إلى وقت قريب كانت الأندية الرياضية العريقة مشتلا للوطنية والقيم النبيلة والتنافس الرياضي الشريف، غير أنها تحولت تدريجيا إلى محصنة لأباطرة المخدرات للمخدرات، ووجهة آمنة لمبيضي الأموال، ومشتلا خصبا للمحتالين والانتهازيين ومستغلي النفوذ، في هذا السياق تناسلت العديد من الملفات الخطيرة التي تتابع من خلالها أسماء معروفة قضائيا.
عن هذا التحول الكارثي في وظيفة الأندية الرياضية وطبيعتها وتركيبتها، وجهت جريدة "أنفاس بريس" أشئلة إلى مجموعة من الفاعلين والرياضيين حول: كيف يقرؤون هذا الوضع ويفسرون ما آلت إليها هذه الأندية الرياضية.. في ما يلي جواب الفاعل المدني بنسعيد الركيبي:
"إن تحول بعض الأندية الرياضية العريقة من حاضنات للوطنية والقيم النبيلة إلى بؤر للفساد والريع ومعابر مريحة لبعض السياسيين نحو المؤسسات المنتخبة، ظاهرة مقلقة ذات أبعاد متعددة, وتعود جذور هذه الظاهرة إلى جملة من العوامل المحتملة، ومن أبرزها تغلغل الجريمة المنظمة حيث تجد الجماعات الإجرامية في الأندية الرياضية فرصة لغسل الأموال وتجنيد أعضاء جدد لتوسيع نفوذها والتغطية على أنشطتها، كما نجد أيضا من بين الأسباب تراجع مصادر التمويل التقليدية مما نتج عنه معاناة العديد من الأندية الرياضية في السنوات الأخيرة من أجل الحفاظ على استقرارها المالي، الشيء الذي يجعلها أكثر عرضة لاختراق الجماعات والأشخاص المشتبهين، ناهيك عن ترهل وضعف الضوابط المؤسساتية والقيم التقليدية داخل إلى الأندية الرياضية مما سهل انخراط أفراد يمارسون أنشطة غير مشروعة.
وتتعدى عواقب هذه الظاهرة لتشمل مجالات واسعة، حيث قد تلحق الضرر بسمعة الرياضة وتثبط المشاركة، وتشجع على العنف في الملاعب وعلى الصراع بينن مناصري الفريق الواحد . بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تقوض الثقة العامة في المؤسسات وتساهم في نشر مناخ من السخرية والإحباط.
إن التصدي لهذه الظاهرة يتطلب اعتماد تدابير حوكمة وشفافية أقوى داخل الأندية الرياضية، كما يجب على مكاتب الأندية وجمعيات المناصرين أن يفكروا بجدية في إعادة بناء بوصلتهم الأخلاقية".