الأحد 24 نوفمبر 2024
اقتصاد

أريري: إن الله جميل.. فتوقفوا عن زرع القبح بمدننا وشوارعنا!!

أريري: إن الله جميل.. فتوقفوا عن زرع القبح بمدننا وشوارعنا!! الوزير عبد الوافي لفتيت، الوصي على الجماعات ( يمينا) والوزير نزار بركة الوصي على الطرق
جميل أن يتم إنجاز مشاريع طرقية مهيكلة بالدارالبيضاء أو غيرها من المدن المغربية، لكن الأجمل هو أن تحرص وزارة التجهيز وشركة الطرق السيارة والولاية والعمالة والجماعات الترابية التي تخترق ترابها هاته الطرق، أن تتم مصاحبة تعزيز البنية التحتية بمشاريع منظرية مبنية على التشجير وزرع الأغراس الملائمة، لمنح جمالية للطرق من جهة، وتهذيب الذوق العام من جهة ثانية، وإضفاء لمسة بيئية على المحاور الطرقية الكبرى بالمغرب من جهة ثالثة.
 
من العار، ونحن البلد الذي احتضن مؤتمر "الكوب" الأممي للبيئة مرتين في ظرف 15 سنة، أن نكون أعداء التشجير والغرس، وأعداء البيئة، وأعداء إجبارية إنجاز الدراسات المنظرية لكل مشروع يخص التهيئة الحضرية ويخص البنية التحتية بمدننا (قنطرة، طريق، نفق، مدارة، Talus، إلخ....).
 
ما الجدوى إذن، من التفاخر بأننا نتوفر على مكاتب دراسات ومكاتب مراقبة وهيآت تفتيش وأقسام الهندسة المعمارية والمدنية بالوزارت والولايات والعمالات والوكالات الحضرية والجماعات الترابية، ونحن عاجزون عن زرع شجرة في درب أو شارع أو مدار أو أوطوروت أو Talus؟!
 
ماجدوى التفاخر إذن، بتوفر المغرب على معهد الحسن الثاني للزراعة ومعهد البستنة بأكادير والمدرسة الوطنية للمهندسين الغابويين والمدرسة الوطنية للفلاحة بمكناس، إن لم نستفد من خبرة وأبحاث أطر هاته المدارس العليا في المصاحبة والتهيئة أثناء إعداد مشاريع البنية التحتية وتصميم الطرق والأحياء، عبر إرشادنا لنوع الغرس الملائم لكل مدينة مغربية غير ملتهم للماء وغير مضر بمواردنا الجوفية، وفي نفس الوقت إرشادنا لنوع الأشجار والغرس الذي يضفي زينة على الفضاء العام؟! 
 
ما الجدوى إذن، من التوفر على شعب البيولوجيا في كليات العلوم التابعة ل 14 جامعة لتدريس البيولوجيا، وخاصة مسالك:Physiologie végétal, Botanique , la biotechnologie végétal، إلخ...، إن لم نستفد من عصارة دراسات الأساتذة المغاربة الباحثين في الشعب العلمية بالكليات المذكورة، لتطوير منظومتنا النباتية واختيار نوع الأشجار التي تتناسب مع المناخ والتربة وشح المياه بالمغرب؟!
 
انظروا إلى أستراليا التي حولت صحاريها إلى جنة تعج بالخضرة والأغراس التي تتأقلم مع مناخها؟
استلهموا تجربة ولاية "نيفادا" بالولايات المتحدة الأمريكية، التي استعانت بأطر جامعاتها ومهندسيها ومختبراتها لاعتماد مخطط مديري للتهيئة المنظرية بكافة مدن هذه الولاية القاحلة، وهو مخطط منظري يتكيف مع الطبيعة الصحراوية لهذه الولاية!

 
اذهبوا إلى أبوظبي واستأنسوا بتجربة دولة الإمارات التي نادت على المهندسين الأكفاء من كل أصقاع العالم والخبراء الجهابدة ( بمن فيهم خبراء دوليين مغاربة)، الذين قاموا بتطويع الطبيعة بتعميم الخضرة والجمال المنظري في كل طرقات وشوارع مدن الإمارة، باعتماد سلالة من الأشجار والنخيل الذي يتأقلم مع البيئة المحلية!
 
إن عجزتم على تبني هذا الاختيار، ما الجدوى إذن من الادعاء بأننا دولة إسلامية، والإسلام منا براء، مادمنا نزرع السواد ونعمم القبح في مدننا وفي فضائنا العام  وفي طرقاتنا؟
 
مالجدوى إذن من التظاهر باعتناق الإسلام، ونحن لم نرتق ونتمثل جمالية هذا الدين في السياسة العمومية وفي مخططات التهيئة العمرانية وفي شبكة طرقاتنا وفي فضائنا العام؟!