يرى سعيد بنيس، أستاذ علم الاجتماع بجامعة محمد الخامس بالرباط، أنه من المستحب أن تبذل الجامعات المغربية جهدا، وأن تبدع مبادرات، ومشاريع علمية في متابعة المواضيع، والإشكالات التي تشغل المجتمع المحلي، والظواهر المجتمعية التي أصبحت تؤثر فيه.
وشدد في تصريح صحفي على ضرورة استرجاع الجامعات المغربية أنفاسها من أجل تحليل، وفهم الظواهر المغربية، وأن تهتم بها، وطنيا وجهويا ومحليا، مشيرا أنه من شأن هذا الاهتمام والمتابعة العلمية أن يسهم في تقديم مقترحات حلول ترفع من مكانة، وتأثير الجامعة الجهوية في محيطها الترابي.
وأضاف المتحدث ذاته أنه في جميع الإصلاحات، يكون الحديث عن إشكالية المخرجات، وسوق الشغل، ويتم في المقابل تهميش المقاربة الترابية، وبالتالي تغييب الإشكالات المجتمعية المرتبطة بالظواهر الترابية، وبمنظومة القيم كموضوع وكهدف للإصلاح.
وأوضح في هذا الإطار، أن معنى ذلك أن البحث العلمي الجامعي، في جزء منه، لن ينكب على الدراسة العلمية لظواهر من قبيل الانتحار، والمخدرات، والتسول، والتشرميل، وشرع اليد والاغتصاب، والتحرش، والاحتباس الديجيتالي، والابتزاز الرقمي، والتنشئة الافتراضية، ومعضلة الجفاف، والأمن المائي، وعودة تفشي بعض الأمراض مثل الليشمانيا، والسل، وغيرها ...، وزاد قائلا:" هذا ما لا يفيد المجتمع، وسيجعل من الجامعة مؤسسة منفصلة عن محيطها، بيد أن الهدف الاستراتيجي هو خلق جامعة جهوية مواطنة متجذرة في إشكالات بيئتها الترابية كي تصبح تباعا مصدرا لإيجاد حلول لهذه الإشكالات".