة نقدية جدية و متطورة حول المغرب الأقصى ، كتجربة تاريخية تهم اولة، المجتمع و الثقافة أو الحضارة. الواقع أن كتباه" استبانة " قد استهواني بشكل مروع من جهة جرأته في كشف أسئلة ذات طبيعة علمية و تاريخية مؤلمة : لماذا استعمرنا؟ كيف ساهمت القابلية بشكل سريع للسقوط في براثن الهيمنة الإستعمارية؟ ما طبيعة النخب التي ستحاول العمل من أجل التحرر منه؟. لكن ظللت أبحث عن أعداء العروي المفترضين في كتابته. سيما عندما يدحض اطاريح الأنثربولوجين و موظفي الحماية الذين ينفون وجود الدولة و المجتمع ، ويقرون بهيمنة السيبة و تراجع سلطة المخزن . مع البحث عدنا الى دراسة حول ادموند بورك حول " الإرساليات الإستعمارية في المغرب في الزمن الإمبريالي" و كتاب بيير لوتي "  في المغرب" و كتابات الإثنولوجي ادموند دوتي حول  " السلطنة" و دانيال ريفي حول " ليوتي و مؤسسة الحماية الفرنسية في المغرب ،. و مؤلف جورج هاردي حول " التربية الفرنسية في المغرب" . ناهيك عن 
المستعرب " ميشو بلير " و روبير مونطان . و ليفي بروفانسال المختص في الشأن البريري . 

 
جماع القول أنهم كونوا صورة عن المغرب في الوعي الثقافي الفرنسي، مفاده أنه المغرب بلد التعصب الديني بحكم صورة الإسلام المشرقي، همجي و معادي للأجنبي كما ادعى ذلك شارل دوفوكو. اخطر من ذلك هو أن ابحاثهم كرست ثنائيات خطيرة تجزيئية و تقسيمية : البربر/ العرب. الوافد/ الأصلي. الإسلام الرسمي / الإسلام الشعبي .
 
الملخص الذي حاولت ان استنجه هو الإستعمار كا يعتمد قاعدة علمية : الإستناذ الى علم الإجتماع الوصعاني مع اوجيت كونط و مناهج دور كايم و الجغرافية التطبيقية . السؤال المطروح اليوم أمام مجهودات المغاربة ملكا و شعبا لأسترجاع التراب التاريخي المغربي . و بناء البنيات التحتية و تطوير الإقتصاد و المجتمع و تطوير  المناعة الدفاعية. هل استطاعت الجماعات المغربية و النخب السياسية دراسة التراث الإستعماري دراسة علية دقيقة كما فعلوا بنا في الماضي ؟ هل هذا التقاعس هو ما يبرر الحاجة الملحة الى سؤال الوطنية الجديدة؟ ألم ينبه العاهل المغربي في خطابه الأخير على ضرورة تكوين و تأهيل نخب سياسية شابة قادرة على المرافعة عن قضيتنا الترابية بشكل لاهوادة فيه من حيث الحجج السياسية ، التاريخية و الدينية؟ أين إذن دور الأحزاب ، الجامعات و المجتمع المدني من هذه الدراسات و الأبحاث؟ اما كتاب " الجزائر و الصحراء المغربية " فهو وثيقة تاريخية و علمية تؤكد انخراط المثقف و المؤرخ المغربي في الشأن الوطني من حيث إثبات الحق المغربي في الدفاع المسلح و السلمي عن ترابه التاريخي . وثيقة تثبت ارتباط العروي بالقضايا المصيرية للمغرب الأقصى . فحري بنا ان نعود لدراسة ابحاث و دراسات هذا الرجل حول المغرب ، لأنها تحمل في طياتها بذور الرد و الدحض لسموم كتاب الإستعمار و زبانيتهم من موظفي الحماية .
 
عيد مسيرة خضراء و مناسبة لشحذ الهمم و العمل بجدية على التعبئة الوطنية العامة بعيدا عن التقاطبات السياسية الضيقة و الحسابات الحزبية الإنتخابوية . أن مشروع استكمال وحدتنا الترابية هي مسؤولية وطنية و أخلاقية بدرجة عالية جدا .