الأحد 24 نوفمبر 2024
مجتمع

وزان ... من أجل موسم دراسي بقليل من الاختلالات وكثير من جرعات المواطنة وتكافؤ الفرص

وزان ... من أجل موسم دراسي بقليل من الاختلالات وكثير من جرعات المواطنة وتكافؤ الفرص محمد حمضي وتلاميذ من قرى وزان في الطريق للمدرسة!
هل ستنجح المديرية الإقليمية لوزارة التربية والتعليم الأولي والرياضة بوزان في ترجمة شعار " من أجل مدرسة عمومية ذات جودة للجميع " الذي اعتمدته الوزارة الوصية لتأطير الموسم الدراسي 2024/2025 المقرر أنطلاقته الفعلية يوم 9 شتنبر؟
 
قوة العزيمة ، و صلابة الإرادة، و المقاربة التشاركية ، ثوابت ملموسة في ادارة خديجة بنعبد السلام،المديرة الإقليمية ، للشأن التعليمي بإقليم وزان ، لكن هل هذا يكفي للحديث عن استفادة جميع المتعلمات و المتعلمين من الجودة على قدم المساواة ؟ الواقع عنيد.... وأول إكراه ينتصب في وجه تنزيل الشعار ، هو أن إقليم وزان قروي بامتياز ، وبالتالي فإن البيئة الحاضنة للمدرسة العمومية بالإقليم تعتبر أكبر تحدي يواجه الولوج المتكافئ للمدرسة العمومية. العالم القروي ليس مجرد جغرافيا و تضاريس وعرة ، وخصاص في البنيات ، ولكنه تشابك و تداخل بين الاقتصادي والاجتماعي والثقافي ، لسان مؤشراتها يتحدث لغة الأزمة على أكثر من مستوى !
 
من هذه الزاوية بالضبط يكتسي الحديث عن " التعليم شأن مجتمعي" مشروعيته ، وبالتالي فإن شعار " من أجل مدرسة عمومية ذات جودة " لن يكون له من معنى ، وسيظل عديم الصدى ، إن لم ينخرط بمنسوب عال من الوعي ، مختلف المتدخلين المؤسساتيين والمدنيين ....انخراط تؤطره خريطة الطريق بلوحة سياقة ، عقربها يميل بهدوء ، وثبات، نحو الوصول الآمن للخط الضامن و الحامي لمبدأ تكافؤ الفرص ، والتربية على المواطنة والمساواة .
 
لندع العناوين الكبرى جانبا ، فقد نالت حقها من الدراسات والتقارير ما تجاوز التخمة ، و نعرج نحو الدخول المدرسي بإقليم وزان في بعض جزئياته ، لعل الانتباه لذلك بعين مُواطِنة ، و بتدبير مرجحا لكفة الحكامة الرشيدة لكل اختلال ملموس ، أو محسوس ، أو طارئ ، لعل كل ذلك ينتهي بالتخفيف من وطئ المعاناة ذات الآثار السلبية على مستقبل الناشئة ، ويضمن كمية من الأنوار الناصرة البياض لموسم دراسي محيطه محفوف بجبل من المثبطات و المعيقات.
 
هذه سلة من الأفكار و المقترحات و الملاحظات نتقاسمها مع مختلف المتدخلين و الشركاء:
 
ـ استحضار الأجواء التي خيمت على الموسم الدراسي الفارط بما لها وما عليها .... نعم لِاستثمار كل نقط القوة ، ولكن من دون الافراط في التفاؤل لأن قراءة المحصلة يجب أن تؤطرها جدلية الكم و الكيف .
ـ التحسيس المستمر بأن الاستهلاك المعقلن للماء بالمؤسسات التعليمية مسؤولية وطنية في هذا الظرف الدقيق الذي يتسم بالجفاف. تحسيس تليه الصرامة الإدارية.
ـ تظافر جهود مختلف الشركاء والمتدخلين من أجل ضمان الانطلاقة الفعلية للدراسة يوم 9 شتنبر. لقد علمنا الواقع الذي يعلو ولا يعلى عليه، بأنه لأسباب متعددة كثيرا ما يتأخر الدخول المدرسي عن موعده.... ! والنتيجة ليس غير اهدار الزمن المدرسي .
ـ تجنب ما أمكن ظاهرة الاكتظاظ و الأقسام المشتركة
ـ الانتصار للمصلحة الفضلى للطفل عند اعتماد أي توقيت مكيف .
ـ اعتماد الشفافية و معايير موحدة تسري على الجميع في تدبير الخصاص و الفائض في الموارد البشرية.
ـ ايلاء نفس الاهتمام للمؤسسات التعليمية العادية ومؤسسات الريادة ، غير ذلك فإن أول ضحية هو مبدأ تكافؤ الفرص !
ـ ضخ جرعات من المعنى والمغزى في مفاصل أنشطة الحياة المدرسية ، و الأنشطة الكبرى التي تنظمها المديرية الإقليمية و الأحواض المدرسية ، وذلك بترجيح كفة المحتوى على كفة الاحتفالية التي يراوح أثرها التربوي مكانه.
ـ التفعيل الهادف الغير محكوم بالخلفية الادارية لمختلف الهياكل المؤطرة للمؤسسة التعليمية ، وجعلها متفاعلة مع محيطها و عمق الوسط المدرسي.
ـ توسيع عرض الفرصة الثانية ، و اخضاع المراكز الحاضنة لتدبير تربوي يأخذ بعين الاعتبار المرحلة العمرية الحرجة للفئة المستهدفة .
ـ تجويد التغذية والإقامة بالأقسام الداخلية و المطاعم المدرسية ، و وضع حد لكل اختلال في التدبير الذي يلحق هذا المرفق ببعض المؤسسات التعليمية !
ـ تامين محيط المؤسسات التعليمية من كل ما يمكن أن يعرض السلامة النفسية و الجسدية للمتعلمات و المتعلمين لشتى أنواع العنف . وبكل تأكيد فإن قلب المؤسسات التعليمية ليس في منأى عن الظواهر الشاذة.
ـ تنظيم استغلال النقل المدرسي، والرفع من أسطوله بما يحفظ كرامة التلميذات والتلاميذ، ولِم لا التفكير في مجانيته للتخفيف من ثقل معاناة الأسر التي لم يعد لها ما تقدمه لمواجهة كلفة العيش التي تصخمت بشكل لم يسبق له مثيل.
ـ وضع حد لكل مواطنة امتيازية ينعم بمنافعها البعض ، إما عضوات وأعضاء بالمجالس الجماعية ، أو البعض ممن يحجزون مواقع متقدمة بأحزاب ونقابات و جمعيات . معلومات دقيقة نتوفر عليها تشير بأن لا غلاف زمني يخضع له البعض في ممارسة المهنة التي يتقاضوا عنها اجرا من المال العام ! كل تهاون يفتح الباب أمام التسيب !
ـ تعزيز الطاقم الإداري العامل بالمديرية الإقليمية بطاقات جديدة وهي متوفرة ( غير لي بغى يسد عينو! ).
ـ حقن شرايين شراكات المديرية الإقليمية بجرعات من الفعل الملموس. وبشكل عملي وجب عقد لقاء مع مختلف الشركاء ، للتذكير بالغاية من كل شراكة ، ودعوة كل شريك الابتعاد عن العشوائية في تنزيل أنشطته ، و اعتماد العمل بصيغة البرنامج الذي يجب أن تتوفر المديرية على نسخ منه لتضمينه لبرنامجها العام .
ـ تفعيل المرسوم الخاص بجمعيات أمهات و آباء و أولياء التلاميذ .
ـ تنظيم دورات تكوينية لتقوية قدرات مكاتب جمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ
ـ عقد المجلس الإقليمي لمناهضة العنف في الوسط المدرسي مع الحرص على حضور مختلف المتدخلين و الشركاء أشغاله.
ـ التعجيل بعقد المؤتمر الإقليمي لجمعية الأعمال الاجتماعية لتقييم حصيلة عمل مكتبها و تجديده.
ـ تسليط كشافات من الضوء التربوي على التعليم الخصوصي حماية لمبدأ تكافؤ الفرص .
ـ تذكير الأطر الإدارية بالمديرية الإقليمية بالضوابط القانونية والأخلاقية ذات الصلة بالسر المهني . ( الفاهم يفهم) .
 
على سبيل الختم
 
ما تقدمنا به في هذا المرور الاعلامي السريع ، لا يخرج عن اطار المساهمة المتواضعة بجانب مختلف الفاعلين من أي موقع هم/ن ، في تدليل الصعاب ، و ضخ كمية من الاوكسجين في شعار " من أجل مدرسة عمومية ذات جودة للجميع " .
 
عودة ميمونة لنساء ورجال التعليم ، و المتعلمات و المتعلمين . كل الرهان منصب على الانخراط الواعي للمتدخلين و الشركاء و الفعاليات المدنية و الحقوقية المستقلة ، من أجل جعل الموسم الدراسي الجديد بإقليم وزان يشع بجميل الأضواء المتناسقة.