الأحد 24 نوفمبر 2024
مجتمع

الدكتور السعيدي: أزمة طلبة الطب..هل تحول وسيط المملكة إلى ناطق باسم الحكومة؟!

الدكتور السعيدي: أزمة طلبة الطب..هل تحول وسيط المملكة إلى ناطق باسم الحكومة؟! الدكتور كمال السعيدي ومشهد من احتجاجات طلبة الطب والصيدلة

قبل يوم أو يومين من إجراء آخر دورة استدراكية لامتحانات الطب والصيدلة تواصل وسيط المملكة مع الطلبة من أجل عقد اجتماع لتدارس الأزمة التي تعرفها الكليات ..

 

مرت الدورة الاستدراكية بما لم يكن يشتهي وزير التعليم العالي، حيث أن نسبة عالية جدا قاطعت الامتحانات وبذلك أصبح لزاما عليه إما تقديم تنازل من أجل إيجاد مخرج أو ترسيب آلاف الطلبة مع ما يعني ذلك من تكلفة سياسية ومسؤولية تاريخية مرمية على عاتقه ..

 

لكن اللقاءات التي أجراها وسيط المملكة سواء مع الطلبة أو مع الجانب الحكومي لم تفض إلى مقترحات جديدة، بحيث أن الوسيط تبنى أغلب مقترحات الحكومة التي قدمت في شهر يونيو مع تعديلات بسيطة وظروف سيئة لاجتياز الامتحانات في دورة واحدة عن كل أسدس وبدون ضمانات حول نقط الصفر ورفع العقوبات وطالب الوسيط ممثلي الطلبة بالرد على هذا المقترح في أقرب فرصة وإلا فإنه يحملهم مسؤولية الرفض ..

 

لم يقم الوسيط بنفس المقاربة تجاه الحكومة أي أن ينقل لهم مقترحات الطلبة ويطلب منهم الرد عليها في أقرب وقت وإلا حمل الحكومة مسؤولية الأزمة !! معناه أن الوسيط لم يأخذ العصا من الوسط بين الطرفين بل كان أقرب إلى مقترحات الحكومة وعونا لها بل أكاد أقول أن تدخله في آخر لحظة أنقد الوزير من الورطة التي أوقعته فيها المقاطعة الواسعة لآخر دورة استدراكية .. كيف ذلك؟

 

عوض أن يكون على وزير التعليم إيجاد حل بعد مقاطعة الدورة الاستدراكية تحول ثقل المسؤولية الآن إلى الطلبة الذين أصبح عليهم بحكم مقترح الوسيط (وهو مقترح حكومي في الواقع) الحسم بقبوله أو رفضه وبالتالي تحمل المسؤولية التي كانت قبل أيام ربقة تحيط بعنق المسؤول الحكومي ..

 

كان رهان الطلبة كبيرا على أن يقوم وسيط المملكة بوساطة حقيقية وحيادية تفضي إلى تقريب وجهات النظر والى تجاوز الأزمة بما يرضي الجميع ولكن يبدو أن هذه المؤسسة هي نفسها جزء من البنية السلطوية وفي خدمتها وبالتالي ما كان بإمكانها أن تقدم أكثر مما فعلت ..

 

مؤسف أن يتم دفع الطلبة الى تقديم تضحيات كبيرة ودفع ثمن غالي من حياتهم وعلى حساب توازنهم النفسي لتحقيق جزء صغير من مطالب نضالية هي أصلا مطالب بسيطة .. مؤسف أن يكتشف الطلبة بعد شهور من المعاناة حقيقة صدح بها قبل أسابيع أحد ممثليهم عندما لخص الواقع بجملة معبرة: في الجهة المقابلة، الناس هناك بدون رحمة ..