السبت 18 مايو 2024
ضيف

عزيز الخلوفي: المسرح يمكنه أيضا المساهمة في معالجة ظاهرة "التشرميل"

 
 
عزيز الخلوفي: المسرح يمكنه أيضا المساهمة في معالجة ظاهرة "التشرميل"

قدمت فرقة "مسرح سفر"، بدعم من وزارة الثقافة وتعاون مع مسرح محمد الخامس، عرضها المسرحي الجديد الأول بعنوان "التشرميل" (صنف مسرح الشارع) يوم السبت 18 أكتوبر 2014 بساحة 16 نوفمبر بمدينة مراكش ضمن فعاليات "ملتقى مراكش الدولي للمسرح. موقع "أنفاس بريس" التقى مخرج العرض عبد العزيز الخلوفي وأجرى معه الحوار التالي:

- ألفت نصا مسرحيا حول ما عرف إعلاميا بظاهرة التشرميل، وقمت أيضا بإخراجه في عرض لمسرح الشارع، ما هي الدوافع التي جعلتك تقدم على مثل هذه التجربة الفنية؟

+ بداية أقول إن الظاهرة كانت موجودة خمس أو ست سنوات قبل أن تتناولها الصحافة. ظاهرة ارتبطت بالعنف وانتشرت على الخصوص في أحياء هامشية في بعض المدن، ثم مع مرور الوقت بدأت تتسع رقعتها لتصل إلى فضاءات بمدن أخرى. وجوابا عن السؤال أقول إن ما شد اهتمامي أن "الحومة" بالمفهوم الذي عهدناه في صغرنا لم تعد كما كانت عليه خاصة في الشق الاجتماعي، وكان أحد التجليات هو ظهور ما سمي بـ "التشرميل". فالمشرمل شخص لا يحترم جيرانه ولا تأخذه غيرة على حومته، بل عكس ذلك يلجأ لاستعمال العنف ضد مختلف الفئات وتصدر عنه سلوكات تبدو ربما غريبة عن مجتمعنا، وهذا أساسا هو الدافع الذي جعلني أفكر في الموضوع..  

- هل يمكن أن تقرب القارئ من الخطوط العريضة لمسرحية "التشرميل"؟

+ المسرحية عبارة عن عرض كوميدي يتعرض لتمظهرات "ظاهرة التشرميل"، وتدور أحداثها في دروب وأزقة وساحات هامشية بحي شعبي في مدينة مغربية. وفي مكان ما بهذه الفضاءات يتخذ "مونامي" (مهاجر إفريقي غير شرعي) زاوية مؤقتة في انتظار فرصة العبور إلى الضفة الأخرى (الفردوس الأوروبي) وهو يمتهن "حرفة الخرازة" من أجل كسب لقمة العيش، غير أنه يتعرض من حين لآخر، على غرار ما يحصل لعدد من المغاربة، لبعض المضايقات والتحرشات من طرف بعض "المشرملين" بالحي. وفي فلك هذه الشخصية المحورية في العرض تتفرع نماذج من شخصيات موازية بينها شخصية "المشرمل" وشخصيات موازية في العرض ترسم مسارات مختلفة...

- هل كان من السهولة تناول ظاهرة اجتماعية ارتبطت بالعنف مثل التشرميل فنيا في عرض على خشبة المسرح، وما هي الرسالة التي يريد إيصالها للجمهور؟

+ أعتقد أن أي موضوع كيف ما كان حجمه لا يكون سهلا عندما نريد تناوله فنيا، خصوصا في المسرح. على الكاتب المسرحي أن يرسم الشخصيات بكل دقة وبكل تفاصيلها الصغيرة والكبيرة، وأن يعطي خطابا للمتلقي بطريقة غير مباشرة، ويرسم له واقعا يجد نفسه فيه.. كل هذا في قالب فرجوي (كان كوميديا أو ترجيديا ). فالمسرح هو فرجة قبل كل شيء. لقد وجدت في هذا العمل صعوبة كبيرة في نقل استفزاز المشرمل (كما نراه ونسمعه عنه في الشارع) إلى الخشبة، تجاه فوران المشرمل في الفضاء العام قد نغض الطرف أحيانا وننأى جانبا، وهذا عكس ما يحصل في المسرح.. فالجمهور يصبح هو عامة الناس يسمع ويرى ويتفاعل، وهنا تكمن الصعوبة.. كما أن نقل المسرحية من نسختها الاولى في العرض على الخشبة بقاعة المسرح وتقديمها في الشارع ليس بالأمر الهين. غير أني أظن أن الفنان يجد متعته في ركوب هذه المغامرة. ومن جانبي  كمؤلف للنص المسرحي ومخرج للعرض أنا معتز بهذه التجربة. أضف إلى هذا أنه غير كاف أن نعالج ظاهرة مثل هاته بمقاربة أمنية فقط، بل على جميع الفاعلين من أخصائيين وتربويين وأمنيين وفنانين ومجتمع مدني أن ينكبوا على مقاربة علاجها..

- هناك أيضا توظيف في العرض لشخصية "مونامي" المهاجر الإفريقي غير الشرعي، ما هي دلالات هذا التوظيف الفني في قراءتك؟

+ هي إشارات على أن المهاجر الإفريقي غير الشرعي (والذي سيصبح شرعيا في العرض) لم يعد غريبا عن محيطنا، وجميع المهاجرين الأفارقة ملقبون بمونامي، هو يعيش في الأحياء الشعبية ويمتهن عدة حرف في الحياة اليومية.. هو إسكافي في الدروب ويعرض بضاعتة في الشارع، يقوم بمهمة "كسال في الحمام البلدي"، يعمل في ورش البناء وما إلى ذلك. وأصارحك القول أنني لا أعرف كيف نبت مونامي وسط شخصيات المسرحية مثلما لا يعرف كثير من المغاربة كيف صار مونامي (في انتظار حلم عبوره إلى الضفة الأوروبية) جارا لهم وواحدا منهم..

- ما هي مشاريعك المستقبلية وجديدك الفني؟

أشتغل حاليا في مسرحية ''الباباوان'' للفنان عبد الكبير الركاكنة، و"البيضة فالطاس" لعبد الكبير شداتي، كما أنني منكب على اقتباس عمل مسرحي  كوميدي..