السبت 23 نوفمبر 2024
مجتمع

أمراض صمامات القلب: تقنيات علاجية مبتكرة

أمراض صمامات القلب: تقنيات علاجية مبتكرة الدكتور أنور الشرقاوي يتوسط الدكتورة حسناء البلغيتي (يسارا) والبروفيسور حبّوب مريم (يمينا)
تشير أمراض صمامات القلب أو "أمراض الصمامات القلبية" إلى الاعطاب التي تصيب الصمامات القلبية، والتي تعتبر أساسية لتنظيم تدفق الدم في اتجاه واحد عبر القلب.
 
يمكن أن يؤدي خلل الصمامات إلى اضطرابات هيموديناميكية خطيرة، مما يؤثر على وظيفة القلب والصحة العامة للجسم.
تشمل الأسباب الرئيسية لأمراض الصمامات القلبية في بلادنا مرض القلب الروماتيزمي، الذي لا يزال السبب الأول، بالإضافة إلى الالتهابات مثل التهاب الشغاف القلبي، والتشوهات الخلقية، والتدهور المرتبط بتقدم العمر.
يُعد مرض القلب الروماتيزمي نتيجة للحُمّى الروماتيزمية الحادة، وهي مضاعفة التهابية لعدوى المكورات العقدية.
يجب أن نذكر أن القلب يتكون من أربع صمامات: الصمام المترالي، والصمام ثلاثي الشرفات، والصمام الأورطي، والصمام الرئوي. 

تعمل هذه الصمامات كـ"صمامات أحادية الاتجاه" تسمح بتدفق سلس للدم وتمنع ارتجاعه. 
يعمل الصمامان المترالي وثلاثي الشرفات، الواقعان بين تجاويف القلب، على تنظيم الدورة الدموية داخل القلب، بينما يتحكم الصمامان الأورطي والرئوي، الموجودان عند مخارج القلب، في ضخ الدم إلى الدورة الدموية العامة والرئوية.
 
التقدم التشخيصي: تصوير دقيق 
لقد استفاد تشخيص أمراض الصمامات من تطورات كبيرة. 
يعتبر التصوير بالأشعة الصوتية القلبيةl’Echo، أداة أساسية، حيث تم دمج تقنيات متقدمة مثل التصوير ثلاثي الأبعاد وتحليل التشوه القلبي (strain imaging)، مما يتيح رؤية دقيقة لتشريح ووظائف الصمامات. 

في الحالات الأكثر تعقيداً، يقدم التصوير المتعدد الوسائط (كالتصوير المقطعي للقلب والرنين المغناطيسي) تقييماً مفصلاً للهيكل القلبي، مما يسهل اتخاذ القرار العلاجي المناسب.
 
العلاجات المبتكرة: نحو تقنيات جراحية أقل إقتحاما لحرمة الجسد 
تشمل التطورات في جراحة الصمامات تقنيات جراحية طفيفة التوغل، مما يقلل من المخاطر الجراحية ويتيح استشفاءً سريعاً. بالإضافة إلى ذلك، توفر التدخلات عبر الجلد، مثل زرع الصمام الأورطي عبر القسطرة (TAVI)، بدائل فعالة للمرضى المعرضين لمخاطر جراحية عالية، مما يزيد من الخيارات العلاجية.
 
الوقاية: ركن أساسي في معالجة أمراض الصمامات القلبية 
تبقى الوقاية أساسية، خاصة للحد من انتشار أمراض القلب الروماتيزمية.
 يُعد علاج العدوى العقدية بسرعة حاسماً لتجنب المضاعفات القلبية. كما أن تبني نمط حياة صحي، ومراقبة عوامل الخطر القلبية الوعائية مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري، والمراجعة الطبية الدورية، تسهم في الحفاظ على صحة الصمامات القلبية.
 
تجسد التقدمات في تشخيص وعلاج أمراض الصمامات القلبية تطوراً ملموساً في مجال أمراض القلب، وخاصة في المغرب، مما يوفر حلولاً أكثر أماناً وتخصيصاً للمرضى.
 
الدكتور أنور الشرقاوي مع الدكتورة حسناء البلغيتي والبروفيسور حبّوب مريم - الجمعية المغربية لأمراض القلب