الأحد 24 نوفمبر 2024
مجتمع

محمد حمضي: هل من حقنة السيروم لإنقاذ أوراش وزان المنسية بغرفة الانعاش!

محمد حمضي: هل من حقنة السيروم لإنقاذ أوراش وزان المنسية بغرفة الانعاش! محمد حمضي ووزان الجميلة التي تدكها معاول الفساد
ستظل الأصوات المستقلة والنزيهة تردد مع الشاعر مظفر النواب هذا المقطع الذي قال فيه " لكنها بلادي ...لا أبكي من القلب ... ولا أضحك من القلب ... ولا أموت من القلب إلا فيها ...." .

الترافع بالشعر هو أرقى آلية مدنية/ابداعية لإسماع صوت مدينة تبحث عن فجوة يتسلل منها أوكسجين يضمن لها بالكاد البقاء ... وكوة يطل منها أهل دار الضمانة الذي تفيد أمهات المخطوطات بأن بصماتهم/ن شاهدة على حضورهم/ن في التأسيس الانساني لهذا العصر في أكثر من حقل ، قبل أن يحدث ما حدث ...كانت الزيارة الملكية التاريخية (2006) التي أنعشت آمال أهل وزان بعد عقود من الإقصاء الممنهج ... !
 
لكن معاول الألم كانت بالمرصاد ، فأغلقت المسام في وجه الأمل الذي ضخه ملك البلاد في قنوات جبر الضرر و المصالحة الحقوقية والتنموية ... عشرات المشاريع المُهيكلة تم الإعلان عنها ، وانخرط في الالتزام بتنزيلها أكثر من شريك ، ورصدت لها اعتمادات مالية تسيل اللعاب ، والنتيجة .... ابحثوا عنها بوسائط التواصل الاجتماعي التي ترصد نبضات المدينة ، التي مهما تم تضخيم السوداوية القاتلة لكل ترويج لما ما تزخر به المدينة ، ولما تم انجازه رغم نحالته فإن كثيرها يستمد صدقيته من الواقع الذي لا تحجبه المساحيق لأن ما خفي من فساد ومن عقود أعظم ...

هل من اجماع حاصل أو سبق أن حصل بين أهل وزان غير اجماعهم على ثوابت الأمة المغربية كما هو شأن المغاربة أجمعين ؟ ولكن المُلاحَظ في العقدين الأخيرين هو أن قضية واحدة تَوَحد حولها الجميع ... حتى لا يلتبس الأمر عند البعض ، فالمقصود بالجميع هنا هم/ن كل من يتقاسم مع الشاعر مظفر النواب ما استشهدنا به أعلاه ...لا فرق بين الشاب(ة) والمسن(ة) ، و النساء والرجال ، والمسؤول(ة) المتشبع بالجدية ، والفاعل المدني والسياسي النظيف والنزيه ، واليساري و اليميني والتقدمي المستقلون فعلا .....الإجماع حاصل على أن اللعنة تلاحق المشاريع التي يتم انزالها بالجماعة الترابية ، بغض النظر عن الجهات الحاملة لهذه المشاريع ....!

اليوم لا صوت بوزان يعلو على صوت المطالبة بفك اللغز الذي يقف وراء تعليق أكثر من مشروع كان قد خلف تنزيلها ارتياحا كبيرا في صفوف ساكنة عاصمة الإقليم..... يصعب علينا تعداد المشاريع المعطلة ، ولا القبض على أسباب ذلك ، لأننا أمام مؤسسة منتخبة صماء ، وادارة ترابية اقليمية خرساء ... وحاملي المشاريع نصبوا متاريس عند مداخل المدينة مهمتها التصدي لمبدأ الحق في الحصول على المعلومة الذي يؤثث متن دستور 2011 ، وما أدرك سياق اعتماد هذه الوثيقة !

مشروع تأهيل المدينة العتيقة... مشروع تأهيل شواريع المدينة ومداخلها ... مشروع تأهيل شارع محمد الخامس ... مشروع هيكلة الأحياء الناقصة التجهيز... مشروع تأهيل فضاء للاهيبة ...مشروع فتح المحطة الطرقية ( أزيد من 15 سنة) ... تصميم التهيئة المجهول مصيره، وعلينا أن نتصور الآثار الاقتصادية والاجتماعية الكارثية على الساكنة الناتجة عن هذا المصير .... ! وما خفي أعظم من المشاريع المُعلق انجازها ... أما الأعطاب التي لحقت الكثير مما تم انجازه فللفساد في تجلياته شؤون ....و في مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لا وصف يعلو على أعطباها على وصف "ادنهاش" المحفوظ للفنان أحمد السنوسي ( بزيز) ....الانارة معطلة في الشوارع الرئيسية بالمدينة ....ساحة 3 مارس تم تأثيثها بكراسي مستفزة ومهينة للساكنة....! هل من مزيد ؟

هل سيستقيم وضع هذه المدينة إلى أن يحدث ما ليس في الحسبان لا من قدر الله؟ منسوب الاحتقان شلاله قوي ، وتراجع المد النضالي المؤطر ، يفتح المجال للعدمية بكل أصنافها ، ويكفي إلقاء نظرة على التعليقات المتفاعلة مع ما تنشره منصات تعنى بشأن وزان لاستخلاص الدروس ...!

ما العمل أمام هذه الوضعية القابلة للانفجار ؟ سؤال طرحه لنين مطلع القرن الماضي " من أجل خطوة إلى الأمام لابد من خطوتين للخلف". و ما هو المحتوى المؤطر للخطوتين إن حصلت القناعة عند الطيف الصانع للقرار على مستوى تراب وزان للتقدم خطوة إلى الأمام ؟ في كلمتين : الجدية حافزنا .... وكفى…..

ونختم بما ردده الزعيم عبد الرحيم بوعبيد في محاكمته الشهيرة "ربي السجن أحب إلي من أن ألتزم الصمت ولا أقول رأيي في قضية مصيرية وطنية " . انتهى الكلام .... اللهم إنني قد بلغت بصوت مرتفع ومسؤول ...وهذا التبليغ هو سيروم ينتمي لعائلة آليات الديمقراطية التشاركية التي تتصدر دستور المملكة