الأحد 24 نوفمبر 2024
مجتمع

سلا تُبتر من مستشفاها الجامعي العياشي

سلا تُبتر من مستشفاها الجامعي العياشي د. أنور الشرقاوي ومستشفى العياشي الجامعي بسلا
الأشخاص البسطاء الذين بُترت إحدى سيقانهم أو أقدامهم، سواء نتيجة حادث سير أو لأسباب طبية، كانوا يتمتعون بفرصة الحصول على دعامات أو أطراف صناعية تُصنع في الورشات الحديثة لمستشفى العياشي الجامعي بسلا.
لكن هذا لن يكون ممكناً بعد الآن.
هذا المستشفى، الذي كان بمثابة جوهرة مدينة سلا، سيتم هدمه خلال الأسابيع القليلة القادمة.
وكالة أبي رقراق قررت ذلك.
تتداول شائعات بين أهالي سلا بأن أرض المستشفى قد بيعت لمستثمرين إماراتيين أو إسرائيليين. هذه المعلومة لا تزال بحاجة إلى تحقيق. 
لكن مستشفى العياشي ليس مجرد قطعة أرض أو جدران.
إنه قصة، إنه علم طبي، بل هو قبل كل شيء رجال ونساء عملوا فيه لعدة عقود.
إنه أيضاً معدات طبية متطورة. يضم قسمًا للعلاج الفيزيائي وإعادة التأهيل بلغت تكلفته ملياري سنتيم، ولم يمضِ وقت طويل على افتتاحه.
ورشة جديدة لصناعة الأطراف الصناعية قيد الإنشاء والتجهيز (سبتمبر 2024).
معدات أشعة حديثة متطورة.
أن يتقرر هدم مستشفى العياشي خلال الأسابيع المقبلة، ودون سابق إنذار، يعني أنه سيتُسبب في  معاناة كبيرة للعديد من الأسر.
يعني أيضاً دفن أموال الدولة تحت الأنقاض.
الدولة المغربية، وصناع القرار السياسي، وسكان مدينة سلا، يجب أن يدركوا أن الجميع مع التحديث والتطوير، لكن ليس على حساب الرجال والنساء الذين يقصدون هذا المستشفى سيراً على الأقدام لإعادة تأهيل امرأة مسنة تبلغ من العمر 75 عامًا أو لضبط دعامة على ساق مبتورة لشخص تعرض لحادث سير. ثم يقرر غيابيا ودون إخبارهم نقلهم إلى مستشفى يبعد عنهم أكثر من 30 كيلومتراً.
قبل أن تدخل الجرافات لتهدم هذا المستشفى، تذكروا أن العياشي كان وليًا صالحًا، وغضبه قد يُلاحقنا جميعا..